Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ بُونَافُونْتُورَا وُلِدَ القِدِّيسُ بُونَافُونْتُورَا سَنَةَ 1221 في بَانْيُورِدْجُو، من مُقَاطَعَةِ تُوسْكَانَا - إِيطاليا، في أُسْرَةٍ شَريفَةٍ غَنِيَّةٍ بِالمَالِ والفَضِيلَة، وكانَتْ والِدَتُهُ مَارِيَّا مَعْرُوفَةً بِالتَقْوَى لِسَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراء؛ رَبَّتِ ابْنَهَا عَلَى حُبِّ الفَضِيلَةِ وإِكْرامِ مَرْيَمَ العَذْراء. وفي سَنَةِ 1243، إِنْضَمَّ إِلَى رَهْبَنَةِ الإِخْوَةِ الأَصَاغِرِ لِلْقِدِّيسِ فْرَنْسِيس. أَرْسَلَهُ رُؤَساؤُهُ إِلَى جَامِعَةِ بَارِيس، فَامتازَ في دُرُوسِهِ، مُعْتَمِدًا فِيهَا لا عَلَى ذَكَائِهِ فَحَسْب، بَلْ عَلَى نِعْمَةِ الرَبِّ أَيْضًا. وفي السَنَةِ 1250 نالَ لَقَبَ مَلْفانٍ في اللاهُوت. وبَعْدَ ثَلاثِ سِنِينَ تُوُفِّيَ أُسْتَاذُهُ، فَقَامَ مَقَامَهُ يُعَلِّمُ الفَلْسَفَةَ واللاهُوت. ولُقِّبَ بِالمَلْفانِ السَارافِيمِيّ، لأَنَّ حَيَاتَهُ تَمَيَّزَتْ بِالطابَعِ التَصَوُّفيّ. وبِما أنَّهُ كَانَ شَدِيدَ التَعَلُّقِ بِسَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراء، بِفَضْلِ والِدَتِهِ التَقِيَّة، بَذَلَ جَهْدَهُ في نَشْرِ إِكْرامِهَا، وقالَ فِيهَا أَنَاشِيدَ بَدِيعَة. وفي سَنَةِ 1257، إِنْتَخَبَهُ رُهْبانُهُ رَئيسًا عَامًّا وَلَمْ يَكُنْ عُمْرُهُ سِوَى خَمْسٍ وثَلاثِينَ سَنَة، وذَلِكَ نَظَرًا إِلَى فَضَائِلِهِ وعُلُومِهِ الغَزيرَة. فَأَخَذَ يَسُوسُ رُهْبانَهُ ويُـــرْشِـــدُهُـــم بِــعِـلْـمِـهِ وعَـمَـلِـــهِ، سَائِرًا في مُــقَــدِّمَــتِــهِـم، بِــجَـمِــيـعِ الواجِباتِ الرُهْبانِيِّة، ولا سِيَّمَا حِفْظِ القَوانِينِ وخاصَّةً التَواضُع. فَاسْتَطاعَ أَنْ يَجْمَعَ ما بَيْنَ مُتَطَلِّباتِ الحَيَاةِ الإِنْجِيلِيَّةِ والمَعْرِفَةِ الفِكْرِيَّةِ والنَظَرِيَّة، ويَكُونَ رَجُلَ عَمَلٍ وتَأَمُّل. هَكَذَا، أَصْـبَـحَ رَجُـلَ الحُـكْـمِ الـصَائِـب، فَدُعِيَ المُؤَسِّسَ الثاني لِرَهْبَنَةِ الفْرَنْسِيسْكَان، ورَجُلَ الكَنِيسَة، الذِي دافَعَ عَنْ أَوْلَوِيَّةِ البَابَا، في وَجْهِ تَهَجُّماتِ السُلْطَةِ المَدَنِيَّةِ عَلَيهِ حَسَدًا، لأَنَّهُ تَمَتَّعَ بِالكَثِيرِ مِنَ الامْتِيَازات. ولَهُ تَآليفُ فَلْسَفِيَّةُ ولاهُوتِيَّةُ نَادِرَةُ المَثِيل. ولَمَّا تُوُفِّيَ البَابَا كْلِيمِنْسُ الرابِعُ (1265-1268) سَنَةَ 1268 وَقَفَ الكَرادِلَةُ عَلَى رَأْيِ بُونَافُونْتُورَا، فَنَصَحَهُم بِانْتِخَابِ البَابَا غْرِيغُورْيُوسَ العَاشِر (1271-1276)، وهَكَذَا صَار. عَيَّنَهُ البَابَا أُسْقُفًا عَلَى أَلْبَانُو، في مِنْطَقَةِ لاتْيُوم، بِجِوارِ رُوما، ثُمَّ كَرْدِينَالًا. وفي السَنَةِ 1274، أَرْسَلَهُ قَاصِدًا رَسُولِيًّا إِلَى مَجْمَعِ لِيُون (1274) حَيْثُ أَجْلَسَهُ البَابَا عَنْ يَمِينِهِ. وكانَتِ الغَايَةُ مِنْ ذَلِكَ المَجْمَع: مُسَاعَدَةَ الصَلِيبِيِّينَ بِالجُيُوشِ لإِنْقَاذِ الأَراضِيَ المُقَدَّسَةِ واتِّحَادِ الكَنَائِسِ الشَرْقِيَّةِ مَعَ الكَنِيسَةِ الرُومانِيَّةِ وإِصْلاحِ وَضْعِ الكَنِيسَةِ الداخِلِيّ، فَلَمَعَ بُونَافُونْتُورَا في المَجْمَع، وكانَ في مُقَدِّمَةِ الكَرادِلَةِ وزَعِيمَ خُطَبائِهِم وإِمَامَ اللاهُوتِيِّينَ بَيْنَهُم. تُوُفِّيَ قَبْلَ انْتِهَاءِ المَجْمَع بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ في 15 تَمُّوزَ سَنَةَ 1274، فَكَانَ لَهُ مَأْتَمٌ عَظِيم، تَرَأَّسَهُ البَابَا نَفْسُهُ وحَضَرَهُ المُلُوكُ الَّذِينَ كانُوا في المَجْمَع. أَثْبَتَهُ البَابَا سِيكْسْتُوسُ الرابِعُ (1471-1484) قِدِّيسًا في 14 نَيْسَانَ سَنَةَ 1482. وأَحْصَاهُ البَابَا سِيكْسْتُوسُ الخَامِسُ (1585-1590) بَيْنَ مَلافِنَةِ البِيعَة، سَنَةَ 1587. وفي سَنَةِ 1874، وبِمُنَاسَبَةِ مُرُورِ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ عَلَى وَفَاتِهِ، نُشِرَتْ كِتَابَاتُهُ كَامِلَة. هَكَذَا كانَتْ حَيَاتُهُ كُلُّهَا وَقْفًا عَلَى خِدْمَةِ اللهِ وكَنِيسَتِهِ المُقَدَّسَة. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |