Name |
Commemoration of Saint Polycarp, Bishop of Izmir |
Arabic name |
تَذكارُ القِدِّيسِ بُولِيكَرْبُوسَ أُسْقُف إِزْمِير |
Day date |
شباط 23 |
Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ بُولِيكَرْبُوسَ أُسْقُف إِزْمِير وُلِدَ بُولِيكَرْبُوسُ حَوالَى سَنَةِ 80 في أَيَّامِ الإِمْبِرَاطُورِ مَرْقُسَ أَوْرِيلْيُوس (161-180)، مِنْ والِدَينَ مَسِيحِيَّين، وتَعَرَّفَ إِلَى مار يُوحَنَّا الرَسُول، وإِلَى شُهُودٍ آخَرِينَ عاشُوا مَعَ المَسِيح، بِحَسَبِ شَهَادَةِ إِيرِينايُوسَ (+ 202)، أُسْقُفِ لِيُون، الذي كانَ تِلْمِيذًا لَهُ، وحَفِظَ مِنْهُ الذِكْرَياتِ الحَيَّة. وأَمَّا بُولِيكَرْبُوسُ فَقَدْ تَتَلْمَذَ لِلْقِدِّيسِ يُوحَنَّا الرَسُول، الذي أَقَامَهُ أُسْقُفًا عَلَى مَدِينَةِ إِزْمِير؛ فَقَامَ يَسُوسُ رَعِيَّتَهُ بِحِكْمَةٍ وغَيْرَةٍ رَسُولِيَّة. فِيمَا كانَ القِدِّيسُ إِغْنَاطْيُوسُ بَطْرِيَرْكُ أَنْطَاكْيَةَ ذاهِبًا إِلَى رُوما للاسْتِشْهَاد (+ 107)، مَرَّ بِمَدِينَةِ إِزْمِير، فَذَهَبَ بُولِيكَرْبُوسُ إِلَى مُلاقَاتِهِ وعَانَقَهُ وقَبَّلَ قُيُودَهُ، وشَجَّعَهُ. وعِنْدَمَا وَقَعَ الخِلافُ بَيْنَ كَنِيسَةِ رُوما وكَنائِسِ الشَرْقِ عَلَى يَوْمِ الاحتِفَالِ بِعِيدِ القِيَامَة، ذَهَبَ بُولِيكَرْبُوسُ إِلَى رُوما سَنَةَ 154 لَمُقَابَلَةِ البَابَا أَنِيشِتُوس الأوَّل (155-166) الذي أَكْرَمَ وِفادَتَهُ، وعَقَدَ مَجْمَعًا حَضَرَهُ بُولِيكَرْبُوس. واتَّفَقَا بِشَأْنِ عِــيــدِ الـــقِــيــامَــة، عَــلَى أَنْ تَــبْــقَــى كُــلُّ كَــنــيــسَةٍ مِنْ كَنائِسِ الشَرْقِ والغَرْبِ عَلَى ما اعْتَادَتْهُ قَبْلًا، إلَّا أنَّ هَذِهِ المسأَلَةَ قَدْ حَلَّها، بَعْدَ سَنَواتٍ، البَابَا فِيكتُورُ الأوَّل (189-199)، وعادَ كُلُّ واحِدٍ إِلَى بَلَدِهِ بَعْدَمَا تَقَـاسَـمُـوا العَشَاءَ الأَخَوِيّ. وبَــعْــدَ حَــيَاةٍ طَــوِيــلَــةٍ تَـمَـيَّزَتْ بِالأَمَـانَـةِ والـمَحَـبَّـةِ لِلـرَبّ، كـانَ يَــنْتَظِرُهُ الاسْتِشْهَادُ هُــوَ أَيْــضًـا، فَــراحَ يُــبَــارِكُ اللهَ الـذِي جَــعَــلَهُ مُسْـتَـحِقًّـا أَنْ يَــشْــرَبَ كَأْسَ المَسِيح، "لأجْلِ أَنْ يَقُومَ مَعَهُ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّة". تُعْتَبَرُ قِصَّةُ مَوْتِهِ مِنْ بَيْنِ أَكْثَرِ النُصُوصِ وَقْعًا في بِداياتِ المَسِيحِيَّة، التي تَرَى في الاسْتِشْهَادِ أَبْهَى وأَكْمَلَ تَجْسِيدٍ لاتِّبَاعِ المَسِيح، وتَرَى في الشُهَداءِ "تَلامِيذَ مُقْتَدِينَ بِالرَبِّ بِواسِطَةِ الحُبِّ دُونَ حُدُودٍ تُجَاهَ مَلِكِهِمْ ومُعَلِّمِهِم". وَجَّهُ بُولِيكَرْبُوسُ رِسَالَةً إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّـي، الَّذِينَ كانَ القِدِّيسُ بُولُسُ قَدْ أَرْسَلَ إِلَيهِمْ رِسَالَتَهُ. يُعْتَبَرُ بُولِيكَرْبُوسُ شَخْصِيَّةٌ بارِزَةٌ في الحِقْبَةِ التي تَرْبُطُ بَيْنَ عَصْرِ الرُسُلِ والآباءِ المُدَافِعِين، وتُسَمَّى حِقْبَةُ ما بَعْدَ الرُسُل، مَعَ الآباءِ الرَسُولِيِّين الأَرْبَعَة: كْلِيمِنْسَ الرُومانيّ، إِغْنَاطْيُوسَ الأَنْطاكِيّ، وبُولِيكَرْبُوسَ وبابْيَاس. كَتَبَ المُؤَرِّخُ أُوسَابْيُوسُ القَيْصَرِيُّ (+ 340) في "التارِيخِ الكَنَسِيّ"، عَنِ اسْتِشْهَادِ القِدِّيسِ بُولِيكَرْبُوس: ولَمَّا ثارَ الاضْطِهادُ عَلَى المَسِيحِيِّين، جاءَ جُنُودُ والي آسْيَا لِيَقْبِضُوا عَلَيه، فَدَعَاهُمْ وقَدَّمَ لَهُمْ طَـعَـامًـا وشَـرابًـا، ثُـمَّ طَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَصْبِرُوا عَلَيهِ لِيُصَلِّيَ طالِبًا مِنَ اللهِ المَعُونَةَ الإِلَهِيَّة؛ ولَمَّا وَصَلَ إِلَى مَيْدانِ الشَهَادَةِ، جاءَهُ صَوْتٌ مِنَ السَمَاء، سَمِعَهُ جَمِيعُ المُؤْمِنِينَ الحاضِرِين، يَقُولُ لَهُ: "تَشَجَّعْ يا بُولِيكَرْبُوسَ وتَمِّمْ مُرادَكَ بِقَلْبٍ ثابِت". هُنَاكَ، أَخَذَ الوالي يُجَادِلُهُ في إِيمانِهِ بِالمَسِيح. أَمَّا هُوَ فَكانَ ثابِتًا في أَجْوِبَتِهِ يُشِعُّ نِعْمَةً إِلَهِيَّة، فَامْتَلَأَ الوَثَنِيُّونَ واليَهُودُ غَيْظًا. ولَمَّا اسْتَحْضَرَهُ الوالي، أَخَذَ يُحَاوِلُ إِقْنَاعَهُ بِأَنْ يَكْفُرَ بِالمَسِيحِ ويُضَحِّيَ لِلأَصْنام، فَأَجَابَهُ: "لَقَدْ مَضَى عَلَيَّ سِتٌّ وثَمَانُونَ سَنَةً في خِدْمَةِ المَسِيح، فَكَيفَ أُكَافِئُهُ بِالجُحُودِ وَهُوَ مَلِكِي وإِلَهِي؟". فَأَمَرَ الوالي حِينَئِذٍ بِحَرْقِهِ، فَكَتَّفُوهُ وبَسَطُوهُ عَلَى النار. وفِيمَا كانَ مَمْدُودًا عَلَيهَا، رَفَعَ نَظَرَهُ وقَلْبَهُ إِلَى السَماءِ وطَلَبَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَقْبَلَ نَفْسَهُ. فَلَمْ تُؤْذِهِ النارُ المُضْطَرِمَةُ وَهُوَ فِيهَا، بَلْ فاحَتْ مِنْهُ رائِحَةٌ ذَكِيَّةٌ جِدًّا؛ حِينَئِذٍ طَعَنَهُ جُنْدِيٌّ بِالحَرْبَة، وتَمَّتْ شَهَادَتُهُ في 23 شُبَاط سَنَةَ 167، ولَهُ مِنَ العُمْرِ 86 سَنَة. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |