Name |
Remembering Saint Joseph the Virgin, the fiancée of Our Lady, the Virgin Mary |
Arabic name |
تَذكارُ القِدِّيسِ يُوسُفَ البَتُول، خِطِّيبِ سَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراء |
Day date |
آذار 19 |
Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ يُوسُفَ البَتُول، خِطِّيبِ سَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراء كُلُّ ما نَعرِفُهُ عَنْ هَذا القِدِّيسِ العَظِيمِ هُوَ ما دَوَّنَهُ كُلٌّ مِنْ مَتَّى ولُوقَا في الفَصْلَينِ الأَوَّلَينِ مِنَ الإِنْجِيل، أَي في طُفولَةِ رَبِّنا يَسُوعَ المَسِيحِ فَقَط. إِنَّ ما نَالَهُ مِنَ الشَّرَفِ لَمْ يَنَلْهُ أَحَدٌ، فَالرُوحُ القُدُسُ اصْطَفَاهُ خِطِّيبًا لِمَرْيَمَ العَذْراءِ الكُلِّيَّةِ القَداسَة، واللهُ الآبُ أَقَامَهُ مُرَبِّيًا لابنِهِ الوَحِيدِ المُتَأَنِّس. لَمْ يُعْطِنا الإِنْجِيلُ شَيْئًا عَنْ عَائِلَةِ يُوسُفَ، حَتَّى إِنَّ والِدَهُ في مَتَّى يُدْعَى يَعْقُوب، وفي لُوقَا يُدْعَى عَالي! وَلَكِنَّ كُلًّا مِنْ مَتَّى ولُوقَا يُشَدِّدُ عَلَى أَنَّهُ مِنْ بَيْتَ لَحْمَ اليَهُودِيَّة، مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ المَلِكِ وَعَشِيرَتِهِ. هُوَ رَجُلٌ بارٌّ يَتَعَاطَى النِجَارَة، واضْطُرَّ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الناصِرَةِ عَلَى مَسَافَةِ 160 كِيلُومِترًا. هُنَاكَ تَعَرَّفَ إِلَى مَرْيَمَ العَذْراء، وَخَطَبَها خِطْبَةً رَسْمِيَّة دِينِيَّة، تُعتَبَرُ زَواجًا شَرْعِيًّا، إِنَّمَا تَبْقَى العَرُوسُ في بَيْتِ أَهْلِهَا سَنَة، قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى بَيْتِ عَرِيسِهَا. سَادَ في الكَنِيسَةِ تَقْلِيدٌ قَدِيمٌ وَهُوَ أَنَّ مَرْيَمَ تَكَرَّسَتْ للهِ في هَيْكَلِ أُورَشَلِيمَ مِنْ عُمْرِ الثَلاثِ سِنِين، وفي عُمْرِ الأَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَة، نَذَرَتْ بَتُولِيَّتَهَا لله، وَسَلَّمَهَا القَيِّمونَ عَلَى الهَيْكَلِ إِلَى رَجُلٍ أَرْمَلٍ مُتَقَدِّمٍ في السِنِّ، اسْمُهُ يُوسُف، لِيُحَافِظَ عَلَيْهَا وَعَلَى بَتُولِيَّتِهَا. فَهَذَا تَأْثِيرٌ مِنَ الكُتُبِ المَنْحُولَة. وفي أَثْنَاءِ تِلْكَ الخِطْبَة، أَرْسَلَ اللهُ المَلاكَ جِبْرَائِيلَ مُبَشِّرًا مَرْيَمَ بِأَنَّهَا سَتَحْمِلُ في الحال، وَتَلِدُ ابْنًا، وَتُسَمِّيهِ يَسُوع! سَأَلَتْ مَرْيَمُ المَلاكَ "كَيْفَ يَكُونُ هَذا، وَأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلًا؟". فَشَرَحَ لَهَا قائِلًا: "الرُوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيكِ، وَقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، وَلِذَلِكَ فَالقُدُّوسُ المَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الله"! آمَنَتْ مَرْيَمُ وَالتَزَمَتْ مَعَ اللهِ بِدُونِ شُرُوطٍ ولا حُدُود. وَحَفِظَتْ هَذا السِرَّ فــي قَــلْـبِــهَـا، وَلَمْ تُــخــبِـرْ بِــهِ يُـــوسُــــفَ خِــــطِّــــيــــبَــهَا. وَلَــكِــنْ لا بُــدَّ أَنْ أَخْــبَـرَتْــهُ عَـنْ نَــسِـيــبَــتِــهَا إِلِــيصَابات، لأَنَّ زِيَــارَتَــهَــا فــي عَـيــنِ كَـارِم، عَـــــلَى بُـــــعْـــدِ 7 كِـــيـلُومِــتْــرٍ غَــربِــيِّ الـقُــدْسِ، أَي عَـلَى بُـــعْــدِ 157 كِـيلُومِــترًا مِــنَ الناصِرَة، وَغِيَابَهَا ثَلاثَةَ أَشْـهُر، لِــكَيْ تَخْدُمَ نَسِيبَتَهَا في وِلادَتِهَا، يَفْتَرِضَانِ أَنْ يَكُونَ يُوسُفُ خِطِّيبُهَا عَلَى عِلْمٍ بِهِمَا. لَمْ يُخْبِرْنَا الإِنْجِيلُ شَيْئًا عَنْ وَدَاعِ يُوسُفَ لِمَرْيَم، وَلا عَنْ لِقَائِهِ لَهَا بَعْدَ عَوْدَتِهَا. وَلَكِنْ لا بُدَّ أَنَّ مَرْيَمَ أَخْبَرَتْهُ بِسِرِّهَا فَوْرَ عَوْدَتِهَا، بَــعْـدَ أَرْبَــعَــةِ أَشْـهُـرٍ وَقَــدْ بَـانَ حَـمْـلُـهَا، وَبَـعْـدَ كُـلِّ مَـا جَـرَى مِـنْ أَحْـداثٍ خَـلاصِـيَّـةٍ عَـجِـيـبَـةٍ فـي بَـــيْـتِ زَكَـرِيَّــا وَإِلِيصَاباتَ … ولا يُمْكِنُنَا إِلَّا أَنْ نَتَخَيَّلَ فَرْحَةَ يُوسُفَ العَامِرَةَ بِالخَبَرِ العَظِيم، أَنَّ اللهَ اخْتَارَ خِطِّيبَتَهُ العَذْراءَ مَرْيَم، لِتَكُونَ أُمًّا لِلْمَسِيحِ الآتي المُنْتَظَر! سادَ أَيْضًا في الكَنِيسَةِ تَقْلِيدٌ قَدِيم، هُوَ أَنَّ يُوسُفَ شَكَّ في بَتُولِيَّةِ مَرْيَمَ وَقَداسَتِهَا. فَهَذَا أَيْضًا تَأْثِيرٌ مِنَ الكُتُبِ المَنْحُولَة! إِنَّ قَرارَ يُوسُفَ بِأَنْ يُطَلِّقَ مَرْيَمَ سِرًّا هُوَ لأَنَّهُ بارّ، فَلَمْ يَعُدْ يَحُقُّ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مَرْيَم، بَعْدَ أَنِ اخْتَارَهَا اللهُ أُمًّا لابْنِهِ المُتَأنِّسِ فِيهَا بِالرُوحِ القُدُس. خَافَ أَنْ يَأْخُذَهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ لَهُ المَلاك: "لا تَخَفْ!" وَطَلَبَ مِنْهُ أَلَّا يُطَلِّقَهَا، بَلْ أَنْ يَتَبَنَّى الطِفْلَ المَوْلُودَ مِنْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قَالَهُ اللهُ في النَبِيِّ أَشَعْيَا: "هَا إِنَّ العَذْراءَ تَحْمِلُ وَتَلِدُ ابْنًا، فَيُدْعَى اسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَيِ اللهُ مَعَنَا". مُنْذُ تِلْكَ السَاعَةِ جَعَلَ يُوسُفُ حَيَاتَهُ وَقْفًا عَلَى خِدْمَةِ العَذْراءِ وَابْنِهَا يَسُوع. وَيُفَاجِئُنَا الإِنْجِيلِيُّ لُوقَا بِأَمْرِ أُغُوسْطُوسَ قَيْصَرَ (27 ق.م.-14 ب.م.) بِإِحْصَاءِ المَعْمُورَة، وَبِصُعُودِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ مِنَ النَاصِرَةِ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ لِلاكْتِتَاب. ولا يَذْكُرُ الإِنْجِيلِيُّ بَيْتَ يُوسُفَ الوالِدِيّ، ولا أَحَدًا مِنْ ذَوِيهِ أَوْ مِنْ عَشِيرَتِهِ، بَلْ يَكْتَفِي بِالقَوْل: "وَلَدَتْ مَرْيَمُ ابْنَهَا البِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُيُوف". لَمْ يَسْتَعْمِلْ لُوقَا كَلِمَةَ "مَغَارَة" بَلْ كَلِمَةَ "مِذْوَد" أَي مَعْلَفِ الحَيَوان، في مَكَانٍ مُلاصِقٍ لِغُرْفَةِ السَكَن، وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ "مَغَارَةً" لِلْحَيَواناتِ الداجِنَة. وَاسْتَعْمَلَ الإِنْجِيلِيُّ لَفْظَةَ "قَاعَةِ الضُيُوف" مَرَّتَين، هُنَا وفي العَشَاءِ السِرِّيّ (22: 11)، وَهِيَ تَعْنِي غُرْفَةً كَبِيرَة، وَقَدْ كَانَتْ مَلْأَى بِالضُيُوفِ وَالأَهْلِ الآتِينَ لِلْاكْتِتَاب. وَيَذْكُرُ الإِنْجِيلِيُّ أَنَّ ذَلِكَ المَكَانَ هُوَ في بَيْتَ لَحْم، أَي في الحُقُولِ المُجَاوِرَة، كَمَا جَاءِ عَلَى لِسَانِ الرُعَاة: "هَيَّا بِنَا إِلَى بَيْتَ لَحْمَ لِنَرَى هَذَا الأَمْرَ الذِي حَدَثَ، وَقَدْ أَعْلَمَنَا بِهِ الرَبُّ". وَهُنَا أَيْضًا تَأْثِيرٌ عَمِيقٌ في العِبَادَةِ المَسِيحِيَّةِ مِنَ الأَنَاجِيلِ المَنْحُولَةِ التي تَتَحَدَّثُ عَنْ مَغَارَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ سَكَنِ البَشَر! وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى مِيلادِ الطِفْلِ يَسُوع، كانَ مِنْ واجِبِ يُوسُفَ أَنْ يُقَدِّمَ عَنْهُ قَرْبانَ الفِداء، في هَيْكَلِ أُورَشَلِيم، فَقَدَّمَ فَرخَي حَمام، وَهِيَ تَقْدِمَةُ الفُقَراء. وَهُنَا يَسْتَبِقُ الإِنْجِيلِيُّ لُــوقَــا عَــوْدَةَ يُـــوسُفَ وَمَرْيَمَ وَيَسُوعَ إِلَى الناصِرَة، بَيْنَمَا يُطَوِّلُ الإِنْجِيلِيُّ مَتَّى مُكُوثَ العَائِلَةِ المُقَدَّسَةِ في بَيْتَ لَحْمَ حَتَّى مَجِيءِ المَجُوس، أَي إِلَى مُــدَّةِ سَــنَـــتَــيـنِ تَــقْـرِيــبًـا. يَــوْمَــهَا تَراءَى المَلاكُ لِيُوسُفَ فـي الحُـلْـمِ وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَأْخُذَ الطِفْلَ وَأُمَّــهُ وَيَــهْـرُبَ إِلَى مِصْرَ مِنْ وَجْهِ المَلِكِ هِيرُودُسَ الذي هَمَّ أَنْ يَقْتُلَهُ. وَمَا عَتَّمَ أَنْ مَاتَ هِيرُودُس، فَأَوْحَى المَلاكُ إِلَى يُوسُفَ بِالعَوْدَةِ إِلَى الناصِرَة. وَهُنَا في حَياةِ يَسُوعَ الخَفِيَّة، حَتَّى الثَلاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ، يَتَفَرَّدُ لُوقَا الإِنْجِيلِيُّ بِذِكْرِ وُجُودِ يَسُوعَ في الهَيْكَل، في الثانِيَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ، ثُمَّ عَوْدَتِهِ مَعَ أُمِّهِ وَيُوسُفَ إِلَى الناصِرَة، حَيْثُ كانَ خَاضِعًا لَهُمَا. أَمَّا في حَيَاةِ يَسُوعَ العَلَنِيَّة، فَيُهْمِلُ الإِنْجِيلِيُّ مَرْقُسُ اسْمَ يُوسُفَ في كَلامِ أَهْلِ الناصِرَةِ عَنْ يَسُوعَ قائِلِين: "أَلَيْسَ هَذا هُوَ النَجَّارُ ابنُ مَرْيَم؟" (6: 3). رُبَّما يُوسُفُ قَدْ مَات، مُنْذُ كانَ يَسُوعُ فَتًى، فَاعْتَادَ أَهْلُ الناصِرَةِ نِسْبَتَهُ إِلَى أُمِّهِ مَرْيَم. لَقَدْ وَاصَلَ يُوسُفُ رِسَالَتَهُ وَعِنَايَتَهُ بِيَسُوعَ وَمَرْيَمَ بِإِيمانٍ حَيٍّ وَحَنانٍ وكَدٍّ وَصَمْت، حَتَّى إِنَّنا لَمْ نَسْمَعْهُ مَرَّةً يَفُوهُ بِأَيِّ كَلِمَة! فَاسْتَحَقَّ أَنْ يَمُوتَ بَيْنَ يَدَي يَسُوعَ وَمَرْيَم، وصارَ شَفِيعَ المِيتَةِ الصالِحَة. يَحْتَلُّ يُوسُفُ مَكَانَةً كَبِيرَةً في الكَنِيسَة، فَهُوَ شَفِيعُ العائِلَة، وحارِسُ الفادي، كَمَا دَعَاهُ البَابَا يُوحَنَّا بُولُسُ الثاني (1978-2005)، وَشَفِيعُ المِيتَةِ الصالِحَة، وَتَأَلَّفَتْ عَلَى اسْمِهِ الأَخَوِيَّاتُ لِلمِيتَةِ الصالِحَة، وَهُوَ شَفِيعُ العُمَّال، وَخَاصَّةً النَجَّارِين، بِمَا أَنَّهُ كانَ نَجَّارًا، وَشَفِيعُ العائِلَةِ المَسِيحِيَّة. وُشُيِّدَتْ كَنائِسُ عَدِيدَةٌ عَلَى اسْمِ القِدِّيسِ يُوسُفَ في العالَم، لِتَطْلُبَ شَفَاعَتَهُ في حَياتِهَا اليَوْمِيَّةِ وفي المِحَنِ والصُعُوبات. وَقَدِ انْتَشَرَ تَكْرِيمُ هَذا القِدِّيسِ العَظِيمِ في جَمِيعِ الأَقْطارِ شَرْقًا وَغَرْبًا، وَقَدْ أَدْخَلَ البَطْرِيَرْكُ بُولُسُ مَسْعَد (1854-1890) البَرَكَةَ بِإِيقُونَةِ القِدِّيسِ يُوسُفَ في الكَنِيسَةِ المارُونِيَّة. وَلَهُ صَلاةٌ طَقْسِيَّةٌ بِالسُريانِيَّةِ لِلمَسَاءِ والسُتَّارِ والصَباح، وَهِيَ تَرْقَى إِلَى عامِ 1484؛ وَحَدِيثًا بِالعَرَبِيَّةِ لِصَلاةِ المساءِ والصَباح، تُتْلَى في يَوْمِ عِيدِهِ، في الكَنِيسَةِ المارونِيَّة. صَلاةُ مار يُوسُفَ البَتُولِ مَعَنَا. آمين. |