| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ إِيجِيدْيُوس وُلِدَ إِيجِيدْيُوسُ نَحْوَ سَنَةِ 650 في مَدِينَةِ أَثِينَا مِنْ أَبَوَينِ تَقِيَّيْنِ مِنْ أَصْلٍ مُلُوكِيّ، هُمَا تِيُودُورُسُ وبِيلاجْيَة، رَبَّيَاهُ عَلَى حُبِّ الفَضِيلَةِ ومَخَافَةِ الله، واخْتَارا لَهُ أَهَمَّ الأَسَاتِذَة، فَدَرَسَ العُلُومَ عَلَيْهِم ونَبَغَ فِيهَا، كَمَا امْتَازَ بِمَيْلِهِ إِلَى الفَضِيلَة، وَلَمْ يَكُنْ يُرَى إِلَّا مُصَلِّيًا أَوْ دارِسًا. ولَمَّا بَلَغَ الرابِعَةَ والعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، فُجِعَ بِمَوْتِ والِدَيْهِ، فَكَانَ مُصَابُهُ بِهِمَا عَظِيمًا، وزَهِدَ في الدُنْيَا ومارَسَ الصَلَواتِ والإِمَاتاتِ وأَعْمَالَ الرَحْمَة، فَكَافَأَهُ اللهُ بِصُنْعِ المُعْجِزات. إِشْتَهَرَتْ قَداسَتُهُ فَتَقَاطَرَ النَاسُ إِلَيهِ يَلْتَمِسُونَ شَفَاعَتَهُ وصَــلاتَــهُ. ولِـــتَــواضُــعِــهِ الـعَـمِـيـق، نَـــبَــذَ كُــلَّ مَجْــدٍ عَـالَمِيّ، فَبَاعَ أَمْلاكَهُ، وَوَزَّعَ ثَمَنَهَا عَــلَــى المَسَاكِين، وهَــجَــرَ وَطَنَهُ قَاصِدًا بِلادَ المَغْرِب. وفي طَرِيقِهِ هَدَّأَ بِصَلاتِهِ زَوْبَعَةً وخَلَّصَ المَرْكَبَ مِنَ الغَرَق، ونَزَلَ في جَزِيرَةٍ حَيْثُ أَقَامَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ عِنْدَ نَاسِكٍ آنَسَهُ وشَارَكَهُ في الصَلاةِ والإِمَاتَة، وأَقْلَعَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مَرْسِيلْيَا ومِنْهَا إِلَى مَدِينَةِ آرْل حَيْثُ كانَ يَعِيشُ مِنَ الصَدَقَة. دَخَلَ مَغَارَةً بِقُرْبِهَا عَيْنُ ماءٍ غَزِيرَة، فَأَقَامَ في تِلْكَ المَغَارَةِ طَوالَ حَيَاتِهِ مُثَابِرًا عَلَى الصَلاةِ والتَأَمُّل، يَغْتَذِي بِحَلِيبِ غَزالَةٍ أَوَتْ إِلَيْهِ. وكانَ ذاتَ يَوْمٍ بَعْضُ أَعْوانِ المَلِكِ يَصْطَادُون، فَطَارَدَتْ كِلابُهُم تِلْكَ الغَزالَة، فَلَجَأَتْ إِلَى مَغَارَةِ القِدِّيسِ فَلاحَقُوهَا، ورَمَاهَا أَحَدُهُم بِسَهْمٍ مِنَ الخَارِجِ أَصَابَ يَدَ القِدِّيسِ فَسَالَ مِنْهَا الدَمّ، فَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، لَكِنَّهُ لَمْ يَفُهْ بِكَلِمَة. فَرَفَعُوا الشَوْكَ عَنْ بَابِ المَغَارَةِ ورَأَوا القِدِّيسَ جَاثِيًا يُصَلِّي والدَمُ يَسِيلُ مِنْهُ فَانْدَهَشُوا وَوَقَعُوا عَلَى قَدَمَيْهِ مُسْتَغْفِرِين، وضَمَّدُوا جِراحَهُ، وطَلَبُوا بَرَكَتَهُ، وقَفَلُوا راجِعِين. أَخْبَرُوا مَلِكَهُم بِمَا جَرَى، فَتَأَثَّرَ جِدًّا. جَاءَ هُوَ والأُسْقُفُ إِيرِيجْيُوسُ لِزِيَارَةِ القِدِّيسِ إِيجِيدْيُوسَ في مَغَارَتِهِ، فَاسْتَأْنَسَ بِهِمْ وقَصَّ عَلَيْهِم سِيرَتَهُ، فَأُعْجِبُوا بِهِ. وَوَهَبَهُ المَلِكُ الأَراضِيَ المُجَاوِرَةَ لِلْمَغَارَة، لِيُنْشِئَ فِيهَا دَيْرًا لِمَنْ يُرِيدُ الاقْتِداءَ بِهِ وبِطَرِيقَتِهِ. رَقَّاهُ الأُسْقُفُ إِلَى دَرَجَةِ الكَهَنُوت. فَأَنْشَأَ القِدِّيسُ دَيْرًا امْتَلَأَ بِالرُهْبان. ذَهَبَ إِلَى رُومَا وقَابَلَ قَداسَةَ البَابَا بِنِديكتُوسَ الثَاني (684-685) فَبَارَكَهُ وبَارَكَ دَيْرَهُ. وعَلِمَ بِدُنُوِّ أَجَلِهِ فَجَمَعَ رُهْبَانَهُ وأَوْصَاهُمْ بِالمَحَبَّةِ والإِلْفَةِ وحِفْظِ النِظامِ والقَانُون، واقْتَبَلَ الأَسرارَ المُقَدَّسَةَ ورَقَدَ سَنَةَ 710. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
