Biography |
تَذكارُ هُوشَعَ النَبِيّ تَنَبَّأَ هُوشَعُ، وهُوَ لَفْظَةٌ عِبْرانِيَّةٌ تَعْني "مُخَلِّص"، في أَيَّامِ عُزِّيَّا ويُوتامَ وآحازَ وحِزْقِيَّا، مُلُوكِ يَهُوذَا، وفي أَيَّامِ يَارُبْعَامَ الثَاني بْنِ يُوآشَ (787-747) مَلِكِ إِسْرائِيل (هو 1: 1)؛ خَدَمَ في مَمْلَكَةِ الشَمَال، وعَاصَرَ سُقُوطَ السَامِرَةِ عامَ 722 ق.م. بِيَدِ شَلْمَنْآسَرَ الخامِس (726-722)، مَلِكِ أَشُّور. هُوَ الأَوَّلُ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ الصِغَارِ الاثْنَي عَشَر. كانَ مُعَاصِرًا لِلنَبيِّ عَامُوس (750). خِلالَ هَذِهِ الفَتَراتِ حَصَلَتِ الثَوْراتُ والفُتُوحاتُ الأَشُورِيَّة، التي أَدَّتْ إِلَى انْدِثَارِ المَلَكِيَّة. فَرَأَى فِيهَا هُوشَعُ زَمَنَ اخْتِبارٍ لِلْعَهْدِ المَأْسَاوِيِّ بَيْنَ اللهِ وشَعْبِهِ. تَزَوَّجَ مِنْ جُومَرَ بِنْتِ دَبْلائِيم (هو 1: 3)، التي أَحَبَّهَا حُبًّا شَدِيدًا، ولَكِنَّهَا كَانَتْ غَيْرَ أَمِينَةٍ لَهُ، وأَسْلَمَتْ نَفْسَهَا إِلَى الدَعَارَة. أَنْجَبَتْ لَهُ ثَلاثَةَ أَوْلاد، ابْنَيْنِ وابْنَة. بِمَحَبَّتِهِ وأَمَانَتِهِ لامرَأَتِهِ الخائِنَة، عَرَفَ هُوشَعُ أَنْ يَقُولَ لِشَعْبِهِ كَيْفَ أَنَّ الرَبَّ يُحِبُّهُ كَمَا هُوَ بِرَغْمِ خِياناتِهِ المُتَكَرِّرَة! هُوشَعُ هُوَ نَبيُّ مَحَبَّةِ اللهِ الكُبْرَى، المَحَبَّةِ المَوْجُوعَةِ الثابِتَةِ الصَابِرَةِ الراجِيَةِ إِلَى الأَبَد، في مُقَابِلِ وَهْنِ الشَعْبِ وبَطَرِهِ واسْتِخْفَافِهِ بِأَلْطافِ إِلَهِهِ. تَنَبَّأَ عَلَى إِبْطالِ قَرابِينِ اليَهُودِ وتَرْكِ أَعْيَادِهِم، وأَنَّ اللهَ سَيَدْعُو لَهُ شَعْبًا مِنَ الأُمَم. أَمَّا نُبُوءَتُهُ فَهِيَ خُطْبَةٌ كَتَبَهَا في آخِرِ حَياتِهِ وتُقْسَمُ إِلَى قِسْمَين: الأَوَّلِ يَتَضَمَّنُ ثَلاثَةَ فُصُولٍ يُبَيِّنُ فِيهَا آثامَ بَني إِسْرائِيلَ وإِسَاءَتَهُمْ إِلَى الله؛ والثَاني أَحَدَ عَشَرَ فَصْلًا، يَتَضَمَّنُ تَوْبِيخًا لِبَني إِسْرائِيلَ عَلَى شُرُورِهِم وإِنْذارًا بِخَرابِ مَمْلَكَتِهِم. ولَكِنَّهُ يَعِدُهُم بِالخَلاصِ إِذا ارْتَدُّوا إِلَى الرَبِّ إِلَهِهِم. كَتَبَ نُبُوءَتَهُ سَنَةَ 790 قَبْلَ المَسِيح. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |