| Biography |
تَذكارُ يُوئِيلَ النَبِيّ كانَ مِنْ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا، ابْنَ فَتُوئِيل، وَهُوَ ثاني الأَنْبِيَاءِ الاثْنَي عَشَرَ الصِغَار، في أَيَّامِ المَلِكِ عُزِّيَّا (781-740). ويَظْهَرُ مِنْ نُبُوءاتِهِ أَنَّهُ كانَ قَاطِنًا أُورَشَلِيم. أَمَّا نُبُوءَتُهُ، فَعَدَدُ فُصُولِهَا أَرْبَعَة. تَنَبَّأَ عَنْ حُلُولِ الرُوحِ القُدُسِ عَلَى أَبْنَاءِ الله، إِذْ قال: "سَيَكُونُ بَعْدَ هَذِهِ أَنِّي أُفِيضُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُم وبَنَاتُكُم، ويَحْلُمُ شُيُوخُكُم أَحْلامًا ويَرَى شُبَّانُكُم رُؤًى، وعَلَى العَبِيدِ والإِماءِ أَيضًا أُفِيضُ رُوحِي في تِلْكَ الأَيَّام" (يوء 3: 1-2). وقَدْ ذَكَرَ بُطْرُسُ الرَسُولُ هَذِهِ الآيَةَ في خُطْبَتِهِ يَوْمَ عِيدِ العَنْصَرَة (أع 2: 17-18). تَنَبَّأَ يُوئِيلُ أَيضًا عَلَى الدَيْنُونَةِ العَامَّة، حَيْثُ قال: "أَجْمَعُ جَمِيعَ الأُمَمِ وأُنْزِلُهُمْ إِلَى وادِي يُوشَافَاطَ وأُحَاكِمُهُم هُنَاكَ" (4: 2). تَتَمَيَّزُ نُصُوصُ نُبُوءَتِهِ بِالجَمَالِ الشِعْرِيِّ والعُمْقِ الرُوحِيّ، وتَظْهَرُ شَخْصِيَّتُهُ كَلِيتُورْجِيٍّ في رِحَابِ الهَيْكَل، يُمَارِسُ عَمَلَهُ الطَقْسِيّ، ويَدْعُو إِلَى التَوْبَة. أَدْرَجَ نُصُوصَهُ بِاللُغَةِ العِبْرِيَّة، أَمَّا المَواضِيعُ المَرْكَزِيَّةُ فَهِيَ تَجَرُّدُ الإِنْسَانِ بِهَدَفِ الخَلاص، ويَوْمُ الرَبّ. والرُوحُ القُدُسُ هُوَ الذِي يُجْرِي هَذا التَجَرُّدَ عِنْدَ المُؤْمِنِ وفي قَلْبِهِ، ويُوَلِّدُ فِيهِ مَعْرِفَةَ الله. بَعْدَ أَنْ يَتَجَرَّدَ الإِنْسَانُ عَنْ كُلِّ شَيْء، لا يَسَعُهُ إِلَّا أَنْ يُسَلِّمَ أَمْرَهُ لِلَّهِ ويَعْتَمِدَ عَلَى نِعْمَتِهِ. يُرَجَّحُ أَنْ تَكُونَ نُبُوءَتُهُ قَدْ تَمَّتْ بَيْنَ القَرْنَينِ السَابِعِ والسَادِسِ قَبْلَ المَسِيح. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين |
