Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ أَمُّونَ النَاسِك وُلِدَ هَذا البَارُّ سَنَةَ 294 في أُسْرَةٍ مَسِيحِيَّةٍ شَرِيفَةٍ وغَنِيَّة، في جِوارِ مَرْيُوطَ في مِصْر. فَقَدَ والِدَيْهِ وَهُوَ مَا زالَ في سِنِّ الحَداثَة، فَبَاتَ تَحْتَ وِصَايَةِ عَمِّهِ، وكانَتْ كُلُّ آمَالِهِ مُتَّجِهَةً إِلَى عَيْشِ البَتُولِيَّةِ والقَداسَة. غَيْرَ أَنَّ عَمَّهُ خَطَبَ لَهُ فَتَاةً غَنِيَّةً عَلَى غَيْرِ إِرادَتِهِ. وَلَمَّا بَلَغَ الثَانِيَةَ والعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ أَكْرَهَهُ عَلَى الزَواجِ بِهَا، فَاتَّفَقَ مَعَهَا عَلَى حِفْظِ الطَهَارَة، مُخَاطِبًا إِيَّاهَا بِالأَقْوالِ الرُوحِيَّة. إِسْتَطَاعَ بِسِيرَتِهِ المُقَدَّسَةِ أَنْ يُؤَثِّرَ عَلَيْهَا تَأْثِيرًا حَسَنًا، فَحَبَّبَ إِلَيْهَا عِيْشَةَ الطَهَارَة، وغَرَسَ في قَلْبِهَا المَيْلَ إِلَى تَكْرِيسِ النَفْس، لِتَكُونَ عَرُوسًا لِلْعَرِيسِ الحَقِيقِيِّ يَسُوعَ المَسِيح. عَاشَا عَلَى هَذِهِ الحَالَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَة، مُمَارِسَينَ الصَلاةَ والنُسْكَ والعَمَلَ اليَدَوِيّ. ثُمَّ أَرادا أَنْ يَفْتَرِقَا لِكَيْ يَتَفَرَّغَا بِنَوْعٍ أَكْمَلَ لِلْعِبَادَة. فَبَقِيَتْ عَرُوسُهُ في بَيْتِهَا تَضُمُّ إِلَيْهَا بَعْضَ العَذارَى وعِشْنَ مَعًا بِالنُسْك، عِيْشَةً مَلائِكِيَّة. أَمَّا القِدِّيسُ أَمُّونُ فَمَضَى إِلَى وادِي الــــنَـــطْــــرُونِ فـــي مِــصْـر، حَــيْــثُ أَلْــــبَـــسَـــهُ إِيــــزِيــــدُورُسُ الإِسْــــكِــــيـمَ الـرُهْـبـانـيّ، وتَــنَــسَّــكَ اثْــنَــتَــينِ وعِشْرِينَ سَــنَة. وهُــنَاكَ تَــتَــلْـمَـذَ لَهُ عَــدَدٌ غَـفِـيـرٌ مِنَ الـرُهْـبـانِ حَـوالَى 3000 راهِــب، مِنَ الــرُهـبَانِ المُتَمَسِّكِينَ بِـقَـانُـونِ القِدِّيسِ بَاخُومْيُوس. وكانَ الأَنْبَا أَمُّونُ مُرْشِدًا لَهُمْ بِعَمَلِهِ أَكْثَرَ مِنْ عِلْمِهِ. فَكَانَ يُرِي مِنْ سِيْرَةِ رُهْبَانِهِ مَا يُدْهِشُ الأَبْصَارَ والأَفْكَار، وكَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَسْتُرَ الخَطَايَا والنَقَائِصَ لَدَى غَيْرِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ 350 بِسَلامِ الرَبّ. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |