| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ فَبْرُونْيَا كانتْ فَبْرُونْيَا مِنْ مَدِينَةِ نَصِيبِينَ في زَمانِ الإِمْبِرَاطُورِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305). تَيَتَّمَتْ وَهِيَ طِفْلَةٌ فَعُنِيَتْ بِتَرْبِيَتِهَا خَالَتُهَا الشَمَّاسَةُ بْرِيانا، رَئيسَةُ دَيْرِ الراهِبات، تَرْبِيَةً مَسِيحِيَّةً صَحِيحَة. عَكَفَتْ عَلَى مُمَارَسَةِ الفَضَائِل، ونَذَرَتْ بَتُولِيَّتَهَا لِلمَسِيح، مَعَ خَمْسِينَ عَذراء. تَسَامَتْ في الكَمالِ حَتَّى فَاقَتْ جَمِيعَ الراهِبات، وصَارَتْ لَهُنَّ خَيْرَ قُدْوَةٍ في حِفْظِ القَوانِينِ والقِيَامِ بِجَمِيعِ الواجِبات. وفي أَيَّامِ الاضْطِهاد، سارَتْ مِنْ رُوما إِلَى الشَرْقِ قُوَّةٌ عَسْكَرِيَّةٌ كَبِيرَةٌ بِقِيَادَةِ لِيسِيمَاخُس، وكانَ الإِمْبِرَاطُورُ قَدْ وَعَدَهُ بِتَعْيِينِهِ حاكِمًا عَلَى رُوما، شَرْطَ أَنْ يُثْبِتَ وَلاءَهُ لِقَيْصَرَ بِضَرْبِ المَسِيحِيِّينَ بِقَسْوَة. فَلَمَّا كانَتِ الحَمْلَةُ عَلَى أُهْبَةِ الدُخُولِ إِلَى نَصِيبِين، كانَتِ العَذارَى في خَطَر. فَتَوارَينَ إِلَّا ثَلاثًا، هُنَّ: بْرِيَانَا الرَئِيسَة، وفَبْرُونْيَا، وتُومَايِيس. دَخَلَ الجُنُودُ الدَيْرَ عُنْوَةً، وطَلَبُوا فَبْرُونْيَا، فَتَسَلَّمَهَا الجُنُودُ وذَهَبُوا بِهَا إِلَى الوالي. جاهَرَتْ بِأَنَّهَا مَسِيحِيَّةٌ ومُسْتَعِدَّةٌ أَنْ تَحْمِلَ العَذابَ لأَجْلِ يَسُوعَ المَسِيح، فادِيهَا الإِلَهِيّ. حاوَلَ إِقْناعَهَا بِأَنْ تُشْفِقَ عَلَى شَبابِهَا وتَرْضَى بِأَنْ تَكُونَ زَوْجَةً لابْنِ أَخِيهِ الشَابِّ الذِي كانَ عَنْ يَمِينِهِ، فقَالَتْ: "إِنَّ العَرِيسَ الذِي اخْتَرْتُهُ هُوَ يَسُوعُ الإِلَهُ الذِي لا يموت". فأَمَرَ بِهَا الوالي فَمَزَّقُوا جَسَدَهَا بِأَمْشَاطٍ مِنْ حَدِيد، حَتَّى تَنَاثَرَتْ لُحْمَانُهَا وسَالَتْ دِماؤُها، وَهِيَ ثَابِتَةٌ تَشْكُرُ الله، ثُمَّ قَطَعُوا يَدَيْهَا ورِجْلَيْهَا ووَضَعُوا جَمْرًا عَلَى مَحَلِّ القَطْع، فَصَرَخَتِ الشَهِيدَةُ قَائِلَة: "يا إِلَهِي وسَيِّدِي، انْظُرْ إِلَى عَذابي واقْبَلْ رُوحِي بَيْنَ يَدَيْكَ!"، وأَخِيرًا قَطَعُوا رَأْسَهَا، فَطارَتْ نَفْسُهَا الطاهِرَةُ إِلَى الاتِّحَادِ بِعَرِيسِهَا السَمَاوِيّ في مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ سَنَةَ 304. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |
