Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ أَمْفِيلُوخْيُوس وُلِدَ في الكَبَّادُوك، في بَلْدَةٍ اسْمُهَا قَيْصَرِيَّةَ الثَانية، عامَ 340، في أُسْرَةٍ شَرِيفَةٍ أَرِسْتُقْراطِيَّة، وكانَ صَديقًا حَميمًا لِلقِدِّيسِينَ بَاسِيلْيُوس، وغْرِيغُورْيُوسَ النِيصِيّ، وغْرِيغُورْيُوسَ النَزْيَنْزِيِّ اللاهُوتيّ، وَهُوَ ابْنُ عَمَّتِهِ ومُشِيرِهِ ورَفِيقِ جِهَادِهِ؛ ضَاهَاهُم بِغَزارَةِ عِلْمِهِ وغَيْرَتِهِ عَلَى الإِيمانِ الكَاثُوليكِيّ. وقَدْ تَلَقَّى مِنَ العِلْمِ نَصِيبًا وافِرًا، فَدَرَسَ عَلَى المُعَلِّمِ الوَثَنيِّ المَعْرُوفِ لِيبَانْيُوسَ الأَنطاكِيّ، وامْتَهَنَ المُحَاماةَ في القُسْطَنْطِينِيَّةِ ابْتِداءً مِنَ العامِ 364، وصارَ قَاضِيًا، فَقَامَ بِوَظِيفَتِهِ بِكُلِّ نَزاهَةٍ مُراعِيًا العَدْلَ والاسْتِقَامَة. وفي العامِ 374، شَغَرَ كُرْسِيُّ إِيقُونْيَةَ في آسْيَا الصُغْرَى، وَهِيَ عَاصِمَةِ مُقَاطَعَةِ لِيكُونْيَا الجَدِيدَة، فَأَرادَهُ القِدِّيسُ بَاسِيلْيُوسُ عَلَيهَا أُسْقُفًا. إِعْتَرَضَ، وحَاوَلَ الهَرَب، ثُمَّ رَضَخَ. إِنْكَبَّ عَلَى العَمَلِ بِغَيْرَةٍ ونَشَاط. ورَوَى تِيُودُورِيتُس، أُسْقُفُ قَارَة (393-466)، في تَارِيخِهِ، أَنَّ القِدِّيسَ طَلَبَ يَوْمًا مِنَ المَلِكِ تِيُودُوسْيُوسَ الكَبِير (397-395) أَنْ يَمْنَعَ الأَرْيُوسِيِّينَ مِنْ بَثِّ مَفَاسِدِهِم في المُدُنِ والقُرَى، رَغْمَ قَراراتِ المَجْمَعِ بِشَأْنِهِم، فَأَغْضَى المَلِكُ عَنِ الإِجَابَة. لِذَا دَخَلَ القِدِّيسُ إِلَيهِ مَرَّةً ثَانِيَة، وكانَ بِجَانِبِهِ ابْنُهُ أَرْكَادْيُوس، بَعْدَمَا جَرَى إِعلانُهُ إِمْبِراطُورًا بِالمَعِيَّة. فَدَنَا الأُسْقُفُ مِنَ الإِمْبِرَاطُورِ تِيُودُوسْيُوسَ وحَيَّاهُ التَحِيَّةَ المَأْلُوفَة، وتَجَاهَلَ ابنَهُ أَرْكَادْيُوسَ ولَمْ يُسَلِّمْ عَلَيهِ كَأَنَّهُ غَيْرُ مَوْجُود. إِسْتَاءَ مِنْهُ المَلِك، فَقَالَ لَهُ: "يا جَلالَةَ الإِمْبِرَاطُور، أَنْتَ مَلِكُ الأَرْض، لِمَ لا تَحْتَمِلُ أَنْ يَحْتَقِرَ أَحَدٌ ابْنَكَ، فَغَضِبْتَ واعْتَبَرْتَ الإِسَاءَةَ إِلَيك، فَكَمْ بِالأَحْرَى يَرْذُلُ الله، وَهُوَ المَلِكُ والأَب، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُجَدِّفُونَ عَلَى ابْنِهِ ويَقُولُونَ إِنَّهُ دُونَهُ مَنْزِلَة؟". فَانْتَبَهَ المَلِكُ لِلأَمْر، وأَمَرَ بِمَنْعِ الأَرْيُوسِيِّينَ مِنَ الاجْتِمَاعاتِ وشَتَّتَ شَمْلَهُم. في السَنَةِ 381 حَضَرَ القِدِّيسُ أَمْفِيلُوخْيُوسُ المَجْمَعَ المَسْكُونِيَّ الثاني المُنْعَقِدَ في القُسْطَنْطِينِيَّة، وَوَضَعَ مَقَالًا نَفِيسًا في طَبِيعَةِ الرُوحِ القُدُسِ ومَفَاعِيلِهِ، شَاجِبًا بِدْعَةَ مَقْدُونْيُوسَ وأَتْبَاعَهُ المَقْدُونِيِّين، التي فِيهَا إِنْكارُ أُلُوهِيَّةِ الرُوحِ القُدُس. وأَلَّفَ كُتُبًا عَدِيدَةً مُفِيدَةً تُؤَيِّدُ الإِيمانَ الكَاثُوليكِيَّ القَوِيم. ورَقَدَ بِسَلامِ الرَبِّ سَنَةَ 394. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |