Biography |
تَذكارُ القِدِّيسَةِ أَبُولُونِيَا وُلِدَتْ أَبُولُونْيَا في مَدِينَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ من أُسْرَةٍ مَسيحيَّةٍ شَريفة. إِنَّ المُؤَرِّخَ الكَنَسِيَّ أُوسَابيوسَ الـقَـيْـصَـرِيَّ فـي كِـتـابِـهِ "الـتـاريـخُ الـكَـنَـسِـيّ"، هُـوَ الـذي كَـتَـبَ قِـصَّـةَ اسْـتِـشْـهـادِهَـا بِـالاسْـتِـنـادِ إِلَى رِسـالَـةٍ كَتَبَهَا دْيُونِيسْيُوسُ أُسْقُفُ الإِسْكَنْدَرِيَّة (+ 264)، وبَعَثَ بِهَا إِلَى فابْيُوسَ أُسْقُفِ أَنْطَاكْيَة، وضَمَّنَهَا ذِكْرَ الآلامِ التـي تَـكَـبَّـدَهَـا الـشُـهَـداءُ فـي الإِسْـكَــنْـدَرِيَّــةِ فـي عَـهْـدِ داكْـيُتــوسَ قَــيْـصَـر (249-251) : "لَـمْ يَـــبْــدَأْ اضطِهادُنا بِصُدُورِ الأَمْرِ المَلَكِيّ، بَلَ سَبَقَهُ بِسَنَةٍ كَامِلَة. إِنَّ مُخْتَرِعَ ومَصْدَرَ الشُرُورِ في هَذِهِ المَدِينَةِ أَيًّا يَكُنْ قَدْ سَبَقَ وحَرَّضَ وهَيَّجَ ضِدَّنا جَمَاعاتِ الأُمَمِيِّين، ونَفَثَ فِيهِمْ مِنْ جَدِيدٍ سُمُومَ خُرافاتِ بِلادِهِم". ولَمَّا ثَارَ الاضْطِهادُ عَلَى المَسِيحِيِّينَ في الإِسْكَنْدَرِيَّة، أَيَّامَ الإِمْبِرَاطُورِ فِيلِبُّس، تَمَّ اسْتِشْهَادُ العَدِيدِ مِنَ المَسِيحِيِّين، وكانَتْ أَبُولُونْيَا مِنَ الأَوائِلِ فِيمَا بَيْنَهُم. قَبَضَ عَلَيهَا لُوسْيَانُوسُ الوالي، وبَعْدَ أَنْ أَذاقَهَا مُرَّ العَذاب، أَضْرَمَ نارًا وتَهَدَّدَهَا بِالحَرِيق، إِنْ لَمْ تَجْحَدْ إِيمانَهَا وتُضَحِّ لِلأَوْثان. إِذَّاكَ تَمَادَى الجَلاَّدُونَ في جَلْدِهَا، فَسَقَطَتْ أَسْنَانُهَا لِكَثْرَةِ ما ضَرَبُوهَا عَلَى فَكَّيهَا. ثُمَّ أَضْرَمُوا نارًا وهَدَّدُوهَا بِأَنْ يُحْرِقُوهَا حَيَّةً إِنْ لَمْ تَعْتَرِفْ بِالأَصْنامِ وتُضَحِّ لَهَا، أَمَّا هِيَ فَظَلَّتْ راسِخَةْ في إيمانِهَا، راغِبَةً أَنْ تَمُوتَ لأَجْلِ المَسِيح؛ واندَفَعَتْ بِشَجَاعَةِ الأَبْطالِ فَأَلْقَتْ ذاتَهَا في النار، ونَالَتْ إِكْلِيلَ الشَهَادَةِ سَنَةَ 249. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين. |