Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ دَلْمَاطُوس وُلِدَ القِدِّيسُ دَلْمَاطُوسُ في القُسْطَنْطينِيَّةِ سَنَةَ 350، وأَصْبَحَ جُنْدِيًّا وقَائِدًا بَارِزًا، ومَسِيحِيًّا مُثَابِرًا، وقَدْ رَبَّى عَائِلَتَهُ تَرْبِيَةً مِسِيحِيَّة. وحَدَثَ أَنْ زَارَ القِدِّيسُ إِسْحَقُ القُسْطَنْطينِيَّة، فَتَأَثَّرَ دَلْمَاطُوسُ كَثِيرًا بِقَدَاسَتِهِ، فَاتَّفَقَ مَعَ زَوْجَتِهِ، ودَخَلَ الرَهْبَانِيَّةَ مَعَ ابْنِهِ فَوْسْتُسَ وتَتَلْمَذَا لِلْقِدِّيسِ إِسْحَق، وأَخَذَ يَتَقَشَّفُ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ صَامَ الصَوْمَ الكَبِيرَ دُونَ أَنْ يَأْكُلَ شَيْئًا. وبَعْدَ مَوْتِ القِدِّيسِ إِسْحَق، أُقِيمَ رَئِيسًا مَكَانَهُ. وبَقِيَ ثَمَانِي وأَرْبَعِينَ سَنَةً مُنْحَصِرًا في دَيْرِهِ لا يَخْرُجُ مِنْهُ، ولَمَّا دَعَاهُ المَلِكُ تِيُودُوسْيُوسُ الثَاني الشَابّ (408-450) لِحُضُورِ حَفْلَة، وكانَ المَلِكُ يَعْتَبِرُهُ جِدًّا ويُقَدِّرُ فَضِيلَتَهُ ويَزُورُهُ في الدَيْر، اعْتَذَرَ القِدِّيسُ قَائِلًا: "إِنِّي أُصَلِّي مَعَ المُحْتَفِلِينَ وأَنَا في صَوْمَعَتِي". حَارَبَ أَفْكَارَ نِسْطُورْيُوسَ الذِي كانَ يُنْكِرُ عَلَى مَرْيَمَ العَذْراءِ أُمُومَتَهَا لِيَسُوعَ الإِلَه، ولأَوَّلِ مَرَّةٍ خَرَجَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ وجَاءَ بِاحْتِفَالٍ مَهِيبٍ مَعَ رُهْبَانِهِ والشَعْبِ كُلِّهِ إِلَى قَصْرِ المَلِك، وأَفْهَمَهُم تَعْلِيمَ آباءِ المَجْمَع، فَأَثْبَتَهَا المَلِكُ وطَرَدَ نِسْطُورْيُوسَ مِنَ القُسْطَنْطينِيَّة. وعَلِمَ آباءُ المَجْمَعِ بِغَيْرَتِهِ فَشَكَرُوهُ ولَقَّبُوهُ بِـ "المُحَامِي عَنِ المَجْمَعِ الأَفَسُسِيّ" (431). وتُوُفِّيَ بِعُمْرِ التِسْعِين، سَنَةَ 440. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |