| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ مَوْرِيسْيُوسَ ورِفَاقِهِ كانَ القِدِّيسُ مَوْرِيسْيُوسُ قَائِدًا لِفِرْقَةٍ رُومانِيَّةٍ في طِيبَةَ المِصْرِيَّة، وكُلِّفَ بِالمُحَافَظَةِ عَلَى المُقَاطَعَاتِ الرُومانِيَّةِ في فَلِسْطِين، أَيَّامَ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305) ومَكْسِيمْيَانُوس (285-310). اهْتَدَى إِلَى الإِيمانِ بِالمَسِيحِ عَلَى يَدِ أُسْقُفِ أُورَشَلِيم، هُوَ وفِرْقَتُهُ مَعَهُ، واعْتَمَدُوا جَمِيعًا. فَلَمَّا عَرَفَ المَلِكُ بِهِم أَمَرَهُم بِالتَضْحِيَةِ لِلأَصْنَام، والتَخَلِّي عَنْ إِيمَانِهِم. فَقَامَ مَوْرِيسْيُوسُ وكَتَبَ يِقُولُ لِلْمَلِك: "نَحْنُ جُنُودُكَ نَدِينُ لَكَ بِالطَاعَةِ والوَلاءِ العَسْكَرِيّ، ولَكِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْفُضَ خَالِقَنَا وسَيِّدَنَا بَلْ وخَالِقَكَ أَنْتَ أَيْضًا، ولَوْ كُنْتَ تَرْفُضُهُ. نَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِطَاعَتِكَ في كُلِّ ما لا يَتَعَارَضُ مَعَ أَوامِرِهِ. نَحْنُ نَحْمِلُ السِلاحَ بَيْنَ أَيْدِينَا، ولَكِنْ لَيْسَ في نِيَّتِنَا المُقَاوَمَةُ لأَنَّنا نُفَضِّلُ أَنْ نَمُوتَ أَبْرِيَاءَ مِــنْ أَنْ نَحْيَا بِالخَــطِيئَة. نَحْنُ نَقْبَلُ المَوْتَ بِكُلِّ سُرُورٍ حُبًّا لِلْمَسِيحِ الذِي ماتَ لأَجْلِنَا وخَلَّصَنَا. نَحْنُ نَخْدُمُكَ، أَيُّهَا المَلِكُ مَكْسِيمْيَانُوس، ولَكِنَّنَا نَعْبُدُ اللهَ ونُؤْمِنُ بِالمَسِيحِ وإِنْجِيلِهِ المُقَدَّس. ونَقْبَلُ المَوْتَ بِكُلِّ شَوْق". عِنْدَمَا رَأَى مَكْسِيمْيَانُوسُ فَيَالِقَةَ جَيْشِهِ ثَابِتَةً عَلَى إِيمَانِهَا المَسِيحِيّ، أَرْسَلَ فِرَقًا لِتَصْفِيَتِهِم جَمِيعًا: لَمْ يَكُنْ عَلَى السَفَّاحِينَ سِوَى أَنْ يَدْخُلُوا ما بَيْنَ الصُفُوفِ ويَضْرِبُوا رِفَاقَهُم، الَّذِينَ سَلَّمُوا سِلاحَهُم، وقَدَّمُوا أَنْفُسَهُم بِدُونِ مُقَاوَمَة. وهَكَذَا جَرَتْ سَواقٍ مِنَ الدِمَاء، مِنْ فِرْقَةِ الطِيبَة، وعَدَدُهَا أَكْثَرُ مِنْ 6600 جُنْدِيّ. وكانَ ذَلِكَ سَنَةَ 287. يَفْتَخِرُ العَدِيدُ مِنَ الكَنَائِسِ بِامْتِلاكِهَا بَعْضَ الذَخَائِرِ مِنْ هَؤُلاءِ الشُهَداءِ مِنْ فِرْقَةِ الطِيبَة، وفي فْرَنْسَا هُنَاكَ 62 مُؤَسَّسَةً تَحْمِلُ اسْمَ مَوْرِيسْيُوس. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |
