| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ يَنُوَارْيُوس يُرَجِّحُ العُلَمَاءُ أَنَّهُ وُلِدَ في نَابُّولي حَوالَى سَنَةِ 270؛ ونَظَرًا لِمَا كانَ مُتَّصِفًا بِهِ مِنَ العُلُومِ والفَضَائِل، أُقِيمَ أُسْقُفًا عَلَى مَدِينَةِ بِنِفِنْتُو مِنْ أَعْمَالِ إِيطَالْيَا، ولَمْ يَقْبَلْ هَذِهِ الأُسْقُفِيَّةَ إِلَّا بِأَمْرِ الحَبْرِ الأَعْظَم، فَظَهَرَ راعِيًا فَاضِلًا ورَسُولًا غَيُورًا. سَاسَ رَعِيَّتَهُ بِكُلِّ نَشَاط. كانَ يَطُوفُ القُرَى والــمُدُنَ مُرْشِدًا، وعَامِلًا عَلَى خَلاصِ النُفُوس، عَطُوفًا عَلَى الفُقَراءِ والبَائِسِين، ومُشَدِّدًا عَزَائِمَ المَسِيحِيِّينَ المَسُوقِينَ إِلَى العَذابِ أَيَّامَ الاضْطِهَاد. تَحَقَّقَ الوالي المُضْطَهِدُ مِنْ غَيْرَتِهِ وثَبَاتِهِ في الإٍيمانِ فَطَرَحَهُ في أَتُّونٍ مُتَّقِد، ثَلاثَةَ أَيَّام، والقِدِّيسُ مُثَابِرٌ عَلَى الصَلاة، فَصَانَهُ اللهُ مِنَ الحَرِيق. غَضِبَ الوالي وأَمَرَ فَأَلْقَى القَبْضَ عَلَى شَمَّاسِهِ الخَاصِّ فَسْتُسَ وعَلَى قَارِئِ كَنِيسَتِهِ فَقَيَّدَهُمْ جَمِيعَهُم بِالسَلاسِل، وجَرَّهُمْ أَمَامَ عَرَبَتِهِ إِلَى مَدِينَتِهِ، حَيْثُ طَرَحَهُم لِلوُحُوش، فَآنَسَتْهُمْ ورَبَضَتْ عَلَى قَدَمَي يَنُوَارْيُوس، فَنَسَبَ الوالي تِلْكَ الأُعْجُوبَةَ إِلَى فِعْلِ السِحْر. حِينَئِذٍ أَمَرَ بِقَطْعِ رُؤُوسِهِم. ضُرِبَ الوالي بِالعَمَى فَأَخَذَ يَتَرَجَّى القِدِّيسَ لِيَشْفِيَهُ فَرَقَّ لَهُ وشَفَاهُ. فَانْذَهَلَ الحَاضِرُونَ وآمَنَ مِنْهُمْ كَثِيرُون، أَمَّا الوالي فَكانَ نِاكِرًا الجَمِيل. خَوْفًا عَلَى وَظِيفَتِهِ، لَمْ يُطْلِقِ القِدِّيس، بَلْ أَمَرَ بِقَطْعِ رَأْسِهِ مَعَ جَمْعٍ كَبِيرٍ مِنَ المُؤْمِنِين، وكانَ ذَلِكَ سَنَةَ 305، في عَهْدِ الإِمْبِرَاطُورِ دْيُوكْلِتْيَانُوسَ (285-305). أَمَّا جَسَدُ القِدِّيسِ يَنُوارْيُوسَ فَهُوَ الآنَ مَحْفُوظٌ بِكُلِّ إِكْرامٍ في كَاتِدْرَائِيَّةِ نَابُّولي، ودَمُهُ مَحْفُوظٌ في قِنِّينَةٍ إِلَى اليَوم، يَتَحَرَّكُ كُلَّمَا أَدْنَوْهُ مِنْ هَامَةِ القِدِّيس، وذَلِكَ عَلَى مَرْأَى النَاسِ الزَائِرِينَ لِضَرِيحِهِ. وقَدْ فَحَصَ الأَطِبَّاءُ هَذا الدَمّ، فَأَعْلَنُوا أَنَّ هُنَاكَ مُعْجِزَةً حَقِيقِيَّةً ثَابِتَةً لا تَقْبَلُ الشَكّ. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
