| Biography |
عِيدُ تَهْنِئَةِ سَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراء هُوَ أَقْدَمُ الأَعيادِ المَعرُوفَةِ لِوالِدَةِ الإِلَه، وَهُوَ مِنَ القَرْنِ الخامِسِ الميلادِيّ. تُقِيمُهُ الكَنِيسَةُ المُقَدَّسَةُ في اليَومِ التالي لِعيدِ مِيلادِ الرَّبِّ يَسُوع، لأَنَّ مَرْيَمَ البَتُولَ قَدْ تَمَّمَتْ قَصْدَ اللهِ الخَلاصِيّ. مِنْهَا اتَّخَذَ كَلِمَةُ اللهِ طَبْعَنا البَشَرِيَّ ومِنْهَا وُلِدَ. في هَذا اليَومِ نُقَدِّمُ لِسَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذراءِ والِدَةِ اللهِ الفِائِقِ طُهْرُهَا، أَخْلَصَ التَهَاني بِوِلادَتِهَا رَبَّنا يَسُوعَ المَسِيح، الكَلِمَةَ المُتَجَسِّد، وبِكُلِّ ما امْتَازَتْ بِهِ مِنْ فَضَائِلَ سَامِيَةٍ ومُقَامٍ رَفِيع، جَعَلَهَا فَوْقَ الخَلائِقِ السَمَاوِيَّةِ والأَرْضِيَّةِ كافَّة، لأَنَّهَا صَارَتْ أُمًّا لِلَّه، وفي الوَقْتِ نَفْسِهِ أُمًّا لَنَا نَحْنُ أَعْضَاءَ يَسُوعَ في جَسَدِهِ السِرِّيِّ الذي هُوَ الكَنِيسَة. ونُرَدِّدُ مَعَ تِلْكَ المَرْأَةِ التي أَعْلَنَتْ أَمَامَ الجُمُوعِ قائِلَةً لَهُ: "طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا!" (لو 11: 27). ما أَجْمَلَ ما قَالَهُ فِيهَا القِدِّيسُ إِغْنَاطْيُوسُ الشَهِيدُ بَطْرِيَرْكُ أَنْطَاكْيَة: "أَيُّ مَسِيحِيٍّ حَقِيقِيٍّ لا يَشْتَهِي أَنْ يُخَاطِبَ مَنْ هِيَ ابْنَةُ الآبِ وأُمُّ الابْنِ وعَرُوسُ الرُوحِ القُدُس؟ وَلَدَتْ وَهِيَ عَذْراء، وأَرْضَعَتْ وَهِيَ بِكْر، ودُعِيَتْ أُمًّا وَهِيَ بَتُول. كَمَا أَنَّ ابْنَهَا هُوَ سُلْطانُ السَمَاواتِ والأَرْض. ولِهَذَا هِيَ حافِظَةُ المَسِيحِيِّين، سَنَدُ الإِيمان، بُرْجُ الرَجَاء، مِينَاءُ المَحَبَّة، مُرْشِدَةٌ إِلَى الكَمَال، إِسْطْوَانَةُ السِيرَةِ المَسِيحِيَّة، طَهَارَةُ الكَهَنُوت، عِفَّةُ الرَهْبَانِيَّات، حِكْمَةُ العُلَمَاء، إِفْرازُ الرُؤَسَاء، أَمَانُ المُلُوك، شَفيعَةُ الخَطَأَة، تَعْزِيَةُ الفُقَراءِ والأَرامِلِ والأَيْتَام، فَخْرُ العَذرَاى وصِيَانَتُهُنَّ، فَرَجُ المُتَضَايِقِينَ والحَزانَى، والكَنْزُ الذي يَغْتَني مِنْهُ كُلُّ مُحْتَاج". صَلاتُهَا مَعَنا. آمين. |
