Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ أَلُوتَارْيُوسَ وأُمِّهِ وُلِدَ أَلُوتَارْيُوسُ في رُوما سَنَةَ 70. واسْمُ والِدِهِ أُوجَانْيُوسُ مِنْ قُضَاةِ المَدِينَة، وقَدْ تُوُفِّيَ، وابْنُهُ طِفْل، فَاعْتَنَتْ أُمُّهُ التَقِيَّةُ أَنْثِيَّا بِتَرْبِيَتِهِ، وعَلَّمَتْهُ قَواعِدَ الإِيمانِ المَسِيحِيِّ التي كانَتْ أَخَذَتْهَا عَنْ بُولُسَ الرَسُول. ولَمَّا تَرَعْرَعَ سَلَّمَتْهُ إِلَى البَابَا القِدِّيسِ أَنَاكْلِيتُوس (76-88)، فَثَقَّفَهُ بِالعُلُومِ اللاهُوتِيَّة، ودَرْسِ الكُتُبِ والقَوانِينِ المُقَدَّسَة، فَنَبَغَ فِيهَا. أَدْخَلَهُ في سِلْكِ الإِكْلِيرِيكِيِّين، وسَامَهُ شَمَّاسًا وَهُوَ ابْنُ 15 سَنَة، ثُمَّ كاهِنًا وَهُوَ ابْنُ 17 سَنَة. وسَامَهُ البَابَا أَلِكْسَنْدْرُوسُ الأَوَّل (105-115) أُسْقُفًا ولَهُ مِنَ العُمْرِ 20 سَنَة، وأَرْسَلَهُ راعِيًا إِلَى إِقْلِيمِ إِلِّيرْيَا، وَهِيَ سْلُوفِينْيَا حَالِيًّا، فَكانَ الراعِيَ الغَيُورَ المُتَفَاني في بِشَارَةِ الإِنْجِيلِ وخَلاصِ النُفُوس، رَغْمَ صِغَرِ سِنِّهِ، فَتَحَقَّقَتْ فِيهِ كَلِمَةُ القِدِّيسِ بُولُسَ الرَسُول: "حَتَّى نَصِلَ جَميعُنَا إِلَى وَحْدَةِ الإِيْمَانِ ومَعْرِفَةِ ابْنِ الله، إِلَى الإِنْسانِ الـمُكْتَمِل، إِلَى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ الـمَسِيح" (أف 4: 13). ولَمَّا أَثارَ المَلِكُ أَدْرِيَانُوسُ (117-138) الاضْطِهَادَ عَلَى المَسِيحِيِّين، قَبَضَ عَلَيهِ الوالي كْوَارْيُوس، بِأَمْرٍ مِنَ المَلِك، وسَجَنَهُ وكَلَّفَهُ السُجُودَ لِلأَصْنَام. أَبَى مُجَاهِرًا بِإِيمانِهِ بِالمَسِيحِ والسُجُودِ لَهُ دُونَ سِوَاه، فَأَمَرَ بِتَعْذِيبِهِ، فَبَسَطُوهُ عَلَى صَفَائِحَ مِنْ حَدِيدٍ مَحْمِيَّة، وَوَضَعُوهُ في قِدْرٍ مَمْلُوءَةٍ زَيْتًا وشَحْمًا وأَضْرَمُوا النارَ تَحْتَهَا، لَكِنَّهُ بَقِيَ سَالِمًا يَشْكُرُ الله. لَدَى هَذِهِ المُعْجِزَةِ البَاهِرَةِ آمَنَ الوالي كْوَارْيُوسُ وجَمِيعُ الحاضِرِين. ولَمَّا عَلِمَ المَلِكُ بِمَا جَرَى أَمَرَ بِقَطْعِ رُؤُوسِهِم جَمِيعًا، ورَأْسِ أَلُوتَارْيُوسَ مَعَهُم. وجاءَتْ أُمُّهُ أَنْثِيَّا وانْطَرَحَتْ عَلَى جَسَدِهِ الطاهِرِ تُقَبِّلُهُ وتَبْكِيهِ، فَضَرَبُوا عُنُقَهَا. وفَازُوا جَمِيعُهُم بِإِكْلِيلِ الشَهَادَةِ سَنَةَ 130. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |