Exemple

Memorial of Blessed Charles de Foucault

Name Memorial of Blessed Charles de Foucault
Arabic name تَذكارُ الطُوبَاوِيِّ شَارْل دِي فُوكُو
Day date كانون الاول 1
Biography تَذكارُ الطُوبَاوِيِّ شَارْل دِي فُوكُو وُلِدَ شارْل أُوجِين دِي فُوكُو في 15 أَيلُولَ سَنَةَ 1858 في بُونْبْرِيان، في فْرَنْسَا، في عائِلَةٍ مَسِيحِيَّة. كانَتْ أُمُّهُ مَسِيحِيَّةً تَقِيَّة، زَرَعَتْ في قَلْبِهِ، وفي قَلْبِ أُخْتِهِ مارِي، حُبَّ اللهِ مُنْذُ الطُفُولَة. تُوُفِّيَ أَبَواهُ وَهُوَ بِعُمْرِ 6 سَنَوات، وسَبَّبَ لَهُ أَلَمًا كَبِيرًا. فَاهْتَمَّ جَدُّهُ بِهِ وبِأُخْتِهِ، وغَمَرَهُمَا بِحُبِّهِ وعَطْفِهِ وحَنَانِهِ. ماتَ جَدُّهُ سَنَةَ 1878، وَهُوَ لا يَزالُ في عُمْرِ الشَبَاب، فَتَرَكَ بَينَ يَدَيهِ ثَرْوَةً كَبِيرَة، فَراحَ يَعِيشُ شَبَابَهُ بِطَيْشٍ كَبِير، وكانَتْ تَسْتَهْوِيهِ مُغْرِيَاتُ الحَيَاةِ ومَلَذَّاتُهَا. وهَكَذَا أَخَذَ يَبْتَعِدُ عَنِ اللهِ شَيْئًا فَشَيْئًا، ولَكِنَّهُ كانَ، في الوَقْتِ عَيِنِهِ، يَشْعُرُ في أَعْمَاقِهِ بِفَراغٍ مُؤْلِمٍ وحُزْنٍ عَمِيق. إِلتَقَى المُسْلِمِينَ في صَحْرَاءِ الجَزائِر، فَتَأَثَّرَ بِطَرِيقَةِ صَلاتَهِمْ وسُجُودِهِم. أَحْدَثَ إِيمانُهُم بِاللهِ هَزَّةً لَهُ، خَلَقَتْ عِنْدَهُ التَسَاؤُلَ حَوْلَ إِيمانِهِ هُوَ! وبَعْدَ ما رَجَعَ إِلَى فْرَنْسَا، إِسْتَقْبَلَهُ أَصْدِقاؤُهُ وأَقْرِباؤُهُ بِفَرَحٍ كَبِيرٍ كَعَوْدَةِ الابْنِ الضَالّ، وهَذا ما سَاعَدَهُ عَلَى الارْتِدادِ إِلَى إِيمانِهِ الأَوَّل، وكانَ يُرَدِّدُ هَذا الدُعاء: "يا رَبُّ إِذا كُنْتَ مَوْجُودًا حَقًّا، إِجْعَلْنِي أَعْرِفُكَ". قَصَدَ كاهِنَ الرَعِيَّة، الأَبَّاتي هُوفْلان في 30 تِشْرِينَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1886، لِكَيْ يَتَعَرَّفَ أَكْثَرَ عَلَى المَسِيحِيَّة، فَطَلَبَ الكاهِنُ مِنْهُ أَنْ يَرْكَعَ ويَعْتَرِف، لأَنَّ حاجَتَهُ الحَقِيقِيَّةَ لَيْسَتْ إِلَى العِلْمِ ولا إِلَى الفَلْسَفَة، بَلْ إِلَى اللِقَاءِ الحَيِّ بِالله. كانَ هَذا اللِقَاءُ بِمَثَابَةِ اهْتِداءٍ لِشَارْل، غَيَّرَ حَياتَهُ كُلَّهَا. مُنْذُ أَنْ آمَنَ بِوُجُودِ اللهِ فَهِمَ أَنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيشَ لِغَيْرِهِ. ذَهَبَ إِلَى الجَزائِرِ لِلخِدْمَةِ العَسْكَرِيَّة، وهُنَاكَ عَمِلَ في اكتِشَافَاتٍ عِلْمِيَّةٍ أَكْسَبَتْهُ شُهْرَةً كَبِيرَةً في مَجَالِ العِلْم. وفي سِنِّ الثَالِثَةِ والعِشْرِين، قَرَّرَ أَنْ يَتَسَرَّحَ مِنَ الجَيْش، ثُمَّ ارْتَدَّ وأَصْبَحَ راهِبًا لَدَى الرُهْبانِ التْرَابِيسْت في 16 كَانُونَ الثَاني سَنَةَ 1890. ومِنْ بَعْدِهَا، في فْرَنْسَا، ثُمَّ في سُورِيَّا. تَفْتِيشُهُ عَنِ المِثَاليِّ كانَ جَذْرِيًّا، تَجَلَّى بِتَعَاطِيهِ مَعَ الفَقْر، والتَخَلِّي، والتَوْبَة، وهَذا ما دَفَعَهُ إِلَى أَنْ يَهْجُرَ التْرَابِيسْت، لِيُصْبِحَ حَبِيسًا سَنَةَ 1901. عاشَ في الأَرْضِ المُقَدَّسَة، يَكْتُبُ تَأَمُّلاتِهِ، التي أَصْبَحَتْ قَلْبَ رُوحانِيَّتِهِ، تَتَضَمَّنُ صَلاةَ التَخَلِّي، إِذْ أَرادَ أَنْ تَكُونَ حَياتُهُ الرُهْبَانِيَّةُ أَقْرَبَ إِلَى الفُقَراء، كَمَا كانَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ مَعَ ذَوِيهِ في النَاصِرَة. ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى النَاصِرَة، حَيْثُ جَذَبَتْهُ حَياةُ يَسُوعَ البَسِيطَةُ والمُتَواضِعَة، التي يَتَجَلَّى فِيهَا سِرُّ اللهِ وسِرُّ حُبِّهِ لِكُلِّ إِنْسَان، فَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الطَرِيقَةُ نَهْجًا لِحَيَاتِهِ. سِيمَ كَاهِنًا في فِيْفْيِه الفْرَنْسِيَّة، فَقَرَّرَ أَنْ يَمْكُثَ في صَحَارِي الجَزائِرِ في بَنِي عَبَّاس. طَمَحَ أَنْ يُؤَسِّسَ جَمْعِيَّةً جَدِيدَة، ولَكِنْ لَمْ يَنْضَمَّ إِلَيهِ أَحَد. عاشَ مَعَ البَرابِرَة، وطَوَّرَ نَمَطًا جَديدًا لِلرِسَالَة، راغِبًا أَنْ يُبَشِّر، لا بِواسِطَةِ الخِطابات، ولَكِنْ بِواسِطَةِ مَثَلِهِ. وبِهَدَفِ أَنْ يَعْرِفَ أَكْثَرَ جَماعَةَ "الطَوارِق- Touaregs" أَوِ "الرِجالَ الزِرْق"، وَهِيَ عَشَائِرُ تَسْكُنُ شَمَاليَّ أَفْرِيقْيَا، دَرَسَ خِلالَ أَكْثَرَ مِنِ اثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً ثَقَافَتَهُم، ناشِرًا تَحْتَ اسْمٍ مُسْتَعَارٍ القَامُوسَ الأَوَّلَ لِلُّغتَين: طَوارِق - فْرَنْسِيّ. إِنَّ أَعْمَالَ شَارْل دِي فُوكُو أَصْبَحَتْ مَرْجِعًا لِمَعْرِفَةِ ثَقَافَةِ تُوَرِغ. وبِمُسَاعَدَةِ مُرْشِدِهِ قَرَّرَ أَنْ يَرْجِعَ لِيَعِيشَ في صَحْراءِ الجَزائِرِ بَينَ القَبَائِلِ المُهَمَّشَةِ والفَقِيرَة، فَكانَ كَواحِدٍ مِنْهُم. عاشَ في صَمْتِ الصَحْراءِ حَياةَ صَلاةٍ وتَأَمُّل، يَقْضِي سَاعاتٍ طَوِيلَةً أَمامَ القُرْبانِ المُقَدَّس. كانَ حُضُورُهُ دائِمًا حُضُورَ الأَخِ والصَدِيقِ لِكُلِّ شَخْصٍ يَقْرَعُ بَابَهُ، وهَكَذَا شَقَّ الأَخُ شَارْل طَرِيقًا جَدِيدَةً في الحَيَاةِ الرُهْبَانِيَّة، حَياةً تَجْمَعُ بَينَ الصَلاةِ والوَحْدَةِ مَعَ الله، ومُشَارَكَةِ الناسِ حَيَاتَهُم، خُصُوصًا مُشَارَكَةِ الفُقَراءِ والمَتْرُوكِين. عاشَ حَياةَ صَلاةٍ وشُغْل، حَياةً لَيْسَتْ بَعِيدَةً عَنِ العَالَم، كَحَيَاةِ يَسُوعَ في النَاصِرَة، بَشَّرَ الأَخُ شَارْل بِالأُخُوَّةِ الشَامِلَة. فْرَنْسِيٌّ عاشَ مَعَ العَرَب، مَسِيحِيٌّ عاشَ مَعَ المُسْلِمِين، غَنِيٌّ عاشَ مَعَ الفُقَراء. وهَكَذَا كَسَرَ كُلَّ الحَواجِز. حَبَّةُ الحِنْطَةِ التي تَقَعُ في الأَرْضِ تَبْقَى وَحْدَهَا، ولَكِنْ إِذا ماتَتْ أَخْرَجَتْ ثَمَرًا كَثِيرًا (يو 12: 24). في سَنَةِ 1914 انْدَلَعَتِ الحَرْب، ولَكِنَّ شَارْل بَقِيَ في تَمَانْرَسِت، وقال: "يُكَلِّفُني كَثِيرًا أَنْ أَكُونَ بَعِيدًا عَنْ جُنُودِنَا وعَنِ الحُدُود، ولَكِنَّ واجِبِي هُوَ أَنْ أَبْقَى هُنَا، لِمُسَاعَدَةِ الشَعْبِ عَلَى أَنْ يُحَافِظَ عَلَى الهُدُوء". فَفِي الأَوَّلِ مِنْ شَهْرِ كانُونَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1916، عَزَّزَ مَحْبَسَتَهُ لِيَسْتَقْبِلَ الشَعْب، ولَكِنَّهُ اغْتِيلَ عَلَى بابِ مَحْبَسَتِهِ، فَكانَ ضَحِيَّةً لِهُجُومٍ حَصَلَ عَلَى يَدِ لُصُوص، أَطْلَقُوا رَصَاصَةً في رَأْسِهِ. فَاعْتُبِرَ حَالًا قِدِّيسًا شَهِيدًا. جَمْعِيَّاتٌ رُهْبَانِيَّةٌ جَدِيدَة، وعائِلاتٌ رُوحِيَّة، وطُرُقٌ جَدِيدَةٌ لِلنُسْك، إِسْتَوْحَتْ مِنْ كِتاباتِ وَحَيَاةِ شَارْل دِي فُوكُو، سَارَتْ عَلَى خُطاه. 17 عائِلَةٍ رُوحِيَّةٍ تَنْتَمِي إِلَى رُوحانِيَّةِ الأَخْ شَارْل، مِنْ رُهْبانٍ وراهِباتٍ وكَهَنَةٍ وعِلْمَانِيِّين. إِبْتَدَأَتْ دَعْوَى التَطْوِيبِ سَنَةَ 1927، وتَوَقَّفَ العَمَلُ فِيهَا خِلالَ حَرْبِ الجَزائِر، واسْتُعِيدَ العَمَلُ لاحِقًا، لِيُعلَنَ دِي فُوكُو مُكَرَّمًا في 24 نَيْسَانَ سَنَةَ 2001 عَلَى يَدِ البَابَا يُوحَنَّا بُولُسَ الثاني (1978-2005)، ثُمَّ طُوباوِيًّا في 13 تِشْرِينَ الثَاني سَنَةَ 2005 عَلَى يَدِ البَابَا بِنِدِيكتُوسَ السادِسَ عَشَر (2005-…). صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين.