Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ تُوماس بِكِتْ وُلِدَ تُوماس بِكِتْ، المَعْرُوفُ بِإِسْمِ "تُوماس كَانْتُورْبِرِي"، في لُنْدُن، إِنْكْلِتِرَّا، سَنَةَ 1120، في عائِلَةٍ مِنَ التُجَّارِ النُورْمَانْدِيِّين. بَعْدَ دِراساتٍ باهِرَةٍ في حَقْلِ الحُقُوقِ في مَدْرَسَةِ كاتِدْرائِيَّةِ كَانْتُورْبِرِي، في لُنْدُن، أَكْمَلَهَا في بُولُونْيَا، وفي بارِيس، ولَدَى عَوْدَتِهِ إِلَى كَانْتُورْبِرِي، عَيَّنَهُ مَلِكُ إِنْكْلِتِرَّا هُنْرِي الثَاني (1154-1189) وَزِيرَ الخِزانَة. وبِمَا أَنَّهُ صَدِيقُ المَلِكِ بِمُسَاواةِ أخٍ، أَمْضَى سَبْعَ سَنَواتٍ كَخَادِمٍ أَمِين، يَتَقَاسَمُ أَشْغَالَ الحُكْمِ واهْتِمَامَاتِهِ، ولَكِنْ أَيْضًا في حَياةِ طَيْشٍ ورُعُونَة. وإِذْ بَيَّنَ عَنْ مَوَاهِبِهِ الاسْتِثْنَائِيَّةِ كِإِدارِيّ، في ظِلِّ المَشَاكِلِ القَائِمَةِ بَينَ البَيْتِ المَلَكِيِّ والمَقَامَاتِ العُلْيَا في الكَنِيسَةِ في إِنْكْلِتِرَّا، قَرَّرَ المَلِك، سَنَةَ 1162، أَنْ يُسَمِّيَهُ، رَغْمًا عَنْهُ، لَدَى وَفَاةِ رَئِيسِ أَسَاقِفَةِ كَانْتُورْبِرِي تِيبُو دِي بِكْ في 18 نَيْسَانَ سَنَةَ 1161، رَغْمًا عَنْ سِينُودُسِ الأَسَاقِفَة، لِهَذَا المَنْصِب، فَأُقِيمَ مَكَانَهُ في 3 حُزَيْرانَ سَنَةَ 1162. فَهِمَ تُوماس عِنْدَهَا أَنَّهُ دُعِيَ إِلَى أَنْ يُغَيِّرَ جَذْرِيًّا حَيَاتَهُ لِيُصْبِحَ عَلَى مِقْيَاسِ تَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّةِ الكُبْرَى في مَهَمَّتِهِ الجَدِيدَة. بَدَأَ عِنْدَهَا بِارْتِداءِ العَبَاءَة، مُعْتَمِدًا الحَيَاةَ القَشِفَةَ كَمَا كانَتْ عادَةُ الرُهْبانِ في زَمَانِهِ، ودَعا الفُقَراءَ لِيَحْتَلُّوا مَكانًا عَلَى مائِدَتِهِ. في عَمَلِهِ الرَعَائِيّ، دافَعَ بِعِنَادٍ عَنِ اسْتِقْلالِيَّةِ الكَنِيسَةِ ضِدَّ تَــدَخُّــلِ المَلِك. بِسَبَــبِ مَوْقِفِهِ هَذا، عَانَى النَفْيَ القَسْرِيَّ الطَوِيلَ إِلَى فْرَنْسَا. تَخَلَّى عَنْهُ إِخْوَتُهُ في الأُسْقُفِيَّةِ لِيَكُونَ في عُزْلَتِهِ، عِلْمًا أَنَّ رُوما دافَعَتْ عَنْهُ، ولَكِنْ بِشَكْلٍ خَجُول، وهَاجَمَهُ النُبَلاء، فَدَخَلَ إِلَى كَانْتُورْبِرِي في شَهْرِ تِشْرِينَ الثَاني سَنَةَ 1170، بَعْدَ مُصَالَحَةٍ مُوَقَّتَةٍ مَعَ المَلِك. ولَكِنْ، بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، رَفَضَ أَنْ يَرْفَعَ الحُرْمَ عَنْ أَعْداءِ كَنِيسَةِ إِنْكْلِتِرَّا، فَتَآمَرَ هَؤُلاءِ عَلَيهِ وقَطَعُوا رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ أَمَامَ مَذْبَحِ كَاتِدْرائِيَّتِهِ في 29 كانُونَ الأَوَّل سَنَةَ 1170، لأَنَّهُ رَفَضَ أَنْ يَهْرُب، عِلْمًا أَنَّهُ كانَ لَهُ المَجَالُ واسِعًا؛ رَضِيَ أَنْ يَخْسَرَ حَيَاتَهُ لِيَشْهَدَ لِلإِنْجِيل. كَرَّمَهُ المُؤْمِنُونَ فـي كُــلِّ أُورُوبَّــا كَــشَــهِــيد، وأَعْلَنَهُ البَابَا أَلِكْسَنْدرُوسُ الثَالِث (1159-1181) في 21 شُباط مِنْ سَنَةِ 1173 قِدِّيسًا، وفـي 12 كَانُونَ الثَاني مِنَ السَنَةِ التَالِيَة، قامَ المَلِكُ هُنْرِي الثَاني بِفِعْلِ تَوْبَةٍ عَلَنِيَّةٍ عَلَى قَبْرِ عَدُوِّهِ، وأَضْحَى الضَرِيحُ مَكَانًا لِلحَجِّ المُقَدَّسِ في إِنْكْلِتِرَّا إِلَى زَمانِ هَدْمِ الدَيْر. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |