| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ يَعْقُوبَ الكَبِيرِ الرَسُول يَعْقُوبُ وأَخُوهُ يُوحَنَّا، ابْنَا زَبَدَى، كَانَا صَيَّادَي سَمَك، شَرِيكَينِ لِسِمْعَانَ بُطْرُس (لو 5: 10). دَعَاهُمَا يَسُوعُ إِلَى اتِّبَاعِهِ، بَيْنَمَا كَانَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، فَتَرَكَا حَالًا السَفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاهُ (مت 4: 21-22). إِخْتَارَهُمَا يَسُوعُ بَيْنَ تَلامِيذِهِ الاثْنَي عَشَرَ (مت 10: 2)؛ وخَصَّهُمَا مَعَ بُطْرُسَ بِمُرافَقَتِهِ ثَلاثَ مَرَّات، دُونَ الرُسُلِ الباقِين: في إِحْيَائِهِ لابْنَةِ يَائِيرُس (مر 5: 37)، وفي تَجَلِّيهِ عَلَى الجَبَل (مت 17: 1)، وفي صَلاتِهِ في جِتْسِمَاني (مت 26: 37). لَدَى صُعُودِ يَسُوعَ إِلَى أُورَشَلِيم، أَوْفَدَهُ مَعَ أَخِيهِ يُوحَنَّا لِيُعِدَّا لِقُدُومِهِ، فَدَخَلَا مَدِينَةً سَامِرِيَّة، ولَكِنَّ السَامِرِييِّنَ لَمْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُتَوَجِّهًا إِلَى أُورَشَلِيم، فَظَهَرَتْ رَدَّةُ فِعْلِ يَعْقُوبَ مَعَ أَخِيه، حِيَالَ هَذا الأَمْر، حِينَ قَالا لِيَسُوع: "أَتُرِيدُ يا رَبُّ، أَنْ نَسْتَنْزِلَ نَارًا مِنَ السَمَاءِ فَتُحْرِقَهُمْ؟"؛ فَالْتَفَتَ يَسُوعُ إِلَيْهِمَا وأَنَّبَهُمَا (لو 9: 51-55). طَلَبَ الأَخَوانِ يَعْقُوبُ ويُوحَنَّا مِنْ يَسُوع، يَوْمَ كَانَا صَاعِدَينِ مَعَهُ إِلَى أُورَشَلِيم، بِرُفْقَةِ الرُسُلِ البَاقِين، والمَرْيَماتِ وبَيْنَهُنَّ أُمُّهُمَا، أَنْ يَكُونَا أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِه، والآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ في مَلَكُوتِهِ المُنْتَظَر. فَكَانَ جَوابُ يَسُوعَ قَبُولًا ورَفْضًا مَعًا: سَيَدْخُلانِ مَجْدَ يَسُوع، لأَنَّهُمَا سَيَتَأَلَّمَانِ مَعَهُ ولأَجْلِهِ، أَمَّا الجُلُوسُ في المَرْتَبَةِ الأُولَى والثَانِيَة، فَأَمْرٌ مَحْفُوظٌ لِلآبِ الأَزَليّ (مت 20: 20-23). لَيْسَتْ مَهَمَّةُ يَسُوع، عَلَى الأَرْض، مُكَافَأَةَ البَشَر، بِلْ إِعْدادَهُمْ بِمَوْتِهِ وقِيَامَتِهِ لِيَنَالُوا المُكَافَأَةَ في مَجْدِ المَلَكُوت. وبَيْنَمَا كَانَ يُنْذِرُ اليَهُودَ ويُؤَنِّبُهُمْ لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ بِالمَسِيح، وَثَبَ عَلَيهِ أَحَدُهُمْ اسْمُهُ يُوشِيَّا وشَدَّ عُنُقَهُ بِحَبْلٍ وسَاقَهُ إِلَى هِيرُودُسَ أَغْرِيبَا الأَوَّل (10 ق.م.- 44 ب.م.). فَلَقِيَهُ في الطَرِيقِ رَجُلٌ مُخَلَّعٌ تَضَرَّعَ إِلَيه، فَشَفَاهُ بِاسْمِ يَسُوعَ النَاصِرِيّ. ولَدَى هَذِهِ الآيَة، آمَنَ يُوشِيَّا الذِي قَبَضَ عَلَى يَعْقُوب، فَانْطَرَحَ عَلَى قَــدَمَــيِ الـرَسُـول مُــسْـتَــغْـفِــرًا ومُــعْــلِــنًا إِيمانَهُ بِالمَسِيح، فَهَاجَ اليَهُودُ عَلَيهِ وطَلَبُوا قَتْلَهُ. فَخَافَ هِيرُودُسُ أَغْرِيبَا الأَوَّلُ مِنْ فِتْنَة. لِذَلِكَ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِ يَعْقُوبَ ويُوشِيَّا مَعًا. فَنَالَا إِكْلِيلَ الشَهَادَةِ سَنَةَ 42 (أع 12: 2). وَجَدُوا ذَخَائِرَهُ في كُومْبُوسْتِيل-إِسْبَانْيَا في القَرْنِ التَاسِع، حَيْثُ بُنِيَتْ كَاتِدْرائِيَّةٌ عَلَى اسْمِهِ، وهَذا مَا سَاهَمَ في انْتِشَارِ إِكْرامِهِ. يُعْتَبَرُ يَعْقُوبُ شَفِيعَ إِسْبَانْيَا وغْوَاتِيمَالَا. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
