Biography |
تَذكارُ حَبَقُّوقَ النَبِيّ حَبَقُّوق، ومَعْنَى اسْمِهِ "الحَبَق". هُوَ الثَامِنُ بَينَ الأَنْبِيَاءِ الصِغَارِ الاثْنَي عَشَر، وَهُوَ مِنْ سِبْطِ شِمْعُون. وَرَدَ اسْمُهُ في مُسْتَهَلِّ نَصِّ النُبُوءَة (1: 1)، وفِيهَا ما يُشِيرُ إِلَى أَنَّهُ نَطَقَ بِهَا عَلَى مَراحِل. امْتَدَّتْ مِنَ السَنَةِ 610 ق.م. إِلَى ما بَعْدَ السَنَةِ 587 ق.م.، زَمَنَ سُقُوطِ أُورَشَلِيمَ في يَدِ الكَلْدانِيِّينَ وسَبْيِ العَدِيدِ مِنَ السُكَّانِ إِلَى بَابِل. يُنَدِّدُ السِفْرُ بِعَدُوٍّ خَارِجِيٍّ هُوَ مَلِكُ الكَلْدانِيِّينَ لِمَا يُبْدِيهِ مِنْ عُنْفٍ وقَتْلٍ ودَمار، وكَذَلِكَ بِعَدُوٍّ داخِلِيٍّ لَعَلَّهُ يُويَاقِيم، مَلِكُ يَهُوذَا (609 -598 ق.م.) لِظُلْمِهِ. يَقَعُ السِفْرُ في ثَلاثَةِ فُصُولٍ وسِتٍّ وخَمْسِينَ آيَة، وَهُوَ في صِيغَةِ قَصَائِدَ يَظُنُّ الدارِسُونَ أَنَّهَا كانَتْ تُنْشَدُ في احْتِفَالاتٍ طَقْسِيَّة، ولِهَذا تَمْتَازُ نُبُوءَتُهُ بِمَسْحَتِهَا الشِعْرِيَّة. فَفِي الفَصْلِ الأَوَّل، مَنَاحَةٌ عَلَى آثارِ يَهُوذَا، ويَعْقُبُهَا إِنْذارٌ بِالانْتِقامِ الذي سَيُنْزِلُهُ اللهُ بِهِم عَلَى أَيْدِي الكَلْدانِيِّين؛ وفي الفَصْلِ الثاني، نُبُوءَةٌ بِانْهِيَارِ عَرْشِ الكَلْدانِيِّين؛ وفي الثالِث، يَخْتِمُ النَبِيُّ كَلامَهُ بِقَصِيدَةٍ أَنِيقَة، يَصِفُ فِيهَا مَجِيءَ المَسِيح. وقَصِيدَتُهُ عَلَى مَجِيءِ المَسِيحِ تُنْشِدُهَا الكَنِيسَةُ الشَرْقِيَّةُ تَسْبِحَةً مِنْ تَسَابِيحِ صَلاةِ السَحَر، الرابِعَةِ تَرْتِيبًا، لأَنَّهَا رَمْزٌ إِلَى تَجَسُّدِ ابْنِ الله. مِنَ المُفِيدِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّهُ إِلَى حَبَقُّوق (2: 14)، كَما إِلَى أَشَعْيَا (11: 9)، يُعْزَى القَوْلُ إِنَّ الأَرْضَ سَتَمْتَلِئُ مِنَ مَعْرِفَةِ مَجْدِ الرَبِّ كَما تَغْمُرُ المِيَاهُ البَحْر. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |