Biography |
إنَّ كُلَّ ما نَعرِفُهُ عَنْ سِمعانَ الشَيخِ وحَنَّةَ النَبِيَّة، يُحصَرُ في آياتٍ مِنَ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ القِدِّيسِ لُوقَا (2: 25-35، 36-38). يُشَدِّدُ الإِنْجِيلِيُّ لُوقَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ عَلَى دَورِ الرُوحِ القُدُسِ في حَيَاةِ هَذا الرَجُلِ التَقِيِّ البارّ، المُنْتَظِرِ عَزاءَ شَعْبِهِ إِسْرائِيل: "الرُوحُ القُدُسُ كَانَ عَلَيه" (2: 25)، "وكَانَ الرُوحُ القُدُسُ قَدْ أَوْحَى إِلَيهِ أَنَّهُ لَنْ يَرَى المَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَبّ" (2: 26)، "فَجَاءَ بِدافِعٍ مِنَ الرُوحِ إِلَى الهَيْكَل" (2: 27). ويُعطِيهِ دَوْرًا نَبَوِيًّا: في نَشِيدٍ يُشْبِهُ نَشِيدَ الأَنْبِيَاء، يُشِيدُ بِدَعْوَةِ اللهِ الخلاصِيَّةِ لِجَمِيعِ الشُعُوبِ عَنْ طَرِيقِ شَعْبِهِ المُخْتار: "لأنَّ عَينَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاصَكَ، الذي أَعْدَدْتَهُ أَمَامَ الشُعُوبِ كُلِّهَا، نُورًا يَنْجَلِي لِلأُمَم، ومَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرائِيل" (لو 2: 30-32)؛ وفي كَلامٍ وَجَّهَهُ إِلَى مَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ عَنْ دَوْرِ يَسُوعَ في شَعْبِهِ المُخْتار، "لِسُقُوطِ ونُهُوضِ كَثِيرِينَ في إِسْرائِيل، وآيَةً لِلخِصَام" (لو 2: 34)؛ وفي كَلِمَتِهِ الخاصَّةِ بِمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوع: "وأَنْتِ أَيْضًا، سَيَجُوزُ في نَفْسِكِ سَيْفٌ، فَتَنْجِلِي أَفْكَارُ قُلُوبٍ كَثِيرَة" (لو 2: 35). أَمَّا حَنَّةُ النَبِيَّة، فَقَدْ ذَكَرَهَا لُوقَا الإِنْجِيلِيُّ، مُبَاشَرَةً بَعْدَ كَلامِهِ عَنْ سِمعَانَ الشَيْخِ، فَقَالَ: "وكَانَتْ هُنَاكَ نَبِيَّةٌ طاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَواتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا، ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلَةً حَتَّى الرابِعَةِ والثَمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَل، مُتَعَبِّدَةً بِالصَلاةِ والصَومِ لَيْلَ نَهَار. فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَاعَةِ وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَبَّ وتُحَدِّثُ عَنِ الطِفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرِينَ فِداءَ أُورَشَلِيم" (لو 2: 36-38). إِنَّ سِمعَانَ الشَيْخَ وحَنَّةَ النَبِيَّةَ هُمَا شَاهِدانِ جَدِيدَانِ لِيَسُوعَ في إنجيلِ لُوقَا، بَعْدَ زَكَرِيَّا وإِلِيصَابات. وهُمَا في طَلِيعَةِ المُبَشِّرِينَ بِالمَسِيح. صَلاتُهُما مَعَنَا. آمين. |