Name |
Memorial of Saint Simon Salus and his brother John |
Arabic name |
تَذكارُ القِدِّيسِ سِمْعَانَ سَالُوسَ وأَخِيهِ يُوحَنَّا |
Day date |
تموز 21 |
Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ سِمْعَانَ سَالُوسَ وأَخِيهِ يُوحَنَّا وُلِدَ هَذانِ القِدِّيسان، في أَوائِلِ القَرْنِ السَادِس، في أُسْرَةٍ شَريفَة، ويُرَجَّحُ أَنَّ مَوْطِنَهُمَا حِمْص، في سُورِيَّا، في زَمانِ الإِمْبِرَاطُورِ البِيزَنْطِيِّ يُوسْتِينْيَانُوس (527-565). تَثَقَّفَا ثَقَافَةً عَالِيَة، لَكِنَّهُمَا كَانَا يَزْهَدانِ في الدُنْيَا وأَباطِيلِهَــا، ويَرْغَبَانِ في الاتِّحَادِ بِاللهِ والسَيْرِ في طَرِيقِ الكَمَالِ المَسِيحِيّ. مَضَيَا إِلَى زِيَارَةِ الأَمَاكِنِ المُقَدَّسَة، بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ الصَلِيب. وزَارَا الأَدْيِرَة، وشُغِفَا بِحَيَاةِ سُكَّانِهَا، فَاعْتَنَقَاهَا وبَلَغَا شَوْطًا بَعِيدًا في طَريقِ الكَمَالِ الرُهْبانيّ. ثُمَّ اسْتَأْذَنَا الرَئيسَ وانْفَرَدا يَعِيشَان، بِجِوارِ البَحْرِ المَيْت، قُرْبَ أَرِيحَا، عِيشَةَ الرُهْبانِ المُتَوَحِّدِين. وبَعْدَ تِسْعٍ وعِشْرِينَ سَنَة، شَاءَ اللهُ أَنْ يَفْتَرِقَا، فَبَقِيَ يُوحَنَّا في خَلْوَتِهِ، بِالقَداسَةِ حَتَّى مَمَاتِهِ. وعَادَ سِمْعَانُ إِلَى ضَوْضَاءِ العَالَم، مُتَّخِذًا طَريقَةً غَريبَة، تَحَارُ فِيهَا العُقُولُ وتَكَادُ لا تُصَدِّقُهَا لَوْلَا المُسْتَنَداتُ التَاريخِيَّة. رَجَعَ إِلَى أُورَشَلِيمَ وتَظَاهَرَ أَمَامَ النَاسِ بِالجُنُون، فَاحْتَقَرُوهُ وأَهَانُوه، كَمَا فَعَلَ اليَهُودُ بِالمَسِيح. ولِهَذَا لُقِّبَ بِسِمْعَانَ سَالُوسَ أَي الأَبْلَهِ والمَجْنُون. ثُمَّ عَادَ إِلَى وَطَنِهِ حِمْص، وراحَ يَتَجَوَّلُ في الأَزِقَّةِ والشَوارِعِ ويُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلإِهَانَةِ والسُخْرِيَة، والنَاسُ يَظُنُّونَهُ فَاقِدَ العَقْل، فَيُشْفِقُونَ عَلَيْهِ حِينًا، ويَهْزَأُونَ مِنْهُ أَحْيَانًا. وكُلَّمَا ازْدَادُوا في إِهَانَتِهِ واحْتِقَارِهِ ازْدَادَ هُوَ سُرُورًا وضَحِكًا، مُقَابِلًا الشَتْمَ واللَطْمَ بِدَعَةٍ ولُطْفٍ وتَواضُع. وكانَ في حَالَتِهِ هَذِهِ عَجِيبًا ومُهَابًا مَعًا، فَرَدَّ كَثِيرِينَ مِنَ الخَطَأَةِ إِلَى التَوْبَة، مِنْ رِجَالٍ ونِسَاء. وكانَ لأَحَادِيثِهِ الهَزْلِيَّةِ ما يَلَذُّ السَامِع، ويَلِجُ طَيَّاتِ القُلُوب، ويُحَبِّبُ بِالفَضِيلَة، ويَرْدَعُ عَـنِ الــرَذِيـلَـة. تِـلْـكَ كَـانَـتْ حَــيَـاتُــهُ الـظَـاهِـرَةُ المُدْهِشَة. أَمَّــا حَـيَــاتُــهُ الـخَـاصَّـةُ فَـلَـمْ تَـكُـنْ أَقَــلَّ عَـجَـبًـا، لأَنَّـهُ لَمْ يَــكُــنْ لِـــصَــلَـواتِـــــهِ وتَــــقَــشُّــفَــاتِــــهِ انْــقِـــطـاع. شَــرَّفَــهُ اللهُ بِـــصُـــنْــعِ المُعْجِزاتِ ورُوحِ الــنُــبُــوءَة. ومَــا إِنْ طَـــارَتْ نَفْسُهُ إِلَى السَمَاء، حَتَّى قَامَ رَفِيقُهُ الشَمَّاسُ يُوحَنَّا يُعْلِنُ أَمَامَ الجَمِيعِ تِلْكَ القَداسَةَ المُسْتَتِرَةَ تَحْتَ بُرْقُعِ البَلَهِ والجُنُون، فَهَرَعَ الشَعْبُ كُلُّهُ إِلَى ذَلِكَ الكُوخِ الحَقِير، لِلتَبَرُّكِ مِنْ ذَلِكَ الجُثْمَانِ الطَاهِرِ الذِي فَاضَ بِالمُعْجِزاتِ والبَرَكَات. وكانَتْ وَفَاتُهُ نَحْوَ سَنَةِ 580. صَلاتُهُما مَعَنَا. آمين. |