Biography |
تَذكارُ نَحُومَ النَبِيّ هُوَ السَابِعُ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ الصِغَارِ الاثْنَي عَشَر، مِنْ سِبْطِ شِمْعُون. وُلِدَ في قَرْيَةٍ تُدْعَى "القُوش"، عَلَى بُعْدِ مِيلَينِ مِنْ مَدِينَةِ المُوصِلِ العِراقيَّة، القَرِيبَةِ مِنْ مَدِينَةِ نِينَوَى، وَهُوَ مِنَ اليَهُودِ المَسْبِيِّين. تَنَبَّأَ سَنَةَ 612 ق.م. عَلَى خَرابِ نِينَوَى (3: 7)، عاصِمَةِ الأَشُّورِيِّين، لِكِبْرِيَائِهَا وكَثْرَةِ آثامِهَا، وقَدِ اسْتَشْهَدَ كِتابُ طُوبِيَّا بِهَذِهِ الآيَةِ مِنْهُ (14: 4). وقَدْ تَمَّتْ نُبُوءَتُهُ فِعْلًا، إِذْ حاصَرَهَا الكَلْدانِيُّونَ والمادِّيُّونَ ودَكُّوا أَسْوارَها وجَعَلُوها أَطلالًا، وساعَدَهُم عَلَى ذَلِكَ زِلْزالُ الأَرْضِ ونارٌ نَزَلَتْ مِنَ السَماءِ وفَيَضَانُ نَهْرِ دِجْلَة، فَأَمْسَتْ أَثَرًا بَعْدَ عَيْن. أَمَّا نُبُوءَةُ نَحُومَ فَتَتَضَمَّنُ ثَلاثَةَ فُصُول: في الأَوَّلِ والثَاني يُنْذِرُ بِخَرابِ نِينَوَى عاصِمَةِ أَشُّور، بِالمِيَاهِ والنَار. وفي الثَالِث، يَأْتي عَلَى حِصَارِ الأَعداءِ لَهَا واسْتِيلائِهِم عَلَيهَا والقَضَاءِ عَلَى سُكَّانِهَا بِالسَّيفِ والنار. وتَمْتَازُ نُبُوءَتُهُ بِصَراحَتِهَا ودِقَّتِهَا، فَهُوَ شَاعِرٌ أَصِيل، أُسْلُوبُهُ صَافٍ لا تَعْقِيدَ فِيهِ، يَمْتَازُ بِالإِيجَازِ البَلِيغِ وقُوَّةِ الأَوْصَافِ وكَثْرَةِ الاسْتِعَاراتِ وعُذُوبَةِ الإِيقَاع. وقَدْ أَجْمَعَ المُفَسِّرُونَ أَنَّهَا كُتِبَتْ ما بَينَ سَنَةِ 663 و 612 قَبْلَ المَسِيح. ويَأْتي الإِنْذارُ بِخَرابِ نِينَوَى بَعْدَما كانَ سَرْجُونُ الأَشُّورِيُّ قَدْ أَخَذَ السَامِرَة، عاصِمَةَ مَمْلَكَةِ الشَمال، وسَبَى مَنْ سَبَى مِنْ شَعْبِهَا إِلَى نِينَوَى حَوالَى العامِ 720 ق.م. ولَفْظَةُ نَحُومَ عِبْرانِيَّةٌ مَعْنَاهَا المُعَزِّي، لأَنَّ اللهَ سَيُعَزِّي شَعْبَهُ، بَعْدَمَا أُذِلَّ لِتَأْدِيبِهِ بِمَا يَكْفِي. وفي الكَلْدانِيَّة- السُريانِيَّةِ تَعْني القِيَامَة. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |