| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ تُوما النَاسِك كانَ مِنْ أُسْرَةٍ شَريفَة، غَنِيَّة. إِمْتَهَنَ الجُنْدِيَّة، وذاعَ صِيتُهُ للانْتِصاراتِ المَجِيدَةِ العَدِيدَةِ التي حَقَّقَهَا عَلَى الأَعداءِ البَرابِرَة، في مَواقِعَ عَديدَة. فَعُيِّنَ قائِدًا لِلجُنُود، لاتِّساعِ شُهْرَتِهِ المَتَأتِّيَةِ مِنْ مَقْدِرَتِهِ وبَسَالَتِهِ. لَكِنَّهُ هامَ بِمَحَبَّةِ المَسِيحِ فَزَهِدَ في العَالَمِ وخَيْراتِهِ ومَلاذِّه، سَالِكًا في الفَقْرِ والاتِّضَاع، مُمَارِسًا أَفْعالَ النُسْك، حَتَّى بَلَغَ دَرَجَةً سامِيَةً في الكَمَال، وقَدِ اتَّخَذَ طَرِيقَةَ النَبِيِّ إِيلِيَّا الذِي أُوْلِعَ بِهِ واتَّخَذَهُ نَمُوذَجًا لَهُ، فَظَهَرَ لَهُ هَذا النَبِيُّ ذاتَ لَيْلَةٍ واقْتَادَهُ إِلَى جَبَلِ مَلَاوُنَ مِنْ بِلادِ اليُونان. هُنَاكَ اسْتَقَرَّ مُقِيمًا في السُكُون، سالِكًا في الصَلاةِ الدائِمَة. ومِنَ الحَوادِثِ والآياتِ البَاهِرَةِ التي أَجْراها اللهُ عَلَى يَدِهِ، أَنَّ نُورًا ساطِعًا كانَ يُضِيءُ مَنْسَكَهُ لَيْلًا، ويُبْهِرُ الأَبْصار؛ فَلَقَدْ تَلَأْلَأَ كَالنَجْمِ بِأَسْهارِهِ وصَلَواتِهِ. وكانَ بِصَلاتِهِ يَشْفِي المَرْضَى ويَرُدُّ البَصَرَ إِلَى العُمْيان. ولَكِنَّهُ، لِشِدَّةِ تَواضُعِهِ، كانَ يَهْرُبُ مِنْ كُلِّ مَدْحٍ وثَناءٍ إِلَى الخَلْوَة، مُثَابِرًا عَلَى مُناجاةِ اللهِ بِالصَلاةِ والتَأَمُّل، إِلَى أَنْ رَقَدَ بِسَلامِ الرَبِّ خِلالَ القَرْنِ العاشِر. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
