Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ نَتَنَائِيلَ النَاسِك كَانَ هَذَا البارُّ ناسِكًا في جَبَلِ النَطْرُونَ في صَعِيدِ مِصْر. بَنَى قِلَّايَةً وحَبَسَ نَفْسَهُ فِيهَا بِصَبْرٍ عَظِيم. ولَمَّا كانَتْ تَنْقُصُهُ مَشُورَةُ الشُيُوخِ وَقَعَ في التَجْرِبَة، فَبَدَأَ يَنْفُرُ مِنْ قِلَّايَتِهِ التي كانَتْ بَعِيدَةً عَنِ القَرْيَة. فَقَامَ واخْتَارَ مَوْضِعًا أَقْرَبَ إِلَى القَرْيَة، وابْتَنَى فِيهِ لِنَفْسِهِ قِلَّايَةً جَدِيدَة. ولَكِنْ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ أَيْقَنَ نَتَنَائِيلُ أَنَّ ما جَرَى لَهُ كانَ تَجْرِبَة، ولَمْ يَكُنْ مِنَ الحِكْمَةِ في شَيْء، فَعَادَ إِلَى مَنْسَكِهِ الأَوَّل، وأَقَامَ فِيهِ مُغْلِقًا عَلَى نَفْسِهِ سَبْعًا وثَلاثِينَ سَنَةً كامِلَة، لَمْ يَخْرُجْ خِلالَهَا خَارِجَ عَتَبَةِ بَابِهِ ولا مَرَّةً واحِدَة، وانْتَصَرَ عَلَى التَجْرِبَةِ بِالصَلاةِ والالْتِجَاءِ إِلَى الله. وهَكَذَا اسْتَمَرَّ مُثَابِرًا عَلَى مُنَاجَاةِ اللهِ وعَلَى مُمَارَسَةِ سَائِرِ الفَضَائِل، إِلَى أَنْ رَقَدَ بِالرَّبِّ في القَرْنِ الرابِعِ لِلْمَسِيح. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |