Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ زُوتِيكُس وُلِدَ زُوتِيكُسُ في رُوما في أُسْرَةٍ غَنِيَّةٍ مُؤْمِنَة، فَتَثَقَّفَ ونَبَغَ بِالعُلُومِ حَتَّى نَالَ شُهْرَةً بَعِيدَة. تَرَقَّى إِلَى الدَرَجَةِ الكَهَنُوتيَّة، وأَخَذَ يَتَفَانَى غَيْرَةً في خَلاصِ النُفُوسِ وبَذْلِ الإِحْسَانِ إِلَى الفُقَراءِ والبُؤَسَاء. ولَمَّا جاءَ المَلِكُ قُسْطَنْطِينُ الكَبِير (306-337) إِلَى بِيزَنْطْيَا وسَمَّاهَا بِاسْمِهِ قُسْطَنْطِينِيَّة، اسْطَصْحَبَ مَعَهُ زُوتِيكُسَ الكَاهِن، فَأَخَذَ يُوَاصِلُ جِهَادَهُ في عَمَلِ الخَيْرِ فَأَقَامَ المَلاجِئَ والمَيَاتِم. لِذَلِكَ لُقِّبَ بِـ "عَائِلِ اليَتَامَى". وَقَفَ حَيَاتَهُ كُلَّهَا عَلَى خِدْمَتِهِمْ رُوحِيًّا ومادِّيًّا. طَلَبَ مِنَ المَلِكِ قُسْطَنْطِين مالًا يُقَدِّمُ لَهُ عِوَضًا عَنْهُ دُرَّةً لا تُثَمَّنُ بِمَال، وأَجابَ المَلِكُ طَلَبَهُ، فَأَقَامَ بِذَلِكَ المالِ المَلاجِئَ والمَيَاتِمَ لِلمَرْضَى والأَيْتَامِ كَمَا ذَكَرْنَا. وبَعْدَ وَفَاةِ قُسْطَنْطِينَ الكَبِير، قامَ ابْنُهُ قُسْطَنْدْيُوسُ سَنَةَ 337 مَكَانَهُ، وكانَ يَمِيلُ إِلَى الهَرْطَقَةِ الأَرْيوسِيَّة؛ فَراحَ يُطَالِبُ زُوتِيكُسَ بِالمالِ الذي أَخَذَهُ مِنْ أَبِيهِ فَأَراهُ المَلاجِئَ والمَيَاتِمَ التي أَقَامَهَا والمَرْضَى والأَيْتَامَ الَّذِينَ اعْتَنَى بِهِم وأَعَالَهُم، وهَذِهْ هِيَ الدُرَّةُ الثَمِينَةُ التي كانَ وَعَدَ بِهَا أَبَاه. فَلَمْ يُقَدِّرِ المَلِكُ عَمَلَهُ، بَلْ ظَنَّهُ يَسْخَرُ مِنْهُ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ. قَضَى شَهِيدَ الرَحْمَةِ والإِحْسَان، سَنَةَ 337. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |