Biography |
كَانَ بْيُونْيُوسُ كاهِنًا غَيُورًا في مَدِينَةِ إِزْمِير، في آسْيَا الصُغرى، أَيَّامَ داكْيُوسَ قَيْصَر (249-251). أَخَذَ يُبَشِّرُ بِالإِيمانِ بِالمَسِيح، حَتَّى اشْتَهَرَ أَمْرُهُ. عِنْدَهَا اسْتَحْضَرَهُ الوالي، لِيَكُونَ عَلَى يَقِينٍ مِمَّا يَجْرِي. ولَدَى اسْتِنْطَاقِهِ، أَعْلَنَ بِجُرْأَةٍ إِيمانَهُ المَسِيحِيّ. ولَمَّا حَاوَلَ الوالي إِقْنَاعَهُ لِيَكْفُرَ بِالمَسِيحِ ويُضَحِّيَ لِلأَوْثان، بَدَأَ القِدِّيسُ يُبَيِّنُ لَهُ بُطْلانَ عِبَادَةِ الأَوثَانِ مِنْ جِهَة، وصِحَّةَ الإِيمانِ المَسِيحِيِّ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، ويَدْعُو بِالتَالي الجَمِيعَ إِلَى اعتِنَاقِهِ. فَاغْتَاظَ الوالي مِنْ هَذِهِ الجُرْأَة، وطَرَحَهُ في السِجْنِ مُكَبَّلًا بِالقُيُودِ مَعَ المَسِيحِيِّينَ المَسْجُونِين، وكَانَ عَدَدُهُمْ خَمْسَةَ عَشر، وكانُوا قَدْ أُوقِفُوا خِلالَ الاحتِفالِ الليتورجِيِّ بِتَذْكارِ استِشْهادِ بُولِيكَربُوس، أُسْقُفِ إِزْمِير، فَأَخَذَ يُشَدِّدُهُمْ ويُشَجِّعُهُمْ عَلَى تَحَمُّلِ العَذابِ مِنْ أَجْلِ المَسِيح، فَأَصْغَوا إِلَيهِ واسْتَمَرُّوا عَلَى إِيمانِهِم، حَتَّى نَالُوا إِكْلِيلَ الشَهَادَة. أَمَّا القِدِّيس، فَلَمَّا لَمْ يَنَالُوا مِنْهُ مَأْرَبًا، أَخْرَجُوهُ وسَمَّرُوا يَدَيهِ ورِجْلَيه، ثُمَّ طَرَحُوهُ في النارِ المُتَأَجِّجَة، فَكَانَ يُسَبِّحُ اللهَ شَاكِرًا، حَتَّى أَسْلَمَ رُوحَهُ الطاهِرَةَ بِيَدِ الله، ونَالَ إكلِيلَ الشَهَادَةِ سَنَةَ 250. ولَهُ كِتابٌ في عَقِيدَةِ الإِيمانِ المُسْتَقِيم. كانَ أُوسابْيُوسُ القَيْصَرِيّ، المُؤرِّخُ الكَنَسِيّ، يَعرِفُ وَثيقَةً مَكتوبَةً بِيَدِ شاهِدِ عِيانٍ عَنِ اسْتِشْهادِهِم. صَلاتُهُم مَعَنَا. آمين. |