Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ إِبِيمَاخُس عاشَ القِدِّيسُ إبِيمَاخُسُ في مَدِينَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، وعُرِفَ بِتَمَسُّكِهِ بِالإِيمانِ المَسِيحِيّ. ولَمَّا كانَ مَأْخُوذًا بِطَرِيقَةِ العَيْشِ التي كانَتْ لِكُلٍّ مِنْ إِيلِيَّا النَبِيِّ ويُوحَنَّا المَعْمَدان، خَرَجَ إِلَى جَبَلِ البِلُوزَة وعاشَ عَلَى مِثَالِهِمَا. ثُمَّ إِنَّ مَوْجَةً جَدِيدَةً مِنَ الاضْطِهَاداتِ انْدَلَعَتْ في أَيَّامِ الإِمْبِرَاطُورِ داكْيُوس (249-251) وحَاكِمِ مِصْر، أَبِلْيَانُوس، فَأَخَذَ كَثِيرونَ مِنَ المَسِيحِيِّينَ يَلْجَأُونَ إِلَى الجِبَالِ والقِفَار. فَلَمَّا عَلِمَ إِبِيمَاخُسُ بِمَا كانَ يَجْرِي احْتَدَّتْ رُوحُ الرَبِّ فِيهِ، فَنَزَلَ إِلَى مَدِينَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ ودَخَلَ هَيْكَلَ الأَوْثَانِ في الوَقْتِ الذِي كانَ الحَاكِمُ يُقَدِّمُ ذَبِيحَتَهُ. ودَنَا إِبِيمَاخُسُ مِنَ المَذْبَحِ وأَخَذَ يُوَبِّخُ الحَاكِم، كَمَنْ لَهُ سُلْطان، عَلَى اضْطِهَادِهِ لِلْمَسِيحِيِّين. ولِلْحَالِ سِيقَ إِبِيمَاخُسُ إِلَى مَوْضِعِ التَعْذِيب، فَاعْتَرَفَ بِالمَسِيحِ ولَمْ يُبَالِ. وإِذْ أَخَذُوا يَجْلِدُونَهُ ويُدْمُونَهُ، إِسْتَمَرَّ في مَواقِفِهِ، ولَمْ يَنَلْ مِنْهُ الوالي مَأْرَبًا، فَقَيَّدُوهُ بِالسَلاسِلِ وطَرَحُوهُ في سِجْنٍ مُظْلِمٍ مُدَّةً طَوِيلَة، فَكَانَ مُعْتَصِمًا بِالصَبْر، عَلَى أَوْجَاعِ جِراحِهِ، عَاكِفًا عَلَى الصَلاةِ لِيَهَبَهُ اللهُ نِعْمَةَ الاسْتِشْهَاد. ثُمَّ أَخْرَجُوهُ مِنَ السِجْن، وبَعْدَ أَنْ أَنْزَلُوا بِهِ أَنْوَاعَ العَذابات، وَهُوَ صَابِر، أَلْقَوْهُ في حَوْضٍ مَمْلُوءٍ كِلْسًا حَيًّا، فَنَالَ إِكْلِيلَ الشَهَادَة، وكانَ ذَلِكَ في مَدِينَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّة، سَنَةَ ٢٥٠. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |