| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ غْرِيغُورْيُوسَ القَيْصَرِيّ وُلِدَ القِدِّيسُ غْرِيغُورْيُوس، وكانَ اسْمُهُ في الأَسَاسِ تِيُودُورُس، حَوالَى العامِ 213، في مَدِينَةِ قَيْصَرِيَّةَ الجَدِيدَة، مِنْ أَعْمالِ البُنْطُس. أَرْسَلَهُ أَبُوهُ الوَثَنيُّ لِيَدْرُسَ الفِقْهَ والآدابَ والخَطَابَةَ في مَدْرَسَةِ بَيْرُوتَ التَشْرِيعِيَّةِ الشَهِيرَة. وبَعْدَ أَنْ أَنْهَى دُرُوسَهُ، جاءَ إِلَى قَيْصَرِيَّةِ فَلِسْطِين، حَيْثُ تَتَلْمَذَ لِلْفَيْلَسُوفِ الشَهِيرِ أُورِيجَانُسَ مُدَّةَ خَمْسِ سَنَوات. وبَعْدَ أَنْ دَرَسَ عَلَيهِ الفَلْسَفَةَ الإِنْجِيلِيَّة، وشَاهَدَ ما فِيهِ مِنْ تَقْوَى راهِنَة، نَبَذَ الوَثَنِيَّةَ وآمَنَ وزَهِدَ في العَالَم، ودَخَلَ في عِدادِ المَوْعُوظِين، وفي السَنَةِ 238 عادَ إِلَى "قَيْصَرِيَّةَ الجَدِيدَة" ونالَ سِرَّ العِمَادِ ودُعِيَ غْرِيغُورْيُوسَ في المَعْمُودِيَّة. إِسْتَمَرَّ مُوَاصِلًا حَيَاتَهُ، مُنْكَبًّا عَلَى مُطَالَعَةِ الكِتَابِ المُقَدَّس، إِلَى أَنِ انْتَدَبَهُ فِيدِيمُوس، أُسْقُفُ أَمَاسْيَا، لِيَكُونَ أُسْقُفًا عَلَى مَدِينَةِ قَيْصَرِيَّة، بَلْدَتِهِ. فَهَرَبَ مُتَوَغِّلًا في البَرِّيَّة، خَوْفًا مِنْ حَمْلِ المَسْؤُولِيَّةِ التي لَمْ يَعْتَقِدْ أَنَّهُ أَهْلٌ لَهَا، لِتَوَاضُعِهِ العَمِيق. وبَيْنَمَا كانَ يُصَلِّي، سَمِعَ صَوْتًا يَقُولُ لَهُ: "إِعْمَلْ بِإِرادَةِ رَئِيسِكَ وأُسْقُفِكَ فِيدِيمُوس، فَإِنَّهَا إِرادَةُ الله". قامَ حَالًا وأَتَى أَمَاسْيَا. فَكَرَّسَهُ فِيدِيمُوسُ أُسْقُفًا عَلَى مَدِينَةِ قَيْصَرِيَّة. اشْتَهَرَ غْرِيغُورْيُوسُ بِعَجَائِبِهِ البَاهِرَة، حَتَّى لُقِّبَ بــِ "العَجَائِبيّ"، بِشَهَادَةِ القِدِّيسَينِ بَاسِيلْيُوسَ الكَبِيرِ وغْرِيغُورْيُوسَ النِيصِيّ. إِمْتَازَ بِتَوَاضُعِهِ ومَحَبَّتِهِ لِلْقَرِيبِ وعَطْفِهِ عَلَى الفُقَراء. أَقَامَ عِيدًا خَاصًّا سَنَوِيًّا لِلشُهَداءِ الَّذِينَ بَذَلُوا دِمَاءَهُمْ لأَجْلِ إِيمانِهِم. تُوُفِّيَ سَنَةَ 270. وأَوْصَى أَنْ لا يُدْفَنَ جَسَدُهُ في قَبْرٍ خاصّ، بَلْ في قُبُورِ الغُرَبَاء، لأَنَّهُ في حَيَاتِهِ لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ شَيْئًا، ولا يُرِيدُ، بَعْدَ وَفَاتِهِ، أَنْ يُخَصَّصَ جَسَدُهُ بِشِبْرٍ مِنَ الأَرْض. دَوَّنَ سِيرَةَ حَيَاتِهِ القِدِّيسُ غْرِيغُورْيُوسُ النِيصِيّ، ويَشْهَدُ عَلَى أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ حَظِيَ في التَاريخِ القَدِيمِ بِمُعَايَنَةِ والِدَةِ الإِلَه. في إِحْدَى اللَيَالي ظَهَرَتْ لَهُ والِدَةُ الإِلَه، بِرُفْقَةِ القِدِّيسِ يُوحَنَّا اللاهُوتيّ، وكَشَفَتْ لَهُ سِرَّ وَحْدَةِ الجَوْهَرِ الإِلَهِيّ، والتَمَايُزَ بَيْنَ الأَقَانِيمِ الثَلاثَة، الآبِ والابْنِ والرُوحِ القُدُس. وقَدْ شَكَّلَ هَذا الكَشْفُ ما عُرِفَ رَدْحًا مِنَ الزَمَنِ بِدُسْتُورِ القِدِّيسِ غْرِيغُورْيُوسَ العَجَائِبيّ، وقَدِ اعْتَادَتْ تِلاوَتَهُ كَنائِسُ قَيْصَرِيَّةَ الجَدِيدَةِ والجِوار. وهَذا الدُسْتُورُ عَيْنُهُ اسْتَعَانَ بِهِ الآباءُ في المَجْمَعِ المَسْكُونِيِّ الثاني، أَي مَجْمَعِ القُسْطَنْطِينِيَّة (381). صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
