| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ تَقْلا نَجِدُ قِصَّةَ هَذِهِ القِدِّيسَةِ في كِتَابِ "أَعْمَالِ بُولُس" مِنَ القَرْنِ الثاني. وُلِدَتْ تَقْلَا نَحْوَ السَنَةِ العِشْرِينَ مِيلادِيَّة، في مَدِينَةِ إِيقُونْيَة، في آسْيَا الصُغْرَى، مِنْ والِدَيْنِ وَثَنِيَّينِ غَنِيَّين. كانَتْ جَمِيلَةً وذَكِيَّةً ومُثَقَّفَةً كَثِيرًا. وما إِنْ بَلَغَتِ الثَامِنَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهَا حَتَّى خُطِبَتْ لِشَابٍّ غَنِيٍّ لا يَقِلُّ عَنْهَا شَرَفًا وجَاهًا، إِسْمُهُ تَامِيرِيس. مَرَّ بُولُسُ الرَسُولُ في مَدِينَةِ إِيقُونْيَة نَحْوَ السَنَةِ 45، وسَمِعَتْهُ تَقْلَا فَأُعْجِبَتْ بِتَعْلِيمِهِ واسْتَنَارَ عَقْلُهَا بِنِعْمَةِ الله، واعْتَمَدَتْ ونَذَرَتْ بِتُولِيَّتَهَا لِلَّه، وعَكَفَتْ عَلَى الصَلاةِ والتَأَمُّل. سَأَلَتْهَا والِدَتُهَا عَنْ هَذا التَبَدُّلِ في حَيَاتِهَا، فَأَجَابَتْهَا: "إِنَّني اصْطَبَغْتُ بِمَاءِ العِمَادِ المُقَدَّس، وآمَنْتُ بِالمَسِيحِ ونَذَرْتُ لَهُ حَيَاتي". فَثَارَتِ الأُمُّ وغَضِبَ الخِطِّيبُ والأَهْلُ وأَخَذُوا يُقْنِعُونَهَا بِالعَوْدَةِ إِلَى إِيمَانِهَا الأَوَّل، فَلَمْ تَسْمَعْ لَهُم. شَكَتْهَا أُمُّهَا إِلَى حَاكِمِ المَدِينَة، فَأَخَذَ يَتَمَلَّقُهَا الحَاكِمُ ويَتَهَدَّدُهَا، فَلَمْ تَعْبَأْ بِتَهْدِيداتِهِ. أَمَرَ بِإِضْرامِ النار، فَرَمَتْ تَقْلَا نَفْسَهَا في النارِ مَسْرُورَة، إِلَّا أَنَّ اللهَ حَفِظَهَا، إِذْ أَنْزَلَ المَطَرَ وأَطْفَأَ النار! سَلِمَتْ تَقْلَا فَلَحِقَتْ بِالقِدِّيسِ بُولُس، ورافَقَتْهُ في أَسْفَارِهِ حَتَّى أَنْطَاكْيَة، حَيْثُ بَدَأَتْ تُبَشِّرُ بِالمَسِيح. عَلِمَ بِهَا والي أَنْــطَـاكْيَةَ فَأَمَــرَ بِــطَـرْحِــهَا لِـلـوُحُــوش، فَــسَـتَـرَ اللهُ عُرْيَهَا ولَمْ تُؤْذِهَا الوُحُوش، فَأَعَادَهَا إِلَى السِجْن. فـي اليَوْمِ التَالي، رَبَطُوهَا إِلَى زَوْجٍ مِنَ الثِيرانِ فَكادَتْ تَقْلَا تَمُوتُ أَلَمًا، لَكِنَّ اللهَ خَلَّصَها إِذْ فَكَّ رِباطَها. حارَ الحَاكِمُ بِأَمْرِها، وأَلْقَاهَا في هُوَّةٍ عَمِيقَةٍ مَمْلُوءَةٍ حَيَّاتٍ سَامَّة، فَلَمْ تُؤْذِها. دَهِشَ الجَمِيعُ وذُهِلَ المَلِكُ فَطَلَبَهَا وَسَأَلَهَا كَيْفَ تَنْجُو مِنْ هَذِهِ المَخَاطِر، فَأَجَابَتْهُ: "أَنَا أَمَةُ يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِ اللهِ الحَيّ. هُوَ وَحْدُهُ الطَرِيقُ والحَقُّ والحَيَاةُ وخَلاصُ مَنْ يَدْعُونَهُ". حِينَئِذٍ أَطْلَقَهَا الوالي أَمَامَ الجَمِيعِ حُرَّةً سَالِمَة، فَخَرَجَتْ وأَعْلَمَتِ القِدِّيسَ بُولُسَ بِكُلِّ ما جَرَى لَهَا، فَمَجَّدَ اللهَ مَعَهَا. وراحَتْ تُبَشِّرُ في القَلَمُون ومَعْلُولَا وصَيْدْنَايَا في سُورِيّا، ثُمَّ أَقَامَتْ ناسِكَةً في مَغَارَةٍ، في مِيريامْلِيك. تَوَفَّاها اللهُ في عُمْرِ تِسْعِينَ سَنَة، ودُفِنَتْ في سْلُوقْيَة، وأَضْحَى قَبْرُهَا نَبْعَ نِعَمٍ وبَرَكَات. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |
