| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ فْرَانْسْوَا دِي سَال وُلِدَ فْرَانْسْوَا دِي سَالْ في قَصْرِ عائِلَةِ سَالْ، في فْرَنْسَا، في 21 آب سَنَةَ 1567، وَهُوَ البِكْرُ في عائِلَةٍ أَرِسْتُقْراطِيَّة، وأَمينةٍ لِلإِيمانِ الكاثوليكيّ. بِعُمْرِ الثانيةَ عَشْرَة، أَرْسَلَهُ والِدُهُ فْرَانْسْوَا دِي سَال، وَهُوَ سَيِّدٌ في سَال، وبْواسِّي، ونُوفِل، ووالِدَتُهُ فْرَانْسْوَاز دِي سْيُونَّاز، إِلَى باريسَ لِيُتابِعَ دُرُوسَهُ لَدَى الرُهْبانِ اليَسُوعيِّين. دَرَسَ في مَعْهَدِ كْلِرْمُونَ (اليَومَ يُعرَفُ بِاسمِ لْوِيس الكبير). ولَكِنْ بِعُمْرِ العِشْرِينَ هَزَّتْهُ أَزْمَةٌ عَنيفَة: كانَ مَأْخُوذًا بِمَشَاكِلِ المَصِير، لأَنَّ اللهَ العادِلَ لا يُمْكِنُهُ سِوَى أَنْ يُعَاقِب. وَقَعَ في التَجارِبِ الكُبْرَى وفي قَلَقِ الرُوحِ حَتَّى التَطَرُّف، كَمَا رَوَتِ القِدِّيسَةُ جان دِي شَانْتَال. كانَ مُحْتارًا مِنْ أَمْرِهِ، ولا يُوجَدُ لَهُ مِنْ خَلاص، بِحَسَبِ ظَنِّه. فالتَسْليمُ المُطْلَقُ لِلَّهِ وَحْدَهُ يُنْقِذُهُ مِنْ هَذا المَأْزَق، ولِهَذا رَفَعَ دُعاءَهُ إِلَى اللهِ قائٍلًا: "مَهْمَا أَوْقَفْتَ لأجْلِي بِخُصُوصِ المَرْسُومِ الأَزَلِيِّ حَوْلَ القَدَرِيَّة، أَنْتَ الذي أَحْكَامُهُ تُشْبِهُ الهُوَّةَ العَميقَة، سَأُحِبُّكَ، يا رَبُّ، أَقَلَّهُ في هَذِهِ الحياة، إنْ لَمْ يُعْطَ لي أَنْ أُحِبَّكَ في الحياةِ الأَبِدِيَّة، وأَتَرَجَّى رَحْمَتَكَ عَلَى الدَوام، وأُرَدِّدُ كُلَّ مَديحِكَ". مُذَّاكَ فَصَاعِدًا، أَحَسَّ فْرَانْسْوَا أَنَّهُ حُرٌّ لِيُحِبَّ اللهَ ويَخدُمَ دَعْوَةَ كُلِّ إِنْسانٍ لِلقَداسَة. بَعْدَ دِراسَةِ القانونِ في بَادُوفَا، شَمَالِيِّ إِيطَاليا، سِيمَ كَاهِنًا سَنَةَ 1593. كانَتْ مَهَمَّتُهُ الأُولَى عَمَلَ الرِسَالَةِ في مَكانٍ بْرُوتِسْتَانْتِيّ، في مِنْطَقَةِ شَابْلِه. سِيَاسَتُهُ التَرْبَوِيَّة، ولَطافَتُهُ وثَقافَتُهُ صَنَعَتِ الرَوائِع. وإِقَامَتُهُ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ في باريسَ جَعَلَتْهُ في اتِّصالٍ بِالتَجدِيدِ الكاثُوليكِيِّ الذي أَزْهَرَ هُنَاكَ. سِيمَ أُسْقُفًا عَلَى جُنِيف، في تُورِنْس، في 8 كانونَ الأَوَّلَ سَنَةَ 1602، ولَكِنَّهُ كانَ مُقِيمًا في أَنِّيسِي. كانَتْ حَياتُهُ تَتَوَزَّعُ لاحِقًا، حَتَّى تاريخِ وَفاتِه، بَيْنَ العَمَلِ الرَعَائِيِّ الأَبْرَشِيّ، والتَوجِيهِ الرُوحِيّ، ثُمَّ أَسَّسَ رَهبَانِيَّةَ الزِيارَةِ مَعَ جانْ دِي شَانْتَال في 6 حُزَيرانَ سَنَةَ 1610. نَشَرَ كِتابَينِ أَخَذَا شُهْرَةً كَبِيرَة: مَدْخَلٌ إِلَى حَياةٍ تَقِيَّة (1609)، ومَقَالٌ في مَحَبَّةِ الله (1616). التَقْوَى، التي تَكَلَّمَ فِيهَا لَيْسَتْ سِوَى حُبٍّ حَقِيقِيٍّ لله. هَذَا الحُبُّ يَجِبُ أَنْ يَقُودَ إِلَى التَسْلِيمِ المُقَدَّس، وإِلَى قَــبُولِ إِرادَةِ اللهِ الـمُطْلَقَة، لِيُقَادَ إِلَى الوَحْدَةِ الكَامِلَةِ مَعَ الله. تَرَكَ القِدِّيسُ أَثَرًا لافِتًا في الكَنِيسَةِ الكَاثُولِيكِيَّة، ولِذَا كَانَ لَهُ اتِّصَالٌ كَبِيرٌ بِأَرْبابِ السُلُطَاتِ المَدَنِيَّة، ومِنْهُمْ الدُوك شارل-عِمَّانُوئِيل الأَوَّل، وفِيكْتُور-أَمِدِي الأَوَّل في سَافْوَا، والمَلِكَينِ هَنْرِي الرابع (1553-1610)، ولْوِيس الثالِث عَشَر (1601-1643) في فْرَنْسَا. وبَعْدَ جِهَادٍ طَوِيلٍ في كَرْمِ الرَبّ، رَقَدَ في لِيُونَ-فْرَنْسَا في 28 كانونَ الأَوَّلِ سَنَةَ 1622، ولَهُ مِنَ العُمْرِ 55 سَنَةً. أَعلَنَهُ البَابَا أَلِكْسَنْدْرُوسُ السابع (1655-1667) طُوباوِيًّا في 8 كَانُونَ الثَاني سَنَةَ 1662، في رُوما، ثُمَّ قِدِّيسًا في 8 نَيْسَان، سنة 1665. أسَّسَ يُوحَنَّا بُوسْكُو رَهْبَانِيَّةً سَنَةَ 1854، اتّخَذَتِ القِدِّيسَ فْرَانْسْوَا دِي سَالْ شَفِيعًا لَهَا، وَهِيَ تُعْرَفُ بِالرَهْبانِيَّةِ السَالِيزْيَانِيَّة. وفي سَنَةِ 1877، رُفِعَ إِلَى شَرَفِ مُعَلِّمٍ لِلكَنيسةِ عَلَى يَدِ البَابَا بِيُّوسَ التاسِع (1846-1878). وفي سَنَةِ 1923، وَجَّهَ قَداسَةُ البَابَا بِيُّوسُ الحادي عَشَر (1922-1939) رِسَالَةً إِلَى الأَسَاقِفَةِ لإقَامَةِ تَذكارِ المِئَوِيَّةِ الثالِثَةِ عَلَى وَفَاتِه، بِعُنْوان: "Rerum Omnium"، وجَعَلَهُ شَفِيعًا لِلصَحَافِيِّين والكُتَّابِ والإِعلامِيِّين، إِذْ تَمَيَّزَ بِأَنَّهُ كانَ رَجُلَ الكِتابَةِ والكَلِمَة، لأنَّهُ سَاهَمَ بِعَمَلِهِ في الوُصُولِ إِلَى المَطْبَعَةِ وتَعْزِيزِ دُوْرِ النَشْر. وكَذَلِكَ البَابَا بُولُسُ السادِسُ (1963-1978) لَدَى اختِتامِ أَعْمَالِ المَجْمَعِ الفاتيكانيِّ الثاني (1963-1965) وَجَّهَ رِسَالَةً بِعُنْوان: "Sabaudiæ Gemma"، وَهِـيَ الــسَــنَـةُ 400 عَلَى وَفاةِ القِدِّيس. يُحفَظُ رُفاتُهُ حَتَّى اليَومِ في بازِيليكِ الزِيارَةِفي أَنِّيسِي، وَهُوَ مَصْدَرُ نِعَمٍ وشِفاءات، وَهُوَ بِالقُرْبِ مِنْ رُفاتِ القِدِّيسَةِ جانّ دِي شَانْتَال. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
