Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ هارُونَ ورِفَاقِهِ كانَ القِدِّيسُ الشَهيدُ هارونُ مِنْ بِلادِ الكَبَّادُوك، في زَمانِ الإِمْبِرَاطُورَينِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305)، ومَكْسِيمْيَانُوس (285-310)،فَلَّاحًا تَقِيًّا لَهُ أُمٌّ عَمْيَاء، فَحَرِصَ عَلَى مُلازَمَتِهَا والعِنَايَةِ بِهَا. صَدَرَ أَمْرٌ بِتَسْخِيرِ كُلِّ مَنْ كانَ يَتَمَتَّعُ بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ وقُوَّةٍ بَدَنِيَّةٍ لِلْخِدْمَةِ العَسْكَرِيَّة. جاءَهُ عَسْكَرِيَّانِ يُرِيدانِ اسْتِيَاقَهُ إِلَى أَمامِ الحَاكِمِ لِيسِيَاسَ في مَدِينَةِ مَلْطِيَّةَ الأَرْمِينِيَّةِ لِهَذِهِ الغَايَة. رَفَضَ أَنْ يُغَادِرَ والِدَتَهُ، ويَكْفُرَ بِمَسِيحِهِ ويُقَدِّمَ العِبَادَةَ لِلإِمْبِرَاطُور، فَأَخَذَ عَصَاةً غَليظَةً وانْدَفَعَ نَحْوَ الجُنْدِيَّينِ فَفَرَّا مِنْ أَمَامِهِ. لَكِنَّهُمَا عَادا بَعْدَ قَلِيلٍ بِتَعْزِيزاتٍ جَدِيدَة. لَمْ يُرِدْ أَنْ يُعَرِّضَ ذَوِيهِ لِلْخَطَر، فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ، فَقَبَضَ عَلَيهِ العَسْكَرُ وقَفَلُوا عَائِدِينَ بِهِ، وبِعَدَدٍ كَبِيرٍ مِنْ أَقْرِبائِهِ المَسِيحِيِّين، وأَلقَوْهُم في السِجْن، فَكانَ لَهُمْ هَارُونُ مُعَزِّيًا ومُشَدِّدًا. ولَمَّا مَثَلَ أَمَامَ الحَاكِمِ قَرَّعَهُ الحَاكِمُ لِعُصْيَانِهِ الأَوامِرَ الإِمْبِرَاطُورِيَّةَ وأَمَرَ بِبَتْرِ يَدِهِ اليُمْنَى، لأَنَّهُ تَجَرَّأَ فَرَفَعَهَا عَلَى الجُنُود. ثُمَّ أَمَرَ الحَاكِمُ بِأَنْ يُسَاقُوا إِلَى المَوْتِ فَقُطِعَتْ هَامَاتُهُمْ جَمِيعًا، فَفَازُوا بِإِكْلِيلِ الشَهَادَةِ سَنَةَ 290. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |