Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ أُنُوفُورْيُوس كَتَبَ سَيْرَةَ هَذا النَاسِكِ القِدِّيسُ بَفْنُوتْيُوس، تِلْمِيذُ القِدِّيسِ أَنْطُونْيُوسَ الكَبِير، فَقَال: "خَرَجْتُ يَوْمًا إِلَى بَرِّيَّةِ تِيبَايِس في مِصْر، مُتَفَقِّدًا ومُسْتَرْشِدًا نُسَّاكَهَا. فَسِرْتُ أَيَّامًا إِلَى أَنْ ظَهَرَ أَمَامِي شَيْخٌ لا سِتْرَ عَلَيْهِ سِوَى شَعْرِهِ يُغَطِّي جِسْمَهُ، ولِخَوْفي مِنْهُ، صَعِدْتُ إِلَى تَلٍّ هُنَاكَ. فَتَبِعَني، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ الصُعُودِ إِلَى التَّلِّ لانْهِزالِهِ. فَنَاداني: "لا تَخَفْ! فَأَنَا إِنْسَانٌ نَظِيرُكَ، إِنْزِلْ". فَنَزَلْتُ وسَأَلْتُهُ مَنْ هُوَ ومَا شَأْنُهُ؟ فَقَال: "إِنَّ عِنَايَةَ اللهِ أَرْسَلَتْكَ إِلَيَّ. أَنَا ابْنُ مَلِكِ الفُرْس، وأَبي، إِثْرَ وِلادَتي التي حَصَلَتْ بَعْدَ سِنِينَ طَوِيلَةٍ مِنَ الصَلاة، تَلَقَّى إِعْلانًا إِلَهِيًّا أَنْ يُعَمِّدَنِي بِاسْمِ أُنُوفُورْيُوس، ويَقْتَادَني إِلَى دَيْرٍ في تِيبَايِس، مُكَرَّسًا لِخِدْمَةِ الله، وبَعْدَ سَنَواتٍ في الدَيْر، اسْتَأْذَنْتُ الرَئِيسَ وجِئْتُ إِلَى هَذِهِ البَرِّيَّة، فَقَادَني الرَبُّ إِلَى نَاسِكٍ شَيْخٍ فَآواني في قِلَّايَتِهِ. ثُمَّ أَرْشَدَني اللهُ إِلَى مَغَارَةٍ هُنَاكَ، بِجَانِبِهَا شَجَرَةُ بَلَح ، كَانَ يَعِيشُ فِيهَا نَاسِكٌ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ اسْمُهُ هِرْمِيَاس، وقَالَ لي: "هَذا هُوَ المَنْزِلُ الذِي أَعَدَّهُ اللهُ لَكَ"؛ فَــعِــشْـتُ هُنَاكَ أَتَحَمَّلُ الضِيقَاتِ والمَشَاقَّ مِنْ حَرٍّ وبَرْدٍ وعُرْيٍ وجُوعٍ وعَطَش، وضُعْفِ الجَسَدِ والأَمْراض. أَقْتَاتُ مِنْ ثِمَارِ النَخْلَةِ وعُشْبِ الأَرْض، ولي في هَذِهِ البَرِّيَّةِ سَبْعُونَ سَنَة. ثُمَّ قَضَيَا لَيْلَتَهُمَا بِمُنَاجَاةِ الله، وفي الغَدِ أَخَذَ بِالصَلاةِ والتَسْبِيحِ وخَرَّ بِوَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ وأَسْلَمَ رُوحَهُ بِيَدِ اللهِ سَنَةَ 402، فَدَفَنَهُ بَفْنُوتْيُوسُ بِسَلام. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |