Name |
Memorial of Saint Augustine, bishop of Hippo |
Arabic name |
تَذكارُ القِدِّيسِ أَغُوسْطِينُوسَ أُسْقُفِ هِيبُّونَا |
Day date |
آب 28 |
Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ أَغُوسْطِينُوسَ أُسْقُفِ هِيبُّونَا وُلِدَ أَغُوسْطِينُوسُ مِنْ والِدَينِ شَرِيفَين، هُمَا بَتْرِيسْيُوسُ الوَثَنيّ، ومُونِيكَا المَسِيحِيَّة، في 13 تِشْرِينَ الثَاني سَنَةَ 354، في مَدِينَةِ تَاغَسْتَا، في نُومِيدْيَا، شَمَاليِّ أَفْرِيقْيَا، المعْرُوفَةِ اليَوْمَ بِاسْمِ "سُوقُ أَهْراس" في الجَزائِر. أَرْضَعَتْهُ أُمُّهُ مُونِيكَا لَبَنَ الإِيمانِ مُنْذُ طُفُولَتِهِ، لَكِنَّهُ عِنْدَمَا بَلَغَ سِنَّ السَادِسَةَ عَشْرَة، سَافَرَ لِيَتَعَلَّمَ البَيَان، فَعَشِقَ المَسَارِحَ وصَنَعَ الشُرُور. تَلَقَّنَ العُلُومَ العَالِيَةَ عَلَى أَسَاتِذَةٍ وَثَنِيِّينَ في قَرْطَاجَة، فَمَحَوا مِنْ ذِهْنِهِ ما كانَ قَدْ تَعَلَّمَهُ مِنْ مَبَادِئِ الإِيمانِ المَسِيحِيّ. أَتَمَّ دُرُوسَهُ في قَرْطَاجَة، فَتَفَوَّقَ عَلَى أَقْرانِهِ وَهُوَ في التَاسِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ. وكانَ طَمُوحًا إِلَى المَجْدِ والغِنَى، وَلُوعًا بِمُطَالَعَةِ كُتُبِ الفَلاسِفَةِ الوَثَنِيِّينَ وشُعَرائِهِم. إِسْتَسْلَمَ إِلَى شَهَواتِ الجَسَد. وانْتَحَلَ طَرِيقَةَ المَانِيِّينَ المُنْكِرِينَ الوَحْيَ والمُعْتَمِدِينَ عَلَى الفَلْسَفَةِ الطَبِيعِيَّةِ وقُوَّةِ العَقْلِ البَشَرِيّ، ورَأَى في تِلْكَ الطَرِيقَةِ ما زادَهُ تَوَغُّلًا في المَفَاسِدِ والشُرُور. حَزِنَتْ أُمُّهُ عَلَيهِ وعَلَى الحَالَةِ السَيِّئَةِ التى وَصَلَ إِلَيْهَا مِنَ الشَرّ، فَكَانَتْ تَنْصَحُهُ، ولَكِنَّهُ ما كانَ يَعْتَنِي بِكَلامِهَا. أَرادَ قِراءَةَ الكِتَابِ المُقَدَّسِ وكَأَنَّهُ كِتَابٌ فَلْسَفِيٌّ ولَمْ يَتَأَثَّرْ بِهِ رَغْمَ التَعَالِيمِ السَامِيَة. عِنْدَمَا رَأَتْ مُونِيكَا انْحِرافَ ابْنِهَا الخُلُقِيَّ وانْحِرافَهُ إِلَى بِدْعَةِ مَاني طَرَدَتْهُ مِنَ المَنْزِل، وذَلِكَ لأَنَّهُ جَذَبَ أُنَاسًا عَنِ الإِيمان. ولَكِنْ لِمَحَبَّتِهَا لَهُ وعَطْفِهَا عَلَيْهِ أَرْجَعَتْهُ. وراحَتْ تُصَلِّي بِدُمُوعٍ حَارَّةٍ لأَجْلِ خَلاصِ ابْنِهَا، وتَسْأَلُ رِجَالَ الكَنِيسَةِ مِنْ أَجْلِهِ، فَأَجَابَهَا أَمْبْرُوسْيُوسُ أُسْقُفُ مِيلانُو قائِلًا: "ثِقِي يا امْرَأَةُ أَنَّهُ مِنَ المُسْتَحِيلِ أَنْ يَهْلِكَ ابْنٌ، هَذِهِ دُمُوعُ أُمِّهِ". وكانَ يُشَجِّعُ مُونِيكَا دائِمًا أَنَّهُ سَيَعُودُ إِلَى الإِيمان. فَاسْتَجَابَ اللهُ صَلاتَهَا، وكَشَحَ عَنْ عَقْلِ أَغُوسْطِينُوسَ ظُلُمَاتِ الضَلال، فَنَبَذَ المَانَوِيَّةَ وفَسَادَهَا، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِتُشْبِعَ عَقْلَهُ وقَلْبَهُ المُتَعَطِّشَينِ إِلَى يَنْبُوعِ الحَقِيقَةِ والمَحَبَّةِ الصَافي. وبَعْدَ دُمُوعِ أُمِّهِ مُونِيكَا، عَلَى مَدَى 20 عَامًا، رَجَعَ أَغُوسْطِينُوسُ إِلَى إِيمانِهِ الصَحِيح، فَاحْتَقَرَ المَانَوِيَّة. بَعْدَ مَوْتِ أَعَزِّ صَدِيقٍ لَهُ، احْتَقَرَ العَالَمَ وشَهْوَتَهُ وتابَ عَنْ شُرُورِهِ وحَيَاةِ الرَذِيلَة، وأَحَبَّ سِيرَةَ القِدِّيسِ أَنْطُونْيُوس، وبَكَى بُكَاءً مُرًّا وارْتَمَى عَلَى جِذْعِ شَجَرَةٍ فَسَمِعَ صَوْتًا يَقُولُ لَهُ: "خُذْ واقْرَأْ …". فَفَتَحَ رَسَائِلَ بُولُسَ الرَسُولِ فَوَجَدَ الآيَةَ التى تَقُول: "لِنَسْلُكْ بِلَيَاقَةٍ كَمَا فى النَهَارِ لا بِالبَطَرِ والسُكْرِ ولا بِالمَضَاجِعِ والعَهْرِ ولا بِالخِصَامِ والحَسَدِ بَلِ الْبَسُوا الرَبَّ يَسُوعَ المَسِيح". تَحَوَّلَتِ القُوَّةُ الشِرِّيرَةُ التى كانَتْ فِيهِ إِلَى قُوَّةٍ تَلْتَهِبُ حُبًّا، وذَلِكَ سَنَةَ 386، ولَهُ مِنَ العُمْرِ اثْنَتَانِ وثَلاثُونَ سَنَة. وقَدْ حَمَلَهُ عَلَى التَوْبَةِ مَثَلُ المُتَوَحِّدِينَ ولا سِيَّمَا حَيَاةُ القِدِّيسِ أَنْطُونْيُوسَ الكَبِير. فَقَالَ لِصَدِيقِهِ أَلِيبْيُوس: "هَؤُلاءِ البُسَطَاءُ يَرِثُونَ السَمَاء، ونَحْنُ العُلَمَاءَ نَلْهُو بِأَبَاطِيلِ الأَرْض". إِنْتَقَلَ إِلَى مِيلانُو في سَنَةِ 384، وقَصَدَ القِدِّيسَ أَمْبْرُوسْيُوسَ الذِي كانَ يَسْتَرْشِدُهُ يَوْمَ كانَ تِلْمِيذًا في مِيلانُو، وأَقَامَهُ عِنْدَهُ مُدَّةَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ في مِيلانُو، عَاكِفًا فى خَلْوَةٍ مَعَ أَصْدِقائِهِ لِمُدَّةِ ثَلاثِ سَنَواتٍ لِلصَلاةِ والصَوْمِ والتَأَمُّل. بَعْدَ ذَلِكَ، مَنَحَهُ سِرَّ العِمَادِ المُقَدَّس، يَوْمَ عِيدِ القِيَامَةِ سَنَةَ 387، وَهُوَ ابْنُ 33 سَنَة. أَمَّا أُمُّهُ مُونِيكَا فَطَارَ قَلْبُهَا فَرَحًا عَلَى اهْتِداءِ ابْنِهَا، ثُمَّ رَقَدَتْ بِالرَّبِّ بَيْنَ يَدَيْهِ سَنَةَ 387-388. انْكَبَّ عَلَى أَعْمَالِ التَوْبَةِ ومُطَالَعَةِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ والتَأْلِيف، فَمَنَحَهُ فَالِيرْيُوسُ أُسْقُفُ هِيبُّونَا دَرَجَةَ الكَهَنُوتِ سَنَةَ 391، بِإِجْمَاعٍ مِنَ الشَعْب، رَغْمَ رَفْضِهِ الشَدِيد، إِلَّا أَنَّ الشَعْبَ أَلَحَّ عَلَيْه. وأَقَامَهُ مُسَاعِدًا لَهُ. ولَمَّا تُوُفِّيَ فَالِيرْيُوس، خَلَفَهُ أَغُوسْطِينُوسُ عَلَى كُرْسِيِّ الأُسْقُفِيَّةِ سَنَةَ 396-397، فَأَخَذَ يَعِيشُ عِيشَةَ الراهِبِ النَاسِك. سَكَنَ أَغُوسْطِينُوسُ فى بُسْتَانِ الكَنِيسَةِ فَجَعَلَهُ دَيْرًا مَلِيئًا بِالرُهْبانِ الأَتْقِيَاء، وَوَضَعَ لَهُمْ قَوانِينَ يَسْلُكُونَ عَلَيْهَا، وفِيهِ قَضَى حَيَاتَهُ كُلَّهَا، كَماَ أَنَّهُ أَنْشَأَ دَيْرًا لِلراهِبَات، كانَتْ أُخْتُهُ رَئِيسَةً عَلَيْهِنَّ. كافَحَ هَرْطَقَةَ البِلَاجِيِّينَ النَاكِرِينَ النِعْمَةَ ومَفَاعِيلَهَا والخَطِيئَةَ الأَصْلِيَّة. لُقِّبِ "بِاللَاهُوتيّ، وكَوْكَبِ العُلَمَاء، وزَهْرَةِ المَدارِس، وعَمُودِ الكَنِيسَة، ومَفْزَعَةَ المُبْتَدِعِين". أَنْشَأَ الكَنَائِسَ والمُسْتَشْفَيَاتِ والمَيَاتِم. كانَ عَطُوفًا كُلَّ العَطْفِ عَلَى الفُقَراءِ والمَرْضَى. اضْطُرَّ مَرَّةً أَنْ يَبِيعَ آنِيَةَ الكَنِيسَة، لِيُقَدِّمَ ثَمَنَهَا جِزْيَةً عَنْ بَعْضِ الأَسْرَى. وأَعْمَالُهُ الخَيْرِيَّةُ لا يُحْصَى لَهَا عَدّ. وكِتَابُ اعْتِرافَاتِهِ الشَهِيرَةِ دَلِيلٌ عَلَى عُمْقِ تَواضُعِهِ، وتَأَمُّلِهِ في سِرِّ التَجَسُّد، يَقُول: "يا رَبّ، مَنْ لا يَعْبُدُكَ كَمُبْدِعِ المَخْلُوقَات، يَسْتَحِقُّ جَهَنَّم. ولَكِنْ مَنْ لا يَعْبُدُكَ بَعْدَ أَنْ تَجَسَّدْتَ وتَأَلَّمْتَ ومُتَّ لأَجْلِهِ، فَإِنَّهُ يَسْتَحِقُّ جَهنَّمًا أُخْرَى أَشَدَّ عَذابًا". رَقَدَ بِالرَّبِّ في 28 آبَ سَنَةَ 430، ولَهُ مِنَ العُمْرِ 76 سَنَة. وقَدْ أَغْنَى الكَنِيسَةَ بِمَا تَرَكَهُ مِنْ مُؤَلَّفَاتٍ تَرْبُو عَلَى 73 كِتَابًا، تَقَعُ في 232 مُجَلَّدًا، في الفَلْسَفَة، والعَقيدَة، والدِفاعِيَّة، والكِتابيَّة، إِضافَةً إلى عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الرَسَائِل والمَواعِظ. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |