Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ بِرْنَادِيت سُوبِيرُو وُلِدَتْ بِرْنادِيتُ في 7 كَانُونَ الثَاني سَنَةَ 1844، في لُورْد، في مِنْطَقَةِ مُولان دِي بُولي، والِدُهَا فْرَانْسْوَا سُوبِيرُو، ووالِدَتُهَا لْوِيز كَاسْتِرُوت، في عَائِلَةٍ تَتَأَلَّفُ مِنْ تِسْعَةِ أَوْلاد، وبِرْنادِيتُ هِيَ البِكْرُ فِيهَا، ولَكِنَّ العَائِلَةَ فَقَدَتْ خَمْسَةً مِنْهُم، وهُمْ بِعْدُ صِغَار. نَالَتْ بِرْنادِيتُ المَعْمُودِيَّةَ المُقَدَّسَةَ في 9 كَانُونَ الثَاني سَنَةَ 1844، وحَمَلَتْ اسْمَ مَاري بِرْنَارْد في كَنِيسَةِ الرَعِيَّة. عَانَتْ بِرْنادِيتُ مِنَ الجُوعِ والمَرَضِ مَعَ عَائِلَتِهَا، وهَذا ما مَنَعَهَا مِنْ أَنْ تَتَعَلَّمَ القِراءَةَ والكِتَابَة. وبِسَبَبِ صِحَّتِهَا الهَزِيلَة، كانَتْ تَبْدُو أَصْغَرَ مِنْ عُمْرِهَا، فَنَالَ مِنْهَا مَرَضُ الكُولِيرَا، في خِلالِ انْتِشَارِ هَذا الوَبَاءِ سَنَةَ 1855، وكانَتْ تُعَاني عَلَى الدَوامِ أَوْجَاعًا في الجِهَازِ التَنَفُّسِيّ. كانَتْ بِرْنادِيتُ جَمِيلَةً جِدًّا، وبِرَغْمِ مَرَضِهَا، كانَتَ شَخْصِيَّتُهَا جَذَّابَة. وبِسَبَبِ الفَقْرِ العَائِلِيّ، أَرْسَلَهَا والِدَاهَا لَدَى خَالَتِهَا بِرْنَارْد كَاسْتِرُوت، كَخَادِمَةٍ لَهَا. وفي سَنَةِ 1857، إِتُّهِمَ والِدُهَا، بِسَرِقَةِ كِيسَينِ مِنَ الطَحِين، فَأُودِعَ السِجْنَ لأَيَّامٍ، فَآلَتْ حَالُ العَائِلَةِ إِلَى المِحْنَةِ الشَدِيدَة. في 11 شُبَاطَ سَنَةَ 1858، ظَهَرَتِ السَيِّدَةُ العَذْراءُ لِبِرْنَادِيتَ لأَوَّلِ مَرَّة، في لُورْد، في مَغَارَةِ مَسَّابْيَال، واسْتَمَرَّتِ الظُهُوراتُ حَتَّى 16 تَمُّوزَ مِنْ سَنَةِ 1858، في فَتْرَةِ مُتَابَعَتِهَا لِلتَعْلِيمِ المَسِيحِيِّ اسْتِعْدادًا لِلْمُنَاوَلَةِ الأُوْلَى؛ وتَوَالَتِ الظُهُوراتُ ثَمَاني عَشْرَةَ مَرَّةً في خِلالِ هَذِهِ السَنَة؛ وتَوَغَّلَتْ بِإِشَارَةٍ مِنَ العَذْراءِ في المَغَارَة، واكْتَشَفَتْ نَبْعَ مَاء. وقَدْ تَحَقَّقَ لُورُنْس، أُسْقُفُ تَارْب، مِنْ تِلْكَ الأُعْجُوبَة، وقَال: "مَنْ لا يَعْجَبُ مِنْ بَسَاطَةِ، وبَراءَةِ، وتَوَاضُعِ هَذِهِ الفَتَاة؟ لا تَتَكَلَّمُ إِلَّا إِنْ سَأَلْنَاهَا؛ بِحَيْثُ إِنَّهَا رَوَتِ الأَحْداثَ دُونَ تَأَثُّر، بِكَثِيرٍ مِنَ السَذَاجَةِ المُؤَثِّرَة. وعَلَى الكَثِيرِ مِنَ الأَسْئِلَةِ المُوَجَّهَةِ إِلَيها، كانَتْ تُصِيغُ، دُونَ تَرَدُّد، أَجْوِبَةً واضِحَةً، دَقِيقَةً، مَلِيئَةً، بِمَا لِلْكَلِمَةِ مِنْ مَعْنًى، بِسِمَاتٍ يَقِينِيَّةٍ مُقْنِعَة". هَذا لأَنَّ الفَتَاةَ كَانَتْ تُرَدِّدُ كَلِمَاتٍ قَالَتْهَا لَهَا العَذْراء، ولَمْ تَكُنْ تَقْدِرُ أَنْ تَفْهَمَهَا بِسَبَبِ النَقْصِ في تَنْشِئَتِهَا، وهَذا دَلِيلٌ قَاطِعٌ عَلَى صِحَّةِ الظُهُورات. لَدَى انْتِشَارِ الخَبَر، تَقَاطَرَ النَاسُ مِنْ كُلِّ أَنْحَاءِ أُورُوبَّا إِلَى المَغَارَة، طَالِبِينَ المُسَاعَدَةَ مِنَ العَذْراءِ مَرْيَم، وكَثُرَتِ الشَهَاداتُ عَلَى أَعَاجِيبَ حَصَلَتْ. بَعْدَ مُرُورِ أَرْبَعِ سَنَوات، أَي في 18 كَانُونَ الثَاني سَنَةَ 1862، أَبْدَى الأُسْقُفُ رَأْيَهُ: "نَحْكُمُ أَنَّ البَرِيئَةَ مِنَ الخَطِيئَةِ مَرْيَم، أُمَّ الله، ظَهَرَتْ حَقًّا لِبِرْنَادِيتَ سُوبِيرُو، في 11 شُبَاطَ سَنَةَ 1858، لِثَمَاني عَشْرَةَ مَرَّة، في مَغَارَةِ مَسَّابْيَال، بِالقُرْبِ مِنْ مَدِينَةِ لُورْد؛ فَلْيَتَّشِحْ هَذَا الظُهُورُ طَابَعَ الحَقِيقَة، ولْيُؤَسَّسِ المُؤْمِنُونَ عَلَى الإِيمانِ الأَكِيد. نُخْضِعُ حُكْمَنَا المُتَواضِعَ لِحُكْمِ الحَبْرِ الأَعْظَمِ المُوَلَّجِ قِيَادَةَ الكَنِيسَةِ الجَامِعَة". وهَكَذَا أَصْبَحَتْ لُورْد الوَضِيعَة، مَزارًا عَالَمِيًّا، والمِيَاهُ التي تَتَدَفَّقُ مِنْ مَغَارَتِهَا بَرَكَةً ودَواءً شَافِيًا، ومَدِينَةً سِيَاحِيَّةً بِامْتِيَازٍ بِالمُقَارَنَةِ مَعَ مُحِيطِهَا. بَعْدَ الظُهُوراتِ المُتَتَالِيَةِ خِلالَ سَنَةِ 1858، راحَتْ بِرْنادِيتُ تُفَتِّشُ عَنْ دَعْوَتِهَا، فَقَرَّرَتْ دُخُولَ رَهْبَانِيَّةِ أَخَواتِ المَحَبَّةِ في دَيْرِ القِدِّيسِ جِيل في نِيفِير في 7 تمُّوزَ سَنَةَ 1866، وقَضَتْ فِيهِ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ حَيَاتِهَا. إِنَّ الإِطارَ الجَدِيدَ الذِي وُجِدَتْ فِيهِ صَوَّبَ مَسَارَهَا عِنْدَمَا ارْتَدَتْ ثَوْبَ الرَهْبَانِيَّةِ في 29 تمُّوزَ سَنَةَ 1869، ونَذَرَتْ نَفْسَهَا لِلرَبِّ في 25 تِشْرِينَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1866، وفي 30 تِشْرِينَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1867، وفي 22 أَيْلُولَ سَنَةَ 1878. عَمِلَتْ كَمُسَاعِدَةِ مُمَرِّضَةٍ (1867-1874)، ومُسَاعِدَةٍ لِلْمَسْؤُولَةِ عَنِ السِكْرِسْتِيَّا (1874-1875)؛ وعَاشَتْ رِسَالَةَ سَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراءِ بِمِلْئِهَا إلى يَوْمِ وَفَاتِهَا، في 16 نَيْسَانَ سَنَةَ 1879. أُعْلِنَتْ طُوبَاوِيَّةً في 14 حُزَيْرانَ سَنَةَ 1925 عَلَى يَدِ البَابَا بِيُّوسَ الحادِي عَشَرَ (1922-1939)، وقِدِّيسَةً في 8 كانُونَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1933. وفي 18 شُبَاطَ سَنَةَ 1979، في الذِكْرَى السَنَوِيَّةِ الأُوْلَى لِوَفَاتِهَا، كُرِّمَتِ القِدِّيسَةُ بِرْنادِيتُ بِتَطْوافٍ مَجِيدٍ لِلْعَذْراءِ مَرْيَم. وقَدْ أُنْشِئَتْ كَنِيسَةٌ فَخْمَةٌ لِلْعَذْراءِ مَرْيَمَ في المَكَان، حَيْثُ زارَهَا البَابَا يُوحَنَّا بُولُسُ الثَاني في 14 آب سَنَةَ 1983، واحْتَفَلَ بِالمُناسَبَةِ مَعَ المُؤْمِنِين، وقال: "تُذَكِّرُ القِدِّيسَةُ بِرْنادِيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا، بِواسِطَةِ حَيَاتِهَا كُلِّهَا، ما قَدْ أَعْلَنَتْهُ مَرْيَمُ في نَشِيدِ "تُعَظِّمُ نِفْسِي الرَبّ". صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |