| Biography |
عِيدُ جَميعِ القِدِّيسِين تُقِيمُ الكَنِيسَةُ المُقَدَّسَةُ في كُلِّ يَوْمٍ مِنَ السَنَة، تَذْكَارًا لِقِدِّيس، ويَبْقَى عَدَدٌ لا يُحْصَى مِنَ القِدِّيسِينَ بِدُونِ تَذْكارٍ خاصٍّ بِهِم. لِذَلِكَ أَقَامَ لَهُمُ البَابَا بُونِيفَاسْيُوسُ الرابِع (٦٠٨- ٦١٥) تَذْكارًا شامِلًا في ١٢ أَيَّار. حَوَّلَ هَيْكَلَ الآلِهَةِ المَعْرُوفَ بِالبَانْتِيُون، في رُوما، إِلَى هَيْكَلٍ مَسِيحِيّ، وكَرَّسَهُ مَعْبَدًا لإِكْرامِ سَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراءِ وجَمِيعِ الشُهَداء، ونَقَلَ إِلَيهِ رُفَاتَهُم، وعَيَّنَ لَهُمْ عِيدًا خَاصًّا، أَسْمَاهُ "عِيدَ جَمِيعِ القِدِّيسِين". وفي السَنَةِ ٧٣١ خَصَّصَ البَابَا غْرِيغُورْيُوسُ الثَالِث (731-741)، في كَنِيسَةِ مار بُطْرُس، مَعْبَدًا لِتَكْرِيمِ جَمِيعِ القِدِّيسِين. وفي السَنَةِ ٨٣٧ زارَ البَابَا غْرِيغُورْيُوسُ الرابِع (827-844) فْرَنْسَا وأَدْخَلَ هَذا العِيدَ إِلَيهَا، وعَيَّنَ لَهُ اليَومَ الأَوَّلَ مِنْ تِشْرِينَ الثاني. ومُنْذُ ذَلِكَ الحِينِ رَسَمَ البَابَاواتُ فَرْضًا خاصًّا بِهِ، فَأَصْبَحَ مِنْ أَعْظَمِ أَعيادِ الكَنِيسَةِ غَرْبًا وشَرْقًا. وأَخَذَتْ كَنِيسَتُنَا المارُونِيَّةُ تَحْتَفِلُ بِهِ اقْتِداءً بِكَنِيسَةِ رُوما، عَلَاوَةً عَلَى العِيدِ المارُونِيِّ الطَقْسِيِّ القَدِيم، أَحَدِ الأَبْرارِ وَالصِدِّيقِين، في زَمَنِ الدِنْحِ المَجِيد. هَؤُلاءِ القِدِّيسُونَ هُمُ الآباءُ الأَقْدَمُونَ والأَنْبِيَاءُ والرُسُلُ والشُهَداءُ والمُعْتَرِفُونَ والعَذارَى والأَبْرارُ والصِدِّيقُونَ جَمِيعًا الَّذِينَ جَاهَدُوا الجِهَادَ الحَسَن، وفَازُوا بِإِكْليلِ المَجْدِ الأَبَدِيّ. فَصَارُوا مِثَالَنَا الأَعْلَى، وشُفَعَاءَنا لَدَى الله، وعَوْنًا لَنَا في الشَدائِدِ والمِحَن. فَبِتَكْرِيمِنَا لَهُم نُقَدِّمُ المَجْدَ والشُكْرَ لِلَّهِ الذِي قَوَّاهُم بِنِعْمَتِهِ وأَهَّلَهُم إِلَى السَعَادَةِ الخَالِدَة. فَلْنَتَّخِذْهُم مِثَالًا لَنَا، وَلْنَقْتَدِ بِفَضَائِلِهِم صَابِرِينَ عَلَى "آلامِ هَذا الدَهْر" (روم 8: 18)، لِنَسْتَحِقَّ أَنْ نُشَارِكَهُم في المَجْدِ الأَبَدِيّ. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |
