Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَينِ أَلِكْسَنْدرُوسَ وأَنْطُونِينَا كَانَتِ القِدِّيسَةُ أَنْطُونِينَا عَذْراءَ مَسِيحِيَّةً سَالِكَةً في ما يُرْضِي الله، في قَرْيَةٍ اسْمُهَا قُودْرامُون، مِنْ مَدِينَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ في أَوَائِلِ القَرْنِ الرَّابِع. لَمَّا أَثَارَ مَكْسِيمْيَانُوسُ دَايَا (305-313) الاضْطِهَاد، أَلْقَى فَسْتُسُ والي القُسْطَنْطينِيَّةِ القَبْضَ عَلَى أَنْطُونِينَا وكَلَّفَهَا الكُفْرَ بِالمَسِيح، فَأَبَتْ وتَحَمَّلَتِ العَذابَ بِكُلِّ صَبْرٍ وشَجَاعَة. عَرَضَ عَلَيْهَا أَنْ تَصِيرَ كَاهِنَةً لأَرْتَامِيس. رَدَّتْ عَرْضَهُ بِازْدِراء، واعَتْرَفَتْ بِالمَسِيحِ بِجَسَارَة. ضَرَبَهَا وأَلْقَاهَا في السِجْنِ وحَرَمَهَا مِنَ الطَعَامِ والشَراب. في غُضُونِ ثَلاثَةِ أَيَّام، هَزَّ الرَعْدُ السِجْنَ وانْطَلَقَ صَوْتٌ سَمَاوِيٌّ يُشَجِّعُ القِدِّيسَةَ عَلَى الجِهَاد، داعِيًا إِيَّاهَا إِلَى تَنَاوُلِ الخُبْزِ والمَاءِ اللَذَينِ ظَهَرَا أَمَامَهَا. في الصَبَاح، سَاقُوهَا إِلَى أَمَامِ الوالي، فَأَكَّدَتْ لَهُ أَنَّهُ لَنْ يَنْجَحَ في مَسْعَاه. سَخِطَ عَلَيْهَا وأَسْلَمَهَا إِلَى جُنُودِهِ الَّذِينَ ضَرَبُوهَا بِشِفَارِ سُيُوفِهِم. رَغْمَ ذَلِكَ، لَمْ تُوْقِفِ المَغْبُوطَةُ صَلاتَهَا. إِذْ ذاكَ أَمَرَ الوالي أَنْ يَسُوقُوهَا إِلَى بَيْتِ الدَعَارَة. فَتَراءَى مَلاكُ الرَبِّ لِجُنْدِيٍّ عُمْرُهُ ثَلاثٌ وعِشْرُونَ سَنَةً اسْمُهُ أَلِكْسَنْدْرُوس. عَلَى الأَثَرِ تَوَجَّهَ إِلَى مَحَلِّ الفُجُورِ وطَلَبَ أَنْ يُقَدَّمَ لِلْعَذْراءِ مُدَّعِيًا الرَغْبَةَ بِالتَمَتُّعِ بِمَحَاسِنِهَا. وما إِنْ وُجِدَا وَحِيدَيْنِ حَتَّى كَشَفَ لأَنْطُونِينَا أَنَّ الرَبَّ أَرْسَلَهُ إِلَيْهَا لِيُخَلِّصَهَا. وإِذْ غَطَّاهَا بِرِدائِهِ وأَتَاحَ لَهَا أَنْ تَتَوارَى بِخِداعِ الحُرَّاس. فَلَمَّا حَضَرَ أَرْبَعَةُ جُنُود، بَعْدَ قَلِيل، أَرْسَلَهُمُ الوالي، يَرُومُونَ إِفْسَادَ الفَتَاةِ اكْتَشَفُوا، لِدَهَشِهِمْ، أَلِكْسَنْدْرُوسَ حَالًّا مَحَلَّهَا. أُحْضِرَ أَمَامَ فَسْتُسَ فَاعْتَرَفَ بِأَنَّهُ خَادِمٌ لِلْمَسِيحِ وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِهِ. وفِيمَا هُمْ مُسْتَعِدُّونَ لِسَوْقِهِ، إِذا بِأَنْطُونِينَا تُظْهِرُ ذَاتَهَا، فَتُقَيَّدُ بِجَانِبِهِ. وبَعْدَ أَنْ أَذاقُوهُمَا أَمَرَّ أَلْوانِ التَعْذِيب، حَكَمَ عَلَيْهِمَا الوالي فَسْتُسُ أَنْ يُلْقَيَا في أَتُّونٍ مُتَّقِد، وبِذَلِكَ أَنْهَيَا جِهَادَهُمَا وفَازَا بِأَكَالِيلِ الشَهَادَةِ سَنَةَ 313. صَلاتُهُما مَعَنَا. آمين. |