Biography |
تَذكارُ هَرَبِ الرَبِّ يَسُوعَ إِلَى مِصْر قالَ مَتَّى الإِنْجِيلِيّ (2: 13-15): وبَعْدَمَا انْصَرَفَ المَجُوس، تَرَاءَى مَلاكُ الرَّبِّ في الـحُلْمِ لِيُوسُف، وقَالَ لَهُ: "قُمْ، خُذِ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وَاهْرُبْ إِلَى مِصْر، وابْقَ هُنَاكَ إِلَى أَنْ أَقُولَ لَكَ، لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَبْحَثَ عَنِ الصَّبِيِّ لِيُهْلِكَهُ". فَقَامَ يُوسُفُ وأَخَذَ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ لَيْلًا، ولَجَأَ إِلى مِصْر. وبَقِيَ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ هِيرُودُس، لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِالنَّبِيّ: "مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي". (هو 11: 1). ولَمَّا ماتَ هِيرُودُس، ظَهَرَ مَلاكُ الرَبِّ لِيُوسُفَ وأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مِصْر، فَقَامَ يُوسُف، وأَخَذَ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ، وجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيل. ولَـكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاوُسَ يَمْلِكُ عَلَى اليَهُودِيَّةِ خَلَفًا لأَبِيهِ هِيرُودُس، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى بَيْتَ لَحْم. وأُوحِيَ إِلَيْهِ في الـحُلْمِ فَلَجَأَ إِلَى نَواحِي الـجَلِيل. ومَضَى فَسَكَنَ مَدِينَةً تُدْعَى النَّاصِرَة، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاء: "إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا" (مت 2: 21-23). تَبْدَأُ آلامُ يَسُوعَ مُنْذُ الطُفُولَة، في هَرَبِهِ إِلَى مِصْر، وفي مُحَاوَلَةِ قَتْلِهِ بِقَتْلِ أَطْفَالِ بَيْتَ لَحْم، وفي لُجُوئِهِ إِلَى النَاصِرَةِ خَوْفًا مِنْ أَرْخِيلاوُس. مِصْرُ مَلاذٌ تَقْلِيدِيٌّ في الكِتَابِ المُقَدَّس، مُنْذُ إِبْرَاهِيم، ثُمَّ يَعْقُوبَ وأَوْلادِهِ الاثْنَي عَشَر. فَهَرَبُ يَسُوعَ إِلَى مِصْرَ يَعْنِي أَنَّ يَسُوعَ الطِفْلَ يُجَسِّدُ شَعْبَهُ المُضْطَهَد، ودَعْوَتُهُ مِنْهَا تَعْنِي أَنَّهُ مُوسَى الثَاني، مُخَلِّصُ شَعْبِهِ. مَنَحَنَا الرَبُّ بَرَكَةَ هَذا العِيد. آمين. |