Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ غْرِيغُورْيُوسَ النَزْيَنْزِيّ وُلِدَ غْرِيغُورْيُوسُ النَزْيَنْزيُّ في الكَبَّادُوك، في مَدِينَةِ نَزْيَنْز حَوالَى سَنَةِ 330. وَهُوَ أَحَدِ اللاهُوتِيِّينَ الكَبَّادُوكِيِّينَ الكِبار، مَعَ باسِيليوسَ وأَخيهِ غْرِيغُورْيُوسَ النِّيصِيّ. وَهُوَ يَنْتَمِي إِلَى عائِلَةٍ اجتماعِيَّةٍ راقِية، تَتَمَيَّزُ بِغَيرَتِهَا المَسِيحِيَّة، وكانَ أَبُوهُ أُسْقُفًا علَىَ مَدِينَةِ نَزْيَنْز الكَبَّادُوكِيَّة. وَلِذَلِكَ تَمَتَّعَ بِثَقَافَةٍ عالِية، وبِصَداقَتِهِ مَعَ باسِيليوسَ التي تَعُودُ إِلَى زَمانِ إقَامَتِهِمَا مَعًا في أَثِينَا حَيْثُ تابَعَا دُرُوسَهُمَا. سِيمَ كَاهِنًا بِوَضْعِ يَدِ والِدِهِ الأُسْقُف، وراحَ يَبْحَثُ عَنْ مَكَانٍ لَهُ بِهَدَفِ التَوَحُّد، ولَكِنْ نُزولًا عِنْدَ رَغْبَةِ والِدِه، قَبِلَ العَوْدَةَ لِيَكُونَ بِقُرْبِهِ ويُساعِدَهُ في خِدْمَتِهِ الرَعَائِيَّة. سِيمَ أُسْقُفًا عَلَى مَدِينَةِ سازِيمَ الصَغيرة. ثُمَّ انتُخِبَ، بِالإِجماع، بَطْرِيَرْكًا عَلَى القُسْطَنْطينِيَّة سَنَةَ 378، فَأَخَذَ يَتَفَانَى في الدِفاعِ عَنِ الإِيمانِ ضِدَّ الأَرْيُوسِيِّين. وثُبِّتَ في كُرْسِيِّهِ البَطْرِيَرْكيِّ في مَجْمَعِ القُسْطَنْطينِيَّة (381)، ولَكِنَّهُ بِحَسَدٍ مِنْ أُسْقُفِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، اضْطُرَّ إِلَى الاستِقالَةِ مِنَ مَهَمَّتِهِ، والانْسِحابِ إِلَى أَبْرَشِيَّةِ أَبِيهِ نَزْيَنْز، ثُمَّ إِلَى حَياةِ الوَحْدَة، التي كانَ يُفَضِّلُهَا عَلَى مَهَامِّهِ كَراعٍ لِلأَبْرَشِيَّة، وفيها انصَرَفَ إِلَى الكِتابَة، حَتَّى أُطْلِقَ عَلَيهِ إسمَ غْرِيغُورْيُوسَ اللاهُوتيّ، نَظَرًا لِمُؤَلَّفاتِهِ القَيِّمَة. تَرَكَ لَنا خَمْسًا وأَرْبَعِينَ عِظَةً، خَمْسًا مِنْهَا لاهُوتِيَّة، تَتَناوَلُ مَوضوعَ الثَالُوثِ الأَقْدَس، وكَتَبَ رَسَائِلَ مُهِمَّةً جِدًّا حَولَ عَقيدَةِ الثَالُوث، وأَلَّفَ العَدِيدَ مِنَ الأَشْعار، وفي واحِدٍ مِنْهَا يُخبِرُنا عَنْ حَياتِهِ، فَهُوَ يَتَمَيَّزُ بِرَهَافَتِهِ ومُوسِيقاهُ الرَشِيقَة. عُرِفَ غْرِيغُورْيُوسُ بِقُوَّةِ كَلِمَتِه، وبَلاغَةِ صِياغَتِهِ الأَدَبِيَّة، ومَــنْــطِــقِــهِ الـــراجِــح، وفَصَاحَتِهِ الكلاسِيكِيَّة، فَكانَ المُدافِعَ عَنْ عَقيدَةِ الكَنيسَةِ وصِحَّةِ تَعالِيمِهَا، في فَتْرَةٍ كانَتِ القُسْطَنْطينِيَّة عُرْضَةً لِلتَجَاذُباتِ العَقَائِدِيَّة. يُحَيِّيهِ القِدِّيسُ إيرُونِيمُسُ بِكَلِمَةٍ شَهِيرَة، مُعْتَبِرًا إيَّاهُ مُعَلِّمَهُ في الكِتابَةِ إذْ يَقُول: "إنَّ أُسْقُف القُسْطَنْطينِيَّة تَكَلَّفَ الكَثيرَ مِنَ العَناءِ لِيَشْرَحَ بِانتِظَامٍ كَلِمَةَ الله، لِيَكُونَ أَمِيرَ التَفْسِيرِ الدَقِيق، الذي لَنْ أَنْسَى دُرُوسَهُ مُطْلَقًا". تُوُفِّيَ سَنَةَ 390، ولَهُ مِنَ العُمْرِ سِتُّونَ سَنَة. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |