| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ أَدْرِيَانُوس كانَ أَدْرِيَانُوسُ قَائِدَ فِرْقَةٍ مِنَ العَسَاكِرِ الرُومانِيَّةِ في نِيقُومِيدْيَة، وَثَنِيًّا مُتَقَدِّمًا عِنْدَ المَلِكِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305)، لا يَتَجَاوَزُ الثَمَانِيَةَ والعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، فَاقْتَرَنَ بِابْنَةٍ تُسَمَّى نَتَالْيَا، مَسِيحِيَّةٍ تَخَافُ الله. وبِـمَـا أَنَّــهُ كــانَ يُــشَـاهِـدُ المَسِيحِيِّينَ يَــحْــتَــمِـلُـونَ بِـصَـبْــرٍ عَــجِــيــبٍ أَنْـــواعَ الـعَـذابـاتِ ويُــقْــدِمُــونَ عَـــلَى المَوْتِ والاسْتِشْهَادِ بِكُلِّ جُرْأَةٍ وشَجَاعَة، رَجَاءَ أَنْ يَنَالُوا المَجْدَ الأَبَدِيّ، تَأَثَّرَ جِدًّا ومَسَّتِ النِعْمَةُ قَلْبَهُ فَآمَنَ بِالمَسِيح، وراحَ يَحْمِي السُجَنَاءَ المَسِيحِيِّين، فَسُجِنَ مَعَهُم. عَرَفَتْ نَتَالْيَا امْرَأَتُهُ بِذَلِكَ فَطَارَتْ فَرَحًا، وصَارَتْ تَهْتَمُّ بِهِ وبِرِفَاقِهِ جَمِيعًا. ولَمَّا حَانَ وَقْتُ اسْتِشْهَادِهِ هَرَعَتْ إِلَيهِ، وسَارَتْ مَعَهُ إِلَى المَلِك، فَسَأَلَهُ: "هَلْ أَنْتَ مُقِيمٌ عَلَى جُنُونِكَ؟". أَجَابَهُ: "إِنَّني مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَجْلِ هَذا الجُنُون". فَاغْتَاظَ المَلِكُ وأَمَرَ بِجَلْدِهِ حَتَّى سَالَتْ دِمَاؤُهُ، ثُمَّ قَطَعُوا أَطْرَافَهُ، وزَوْجَتُهُ نَتَالْيَا تُشَجِّعُهُ عَلَى الاحْتِمَالِ والثَبَاتِ لِيَنَالَ الإِكْلِيل. أَمَرَ المَلِكُ بِقَطْعِ رَأْسِهِ مَعَ سَائِرِ الشُهَداءِ رِفَاقِهِ. أَمَّا نَتَالْيَا وسَائِرُ النِسَاءِ اللائِي كُنَّ يَزُرْنَ مَعَهَا الشُهَداءَ في السُجُون، فَأَمَرَ بِقَطْعِ أَرْجُلِهِنَّ وأَيْدِيهِنَّ، وبذَلِكَ نِلْنَ إِكْلِيلَ الشَهَادَةِ مَعَ الشُهَداءِ الَّذِينَ سَبَقُوهُنَّ إِلَى المَجْدِ السَمَاوِيّ. وكانَ ذَلِكَ سَنَةَ 304. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |
