| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ نُوهْرَا (لُوتْشْيُوس) نُوهْرَا، ومَعْنَى اسْمِهِ بالسُريانِيَّةِ "النُور"، ويَبْدُو أَنَّهُ تَرْجَمَةٌ لاسمِ فُوكاس في اليُونانيَّةِ، ولوسيانُوس في اللاتينيَّة. وُلِدَ القِدِّيسُ نُوهْرَا في مِنْطَقَةِ مَنْهُورَ مِنْ بِلادِ فارِس، ورُبَّما مَاحُوزِه (المَدائِن)، في خِلالِ القَرْنِ الثالِث. عُرِفَ بِحِدَّةِ ذَكائِهِ وَوَفْرَةِ العِلْم، فأدرَكَ خُرافَةَ الوَثَنِيَّةِ فَنَبَذَهَا واعتَنَقَ الإِيمانَ المَسِيحِيّ، وشَبَّ وكانَ يَخَافُ اللهَ جِدًّا. سَمِعَ بِأَخْبَارِ الشُهَداءِ فَذَهَبَ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ لِيَمُوتَ مِنْ أَجْلِ السَيِّدِ المَسِيح. قِـيـلَ لَـهُ فـي رُؤْيَــا: "لا بُــدَّ لَـكَ أَنْ تَـمْـضِـيَ إِلَى أَنْـطَـاكْـيَـة". وبَــعْدَ وَفاةِ وَالِدَيهِ، ارْتَقَى إِلَى الدَرَجَةِ الكَهَنُوتِيَّةِ، وأَخَذَ يُبَشِّرُ بِالمَسِيح، ويَهْدي الكَثِيرينَ مِنَ الوَثَنِيِّينَ إِلَى الإِيمانِ بِهِ. ولَمَّا ثَارَ الاضْطِهَادُ عَلَى المَسِيحِيِّين، أَخَذَ القِدِّيسُ نُوهْرَا يَطُوفُ البِلادَ حَتَّى وَصَلَ إِلَى السَواحِلِ الفِينِيقِيَّة، عَكَّا وصُورَ وجُبَيْلَ والبَتْرُونَ وطْرَابْلُس، مُبَشِّرًا بِالإِنجيلِ، وَهُوَ يُنَاضِلُ عَنِ المُؤْمِنِينَ ويُشَجِّعُهُم عَلَى احْتِمَالِ العَذابِ حُبًّا لِلمَسِيح. ولَمَّا بَلَغَ أَنْطَاكْيَة، أَحْضَرُوهُ أَمَامَ الوالي، في عَهْدِ المَلِكِ دْيُوكْلِيتْيَانُوس (285-305)، فَاعْتَرَفَ قُدَّامَهُ بِالسَيِّدِ المَسِيح. سَأَلَهُ المَلِكُ عَنِ اسْمِهِ وبَلَدِه، فَأَجابَهُ: "إنِّي مَسيحيٌّ مِنْ بِلادِ فارِس". عَرَضَ عَلَيْهِ جَوائِزَ كَثِيرَةً لِيَرْجِعَ عَنْ إِيمانِهِ فَأَبَى. هَدَّدَهُ فَلَمْ يَخَفْ، حِينَئِذٍ أَمَرَ بِتَعْذِيبِهِ بِأَنْواعٍ كَثِيرَة، بِإِطْلاقِ الأُسُودِ عَلَيهِ، وبِحَرِيقِ النَار، وبِالمِعْصَار، وبِطَرْحِهِ في النَار. أَخِيرًا قَطَعُوا رَأْسَهُ المُقَدَّسَ بِحَدِّ السَّيفِ في أَواخِرِ القَرْنِ الثَالِثِ في مِنْطَقَةِ سْمار جُبيلَ في بِلادِ البَتْرُون - لُبْنان، فَنَالَ إِكْلِيلَ الشَهَادَة. وعَلَى اسْمِهِ بُنِيَتْ أَرْبَعٌ وعِشْرُونَ كَنيسَةٌ في لُبْنان. تُطلَبُ شَفاعَتُهُ انسجامًا مَعَ اسمِهِ، في حالاتِ أمراضِ العُيُون. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
