Exemple

Memorial of Saint Jerome

Name Memorial of Saint Jerome
Arabic name تَذكارُ القِدِّيسِ إيرُونِيمُس
Day date تموز 3
Biography تَذكارُ القِدِّيسِ إيرُونِيمُس وُلِدَ إيرُونِيمُس، بنُ أُوسَابْيُوس، سَنَةَ 347 في مَدِينَةِ سْتْرِيدُون (المجر)، عَلَى الحُدُودِ اليُوغُوسْلافِيَّة – الإِيطاليَّة، في أُسْرَةٍ تَقِيَّةٍ غَنِيَّة. وبَعْدَ أَنْ أَكْمَلَ دُرُوسَهُ الابْتِدائِيَّةَ في وَطَنِهِ، أَرْسَلَهُ أَبُوهُ إِلَى رُوما، ولَهُ مِنَ العُمْرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَة، لِيُكْمِلَ ثَقافَتَهُ عَلَى دُونَاتُوس، أَشْهَرِ أَسَاتِذَتِهَا، فَبَرَعَ في الفَصَاحَةِ والــبَــيَــان، وفَــنِّ الـخَطـابَة، وبِمَا أَنَّهُ كانَ ذا مِزاجٍ حادّ، وذاكِرَةٍ نَفَّاذَة، أَقْبَلَ عَلَى الدَرْسِ بِحَمَاس، وأَبْدَى رَغْـبَـةً جامِحَةً فـي المَعْرِفَة، وأُوْلِعَ بِكِتاباتِ عُلَمَاءِ اليُونانِ والرُومان، بَعْدَ أَنْ أَتْقَنَ اللُغَتَينِ اليُونانِيَّةَ واللَاتِينِيَّة، واسْتَهْوَتْهُ خُطَبُ شِيشَرُونَ وأَشْعارُ فِيرْجِيل. لَكِنَّ مَعْشَرَهُ جَعَلَ فُتُوَّتَهُ مُضْطَرِبَةً وعاصِفَةً أَحيانًا، فَاسْتَسْلَمَ لأَهْواءِ الشباب، لِمَا كانَ يَراهُ في رُوما مِنَ المَلاهِي والمُغْرِيات. لَكِنَّهُ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ، ذاكِرًا تَرْبِيَتَهُ المَسِيحِيَّةَ الأُولَى، وارْتَدَّ إِلَى تَرْبِيَتِهِ الأُولَى بِعُمْرِ 25 سَنَة. وبَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مِنْ مَعْمُودِيَّتِهِ، سَنَةَ 366، إِختارَ الحَيَاةَ الرُهْبانِيَّةَ والنُسْكِيَّة، وغَمَرَهُ إِحْسَاسٌ لا يُقاوَمُ بِالإِلَهِيَّات، لِيَتْرُكَ كُلَّ شَيْءٍ ويُقِيمَ في خِدْمَةِ الله، ودِراسَةِ الكُتُبِ المُقَدَّسَة. فَأَخَذَ يَتَرَدَّدُ إِلَى مَدافِنِ الشُهَداء، مُعْجَبًا بِإِقْدامِهِم عَلَى إِراقَةِ دِمَائِهِمْ لأَجْلِ إِيمانِهِم. زَهِدَ في الدُنْيا، وانْصَرَفَ إِلَى العِبادَةِ ودَرْسِ اللَاهُوت، وأَقَامَ سَبْعَ سَنَواتٍ في أَكْوِيلَا، مُلازِمًا العِبادَةَ والمُطَالَعَةَ والكِتابَة. هُنَاكَ انْضَمَّ إِلَى حَلَقَةٍ مِنَ الإِكْلِيرُوسِ والعَامَّة، أُوْلِعَتْ بِالتَأَمُّلاتِ وشَكَّلَتْ، بِحَسَبِ تَعْبيرِهِ، "جَوْقًا مِنَ المَغْبُوطِين". وأَبْحَرَ بِاتِّجاهِ الشَرْق، مَارًّا بِبِلادِ اليُونانِ وآسْيَا، وَوَصَلَ إِلَى أَنْطَاكْيَة. ثُمَّ انْحازَ إِلَى بَرِّيَّةِ "خَلْقِيسَ" جَنُوبيِّ شَرْقيِّ أَنْطَاكْيَة، مُنْعَكِفًا عَلَى مُطالَعَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ومُمَارَسَةِ التَأَمُّلِ والصَلاةِ والتَقَشُّفات. بَعْدَ خَمْسِ سَنَوات، عادَ إِلَى أَنْطَاكْيَة، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ بُولِينُوس، أُسْقُفُ أَنْطَاكْيَة (371-376) بِقَبُولِ دَرَجَةِ الكَهَنُوت، فَقَبِلَهَا، مُشْتَرِطًا أَنْ يَبْقَى حُرًّا، مُتَفَرِّغًا لِلدَرْسِ ولِلْكِتابَةِ في الكِتَابِ المُقَدَّسِ لَدَى العَلاَّمَةِ أَبُولِينارْيُوسَ اللاذِقِيّ. ثُمَّ مَضَى إِلَى القُسْطَنْطينِيَّةِ حَيْثُ أَخَذَ عَنِ القِدِّيسِ غْرِيغُورْيُوسَ اللاهُوتيِّ النَزْيَنْزِيّ، لِمُدَّةِ ثَلاثِ سَنَوات، أَسْمَى التَعاليمِ اللاهُوتِيَّة. هُنَاكَ اكْتَشَفَ بِإِعْجابٍ أَعمالَ أُورِيجانُسَ وشَرَعَ في تَرْجَمَتِهَا. وحَضَرَ المَجْمَعَ القُسْطَنْطِينِيَّ الأَوَّلَ سَنَةَ 381 ضِدَّ مَكْدُونْيُوسَ عَدُوِّ الرُوحِ القُدُس. فَلَمَعَ في ذَلِكَ المَجْمَعِ الذِي كانَ مُسَجِّلًا فِيهِ. وكانَ قَدْ أَتْقَنَ ما عَدا الــلُـغَــتَـيــنِ الـيُـونـانِــيَّــةِ والــلَاتِــينيَّة، العِبْرانِيَّةَ والكَلْدانِيَّة، وبَرَعَ فِيهِمَا بُغْيَةَ اكْتِناهِ مَعاني الأَسْفارِ المُقَدَّسَة. دَعاهُ بُولِينُوسُ الأَنطاكِيُّ والقِدِّيسُ إِبِيفَانْيُوسُ لِمُرافَقَتِهِمَا إِلَى مَجْمَعِ رُوما، سَنَةَ 382. خِلالَ جَلَسَاتِ هَذا المَجْمَعِ لاحَـــظَ الــبَــابَــا دَمَــاسُوسُ الأَوَّلُ (366-384) المَواهِبَ الــفَــذَّةَ التي يَتَمَتَّعُ بِهَا إِيرُونيمُس. فَلَمَّااخْتُتِمَ المَجْمَعُ اسْتَبْقَاهُ لَدَيهِ كَاتِبًا لَهُ، وعَهَدَ إِلَيهِ تَوْحِيدَ تَراجِمِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ اللَاتِينيَّة، ووَضْعَ تَرْجَمَةٍ واحِدَةٍ أَساسِيَّةٍ يُعَوَّلُ عَلَيهَا. فَبَاشَرَ بِعَمَلِهِ هَذا الخَطِيرِ الذِي كَرَّسَ لَهُ حَياتَهُ، وكانَ يَقُول: "أَنْ تَجْهَلَ الكِتَابَ المُقَدَّس، هَذا يَعْني أَنَّكَ تَجْهَلُ المَسِيح". وفَوْقَ ذَلِكَ كانَ يَتَعَاطَى الوَعْظَ ويُرْشِدُ النُفُوسَ في طَرِيقِ الخَلاص. وبَعْدَ وَفاةِ البَابَا دَماسُوسَ سَنَةَ 384، تَوَجَّهَتِ الأَنْظارُ إِلَى انْتِخابِ إِيرُونيمُسَ خَلَفًا لَهُ. ولَكِنَّهُ حَمَلَ مَكْتَبَتَهُ الضَخْمَةَ وسارَ مَعِ أَخِـيـهِ وبَـعْــضِ الـرُهْـبانِ إِلَى فَـلِـسْـطِـيـن، حَيْثُ اسْتَوْطَنَ نِهَائِيًّا بَيْتَ لَحْم، وأَقَامَ في دَيْرٍ لِلرِجال، صارِفًا أَوْقاتَهُ بِالصَلَواتِ والتَقَشُّفاتِ الصارِمَة، مُنْعَكِفًا عَلَى التَآليفِ والبَحْثِ عَنِ الأَماكِنِ المُقَدَّسَةِ وعَمَّا تَنُصُّهُ الكُتُبُ عَنْهَا. وهُنَاكَ أَكْمَلَ تَرْجَمَةَ الكِتَابِ المُقَدَّسِ مِنَ العِبْرِيَّةِ إِلَى اللَاتينيَّةِ التي دامَتْ مُدَّةَ خَمْسَةَ عَشَرَ عامًا. وَهِيَ التَرْجَمَةُ التي اعْتَمَدَتْهَا الكَنيسَةُ المُقَدَّسَة، وأَقَرَّهَا المَجْمَعُ التْرِيدَنْتِينيّ (1545-1563)، وتُدْعَى الفُولْغَاتَا (Vulgata) "أَيِ العامِّيَّة". كَمَا قامَ بِتَرْجَمَةِ 78 عِظَةً لأُورِيجانُس، واهْتَمَّ بِتَفاسِيرِ الكِتَابِ المُقَدَّس. فَسَّرَ سِفْرَ الجامِعَة، وبَعْضَ رَسائِلِ القِدِّيسِ بُولُس، وإِنْجيلَ مَتَّى، والرُؤْيَا، واهْتَمَّ بِأَسْفارِ الأَنْبِيَاء، أَرْوَعُهَا تَفْسِيرُهُ لِسِفْرِ أَشَعْيَا. وَلَمْ يَكُنْ لِيَنْفَكَّ عَنْ مُقَاوَمَةِ المُبْتَدِعِينَ والدِفاعِ عَنِ الإِيمانِ الكاثُوليكيِّ القَويمِ بِلِسَانِهِ وقَلَمِهِ، واضِعًا التَآليفَ القَيِّمَةَ التي أَغْنَى بِهَا الكَنيسَة. وأَصْبَحَ مِنْ كِبَارِ عُلَمائِهَا. رَقَدَ بِالرَّبِّ في 30 أَيْلُولَ سَنَةَ 420، في بَيْتَ لَحْم، ولَهُ مِنَ العُمْرِ ثَلاثٌ وسَبْعُونَ سَنَة. دُفِنَ في أُورَشَلِيم، ثُمَّ نُقِلَ رُفاتُهُ الثَمِينُ إِلَى كَنِيسَةِ مَرْيَمَ الكُبْرَى في رُوما. وفي سَنَةِ 1298، أُعلِنَ إِيرُونِيمُسُ أَبًا ومُعَلِّمًا لِلكَنِيسَةِ وشَفيعًا لِلمُتَرْجِمِين. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين.