Name |
Commemoration of Saint Cyprian, Bishop of Carthage |
Arabic name |
تَذكارُ القِدِّيسِ قِبْرِيَانُوسَ أُسْقُفِ قَرْطَاجَة |
Day date |
ايلول 16 |
Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ قِبْرِيَانُوسَ أُسْقُفِ قَرْطَاجَة وُلِدَ قِبْرِيَانُوسُ نَحْوَ سَنَةِ 210 في أُسْرَةٍ وَثَنِيَّةٍ غَنِيَّة، عَلَى الأَرْجَحِ في مَدِينَةِ قَرْطَاجَة، في تُونُسَ الحَالِيَّة، في أَفْرِيقْيَا. تَثَقَّفَ ثَقَافَةً عَالِيَة، فَأَضْحَى فَيْلَسُوفًا كَبِيرًا وخَطِيبًا فَصِيحًا، لَهُ مَكَانَتُهُ لَدَى الوُجَهَاءِ والعُظَمَاء. تَزَوَّجَ ورُزِقَ بَنِينَ. بَسَمَتْ لَهُ الدُنْيَا، فَأَطْلَقَ العِنانَ لأَمْيَالِ الجَسَدِ وشَهَواتِهِ، وصَارَ يُعَلِّلُ النَفْسَ بِأَمْجَادِ الدُنْيَا وأَبَاطِيلِهَا، لَكِنَّ اللهَ أَرادَهُ لِخِدْمَتِهِ. إِهْتَدَى قِبْرِيَانُوسُ إِلَى الإِيمانِ بِالمَسِيحِ عَلَى يَدِ الكَاهِنِ سِيشِيلْيُوس، الذي أَضْحَى لَهُ أَبًا رُوحِيًّا وَمُرَبِّيًا في الإِيمان، فَاعْتَمَدَ هُوَ وعَائِلَتُهُ، حَوالَى سَنَةِ 245. ولِسَاعَتِهِ، سَلَّمَ زَوْجَتَهُ وأَوْلادَهُ لِعِنَايَةِ ذَلِكَ الكاهِن، تَارِكًا لَهُمْ ما يَكْفِيهِم مِنَ الأَرْزاق، وبَاعَ البَاقي وَوَزَّعَ ثَمَنَهُ عَلَى الفُقَراء، وتَكَرَّسَ بِكُلِّيَّتِهِ لِلرَبِّ يَسُوع، وانْكَبَّ عَلَى مُطَالَعَةِ الكِتَابِ المُقَدَّسِ وتَآليفِ الآباءِ القِدِّيسِين، يُمْعِنُ فِيهَا ويُغَذِّي عَقْلَهُ الراجِحَ وقَلْبَهُ الكَبِيرَ مِنْ لُبَابِهَا، وَوَضَعَ كِتَابًا في بُطْلانِ عِبَادَةِ الوَثَنِيَّة. سَامَهُ أُسْقُفُ قَرْطَاجَةَ كاهِنًا، فَأَخَذَ يُعَلِّمُ ويُرْشِدُ بِمَواعِظِهِ وتَآليفِهِ الصَالِحَة. وفي سَنَةِ 248، ماتَ أُسْقُفُ قَرْطَاجَة، فَاخْتَارَهُ الشَعْبُ خَلَفًا لَهُ. فَكانَ أَبًا شَفُوقًا عَلَى الشَعْب، وراعِيًا غَيُورًا عَلَى الرَعِيَّة، ومُحْسِنًا سَخِيًّا عَلَى البَائِسِين، ومُحَامِيًا جَرِيئًا عَنِ الإِيمانِ وعَنْ خِرافِ رَعِيَّتِهِ. ولَمَّا تَجَدَّدَ الاضْطِهَادُ عَلَى المَسِيحِيِّينَ بِأَمْرِ داكْيُوسَ قَيْصَر (249-251)، بَذَلَ قِبْرِيَانُوسُ قُصَارَى الجَهْدِ في سَبِيلِ تَثْبيتِهِم في الإِيمان. ماتَ داكْيُوسُ المَلِك، فَهَدَأَ الاضْطِهَادُ وبَقِيَ قِبْرِيَانُوسُ في كُرْسِيِّهِ وخَلَّصَ كَثِيرِينَ مِنَ الأَسْر، وقَامَ بِزِيَارَةِ المَرْضَى والمُصَابِينَ بِداءِ الطَاعُونِ يُؤَاسِيهِم ويُعَزِّيهِم. ثُمَّ عَادَ الاضْطِهَادُ بِأَمْرِ فَالِيرْيَانُوسَ (253-260) الظَالِمِ فَطَرَدَ القِدِّيسَ مِنَ المَدِينَة سَنَةَ 257، فَاخْتَبَأَ مَعَ إِكْلِيرُوسِهِ في بُسْتَانٍ مُجَاوِر، رافِضًا أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَائِلًا: "أَنْ أَمُوتَ شَهِيدًا بَيْنَكُم ضَمَانَةٌ لِحِفْظِ إِيمَانِكُم". بَقِيَ مُثَابِرًا عَلَى جِهَادِهِ، حَتَّى شَكَاهُ الوَثَنِيُّونَ وقَادُوهُ إِلَى الوالي، فَحَكَمَ عَلَيْهِ بِقَطْعِ الرَأْسِ في مَدِينَتِهِ الأُسْقُفِيَّة، وكانَ اسْتِشْهَادُهُ عَامَ 258. تَرَكَ لِلكَنِيسَةِ تَآلِيفَ عَدِيدَةً قَيِّمَةً في اللاهُوتِ والآداب، ورَسَائِلَ بَدِيعَةً قَدْ أُعْجِبَ بِهَا الآباءُ وخاصَّةً القِدِّيسُ أَغُوسْطِينُوس. لِذَلِكَ، تُلَقِّبُهُ الكَنِيسَةُ بِمُعَلِّمِهَا ومِلْفَانِهَا العَظِيم. ومِنْ كَلامِهِ المَأْثُور: "لا يَكُونُ اللهُ أَبًا لِمَنْ لا تَكُونُ لَهُ الكَنِيسَةُ أُمًّا". رَمْزُ الوَحْدَةِ الكَنَسِيَّة، لَدَى قِبْرِيَانُوس، هُوَ الأُسْقُف، فَيَقُول: "عَلَيْكُم أَنْ تُدْرِكُوا أَنَّ الكَنِيسَةَ في الأُسْقُف، والأُسْقُفَ في الكَنِيسَة". هُوَ مِنْ آباءِ الكَنِيسَةِ اللاتِينِيَّةِ الكِبَار، نَظَرًا لِتَعَاليمِهِ القَيِّمَةِ في الكَنِيسَةِ وَوَحْدَتِهَا، ويُعْتَبَرُ اللاهُوتِيَّ الغَرْبِيَّ الثَاني بَعْدَ العَلَّامَةِ تِرْتُلْيَانُس. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |