Biography |
تَذكارُ صَمُوئِيلَ النَبِيّ صَمُوئِيل لَفْظَةٌ عِبْرانِيَّةٌ تَعْني "المُلْتَمَسُ مِنَ الله". هُوَ أَوَّلُ أَنْبِيَاءِ العِبْرانِيِّينَ بَعْدَ مُوسَى وآخِرُ القُضَاة، وكانَ أَبُوهُ أَلْقَانَةُ لاوِيًّا، لَهُ امْرَأَتانِ فَنِنَّةُ وحَنَّةُ وَلَمْ يَكُنْ لِحَنَّةَ أَوْلاد، وَهِيَ امْرَأَةٌ تَقِيَّة، لَكِنَّهَا كانَتْ عَاقِرًا، كَئِيبَةَ النَفْس. صَلَّتْ إِلَى الرَبِّ بِحَرارَةٍ وطَلَبَتِ ابْنًا، ونَذَرَتْهُ لِلرَبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، فَاسْتُجِيبَ دُعَاؤُهَا، وسَمَّتِ الوَلَدَ صَمُوئِيل، وهُوَ اسْمٌ عِبْرِيٌّ مَعْنَاهُ "المُلْتَمَسُ مِنَ الله". وحِينَ فَطَمَتْهُ أَتَتْ بِهِ إِلَى مَقْدِسِ الرَبِّ في شِيلُو إِلَى عَالي الكَاهِن، فَقَدَّمَتْهُ إِلَيهِ في بَيْتِ الرَبّ، وهَتَفَتْ بِتَسْبِحَةِ الشُكْرِ التي تُصَلِّيهَا الكَنيسَةُ في لِيتُورْجِيَّتِهَا: "ابْتَهَجَ قَلْبي بِالرَبّ" (1 صم 2: 1)؛ فَسَهِرَ عَالي الكاهِنُ عَلَى تَدْرِيبِهِ في خِدْمَةِ الرَبّ (1 صم 1 و 2: 1-11). وكانَ صَمُوئِيلُ يَخْدُمُ أَمَامَ الرَبِّ مُنْذُ صِبَاهُ مُتَمَنْطِقًا بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّان، وَهُوَ الثَوْبُ الذِي يَرْتَدِيهِ الكَهَنَةُ العَادِيُّونَ لِلْخِدْمَة، وعائِشًا في المَعْبَد، يَنامُ في غُرْفَةٍ مُتَّصِلَةٍ بِهِ، فَيَفْتَحُ أَبوابَ الهَيْكَلِ في الصَبَاحِ ويُسَاعِدُ عَالي في الخِدْمَة. وفي أَوَّلِ حَداثَتِهِ أَوْحَى إِلَيهِ اللهُ أَنَّهُ سَيَقْضِي عَلَى بَيْتِ عَالي إِلَى الأَبَد، بِسَبَبِ الشَرِّ الذِي صَـنَـعَــهُ ابْـــنَـاهُ ولَمْ يَــرْدَعْـهُـمَا (1 صم 3: 1-18). وكَـبُــرَ صَــمُـوئِيلُ وعَرَفَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرائِيل، مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرَ سَبْع؛ أَنَّهُ اؤْتُمِنَ نَبِيًّا لِلرَبّ. وبَعْدَ قَلِيلٍ تَمَّ قَضَاءُ اللهِ في عَالي وبَيْتِهِ بِمَوْتِ ابْنَيْهِ في القِتَالِ واسْتِيلاءِ الفَلِسْطِيِّينَ عَلَى تَابُوتِ العَهْد، ومَوْتِ عَالي فَوْرَ سَمَاعِهِ هَذَا النَبَأ. صَارَ صَمُوئِيلُ نَبِيًّا لِلَّهِ وقَاضِيًا وحَبْرًا، بَعْدَ مَوْتِ عَالي، ومُؤَسِّسًا لِلْمُلْكِيَّةِ في إِسْرائِيل، وصَاحِبَ السُلْطانِ الدِينِيِّ غَيْرِ المُنَازَعِ في إِسْرائِيل. أَرْجَعَ تَابُوتَ العَهْد، وأَخَذَ يَسُوسُ الشَعْبَ بِكُلِّ حِكْمَة، وأَنْشَأَ مَدارِسَ وجَمَاعَاتٍ نَبَوِيَّةً في الرَامَةَ مَدِينَتِهِ لِدَرْسِ شَرِيعَةِ الرَبِّ وتَعْلِيمِهَا لِلشَعْب. كانَ يَذْهَبُ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ ويَجُولُ في بَيْتَ إِيلَ والجِلْجَالِ والمِصْفَاة. لَكِنَّهُ كانَ مُقِيمًا في الرَامَةِ حَيْثُ جَمَعَ جَمَاعَةً مِنَ الأَنْبِيَاءِ لِيُسَاعِدُوهُ في عَمَلِ الإِصْلاح. وهُنَاكَ بَنَى مَذْبَحًا لِلرَبِّ لأَنَّ اللهَ تَرَكَ شِيلُو وكانَ التَابُوتُ مَحْجُوبًا والعَهْدُ مَنْكُوثًا لأَنَّ بَنِي إِسْرائِيلَ نَقَضُوهُ بِالعِبَادَةِ الوَثَنِيَّةِ والرَجَاسَة. وفي أَيَّامِ حُكْمِ صَمُوئِيلَ كانَتِ البِلادُ حُرَّةً مِنَ الأَجْنَبِيِّين. ولَكِنْ لَمَّا شَاخَ جَعَلَ ابْنَيْهِ قَاضِيَيْنِ لإِسْرائِيلَ في بِئْرَ سَبْع، ولَمْ يَكُونَا جَدِيرَيْنِ بِثِقَتِهِ لأَنَّهُمَا أَخَذَا رَشْوَةً وعَوَّجَا القَضَاء. ومِنْ سُوءِ تَصَرُّفِهِمَا، وخَطَرِ الأُمَمِ المُجَاوِرَة، طَـلَــبَ شُـيُــوخُ الــشَـعْبِ إِقَـامَـةَ مَـلِـكٍ عَـلَـيْـهِـم، فَأَمَرَهُ اللهُ بِأَنْ يَمْسَحَ شَاوُل. ثُمَّ بَعْدَ رَفْضِ شَاوُلَ، أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يَمْسَحَ داوُدَ مَكَانَهُ. ماتَ صَمُوئِيلُ سَنَةَ 1040 ق.م.، ودُفِنَ في بَيْتِهِ في الرَامَةِ بَعْدَ أَنْ نَدَبَهُ جَمِيعُ بَنِي إِسْرائِيل: بَعْدَ ذَلِكَ أُكْرِمَ صَمُوئِيلُ كَأَحَدِ الشُفَعَاءِ الكِبَارِ في العَهْدِ القَدِيمِ نَظِيرَ مُوسَى وهَارُون. قِيلَ في المَزْمُور: "مُوسَى وهَارُونُ بَيْنَ كَهَنَتِهِ، وصَمُوئِيلُ بَيْنَ مَنْ يَدْعُونَ بِاسْمِهِ، كانُوا يَدْعُونَ الرَبَّ وكانَ يُجِيبُهُم" (99: 6). نَجِدُ أَخْبَارَ صَمُوئِيلَ في كِتَابَيْنِ تَارِيخِيَّيْنِ مِنْ كُتُبِ العَهْدِ القَدِيم، يَحْمِلانِ اسْمَهُ: سِفْرُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ وسِفْرُ صَمُوئِيلَ الثَاني. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |