Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَينِ تِيُودُورَا ودِيدِيمُوس كَانَا مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ في أَيَّامِ المَلِكِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305). قَبَضَ والي المَدِينَةِ عَلَى تِيُودُورَا فَاعْتَرَفَتْ بِأَنَّهَا مَسِيحِيَّة. هَدَّدَهَا بِإِفْسَادِ بَكَارَتِهَا وبِالمَوت. فَقَالَتْ: "مَعُونَتي بِاسْمِ الرَبّ". فَأُلْقِيَتْ في السِجْن. وكَانَ الفُسَّاقُ حَوْلَهَا كَالذِئَابِ يَنْتَظِرُونَ مَنْ سَيَكُونُ الفَائِزَ الأَوَّلَ بِافْتِراسِ هَذِهِ النَعْجَةِ النَقِيَّة. أَمَّا هِيَ فَجَثَتْ تُصَلِّي. وكَانَ في الإِسْكَنْدَرِيَّةِ شَابٌّ وَثَنيٌّ شَهْمٌ اسْمُهُ دِيدِيمُوس، عَرَفَ بِأَمْرِ الشَهِيدَة، فَاتَّخَذَ زِيَّ جُنْدِيٍّ مُدَجَّجٍ بِسِلاحِهِ، ودَخَلَ إِلَى تِيُودُورَا، فَارْتَاعَتْ مِنْهُ فَقَالَ لَهَا: "لا تَخَافي يا أُخْتي، أَتَيْتُ لأُنْقِذَكِ. خُذِي ثِيَابي وأَسْلِحَتي وٱخْرُجِي بِسَلام". فَأَطَاعَتْهُ وخَرَجَتْ دُوْنَ أَنْ يَدْرِيَ بِهَا أَحَد. ولَمَّا عَرَفَ الوالي بِالأَمْر، إِسْتَحْضَرَ دِيدِيمُوس، فَأَنْكَرَ الوَثَنِيَّة، واعْتَرَفَ بِأَنَّهُ مَسِيحِيّ، وقَدْ فَعَلَ ما فَعَلَ لِيُنْقِذَ عَذْراءَ مَسِيحِيَّةً مِنَ الفَسَادِ والعَار. فَحَكَمَ عَلَيْهِ الوالي بِقَطْعِ الرَأْس، فَأَسْرَعَتْ تِيُودُورَا إِلَى مَحَلِّ الاسْتِشْهَاد، لِتَفْدِيَ مَنْ فَداهَا مِنَ العَار. فَقَطَعَ السَيَّافُ رَأْسَيْهِمَا مَعًا، فَتَكَلَّلَا بِغَارِ الشَهَادَة. وكَانَ ذَلِكَ سَنَةَ 304. صَلاتُهُما مَعَنَا. آمين. |