Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ سَابا الغُوطِيّ وُلِدَ سابا في غُوطْيَا الأَلْمَانِيَّةِ سَنَةَ 334، وعاشَ في زَمَنِ الإِمْبِرَاطُورَينِ البِيزَنْطِيَّينِ فَالِنْتْيَانُوسَ (364-375)، وفَالِنْس (364-378). كانَ مِنَ الغَطَط، وهُمْ شَعْبٌ جِرْمَانيٌّ قَدِمُوا مِنَ البَلْطِيق، واسْتَقَرُّوا في القَرْنِ الثالِثِ في مِنْطَقَةِ البَحْرِ الأَسْود، وفي مَطَلَعِ القَرْنِ الرابِعِ تَسَلَّلُوا إِلَى الإِمْبِرَاطُوريَّةِ البِيزَنْطِيَّة. إِهْتَمَّ القِدِّيسُ يُوحَنَّا فَمُ الذَهَبِ (+ 407) بِهِدايَتِهِمْ إِلَى الإِنْجِيل. والقِدِّيسُ سَابا تَحَوَّلَ إِلَى المَسِيحِيَّةِ في شَبَابِهِ المُبَكِّر. ولَمَّا اسْتُؤْنِفَ الاضْطِهَادُ عَلَى المَسِيحِيِّينَ مَعَ الحَاكِمِ أَتَانَارِيكَ سَنَةَ 370، أَتَى الجُنُودُ إِلَى قَرْيَةِ سَابا يَسْأَلُونَ هَلْ فِيهَا مَسِيحِيُّون، فَوَقَفَ سَابا أَمَامَهُم مُجَاهِرًا بِكُلِّ شَجَاعَة: أَنا مَسِيحِيّ. فَأَمَرُوهُ بِأَنْ يَأْكُلَ مِنْ ذَبائِحِ الأَوْثان، فَرَفَضَ قَائِلًا: "هَذا اللَحْمُ دَنِسٌ ونَجِس". فَضَرَبَهُ أَحَدُ الجُنُودِ بِحَرْبَتِهِ في صَدْرِهِ بِكُلِّ عُنْفٍ حَتَّى إِنَّ كُلَّ المَوْجُودِينَ ظَنُّوا أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَكُونَ قَدْ مَات، إِلَّا أَنَّ القِدِّيسَ لَمْ يُصَبْ بِأَيِّ مَكْرُوه، وقَال: "هَلْ تَظُنُّ أَنَّكَ قَتَلْتَني؟ لَقَدْ كَانَتِ الحَرْبَةُ مِثْلَ قِطْعَةِ قُمَاشٍ بِالنِسْبَةِ إِلَيَّ". فَاقْتَادُوهُ إِلَى نَهْرٍ يَصُبُّ في الدَانُوبِ لِيَقْتُلُوهُ غَرَقًا. وحِينَ وَصَلُوا إِلَى الشَاطِئِ قَالَ أَحَدُ الضُبَّاط: "لِمَاذا لا نَتْرُكُ هَذَا الرَجُلَ يَمْضِي في سَبِيلِهِ؟ إِنَّهُ بَرِيء. إِلَّا أَنَّ سَابا أَقْنَعَهُ بِضَرُورَةِ تَنْفِيذِ الأَوامِرِ وأَضَافَ: "إِنِّي أَرَى مَا لا تَراهُ أَنْتَ. فَعَلَى الضَفَّةِ الأُخْرَى مِنَ النَهْرِ أَرَى أَشْخَاصًا مُسْتَعِدِّينَ لِكَيْ يَنْقُلُوني إِلَى المَجْد. وهُمْ مُنْتَظِرُونَ اللَحْظَةَ التي فِيهَا أَمُوت". رَبَطُوا حَوْلَ عُنُقِهِ حَجَرًا وأَلْقَوهُ في الماءِ فَاسْتُشْهِدَ غَرَقًا سَنَةَ 372. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |