Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ بْرُوكُوبْيُوس وُلِدَ هَذا البَارُّ في أُورَشَلِيم، وتَوَطَّنَ مَدِينَةَ سِيتُوبُولِيسَ أَي بِيسَانَ عَلَى ضِفَافِ الأُرْدُنّ، وصارَ خادِمَ كَنِيسَتِهَا، بِصِفَةِ قارِئِ الأَسْفارِ المُقَدَّسَةِ ومُتَرْجِمِهَا لِلشَعْبِ مِنَ اللُغَةِ اليُونانِيَّةِ إِلَى اللُغَةِ السُريانِيَّة، لُغَةِ الشَعْب. وقَدْ أَقَامَهُ الأُسْقُفُ مُقَسِّمًا يَطْرُدُ بِصَلاتِهِ الشَيَاطِين. وكانَ بْرُوكُوبْيُوسُ قائِمًا بِخِدْمَتِهِ هَذِهِ حَـقَّ الــقِيَـام، مُـمَــارِسًا أَنْــواعَ الــنُسْــكِ والــتَــقَشُّفِ قَهْرًا لِجَسَدِهِ وحِفَاظًا عَلَى طَهَارَتِهِ المَلائِكِيَّة. لا يَــــتَنَــاوَلُ مَأْكَلًا سِوَى الخُبْزِ والماءِ فَقَط كُلَّ ثَلاثَةِ أَوْ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ مَرَّةً واحِدَة. يُغَذِّي نَفْسَهُ بِمُطالَعَةِ الكُتُبِ المُقَدَّسَة، نَهَارًا ولَيْلًا. وكانَ حَميدَ الخِصال، مُتَسَامِيًا بِالفَضيلَةِ لا سِيَّمَا الوَداعَةِ والتَواضُعِ فَضْلًا عَنْ تَضَلُّعِهِ مِنَ العُلُومِ اللاهُوتِيَّةِ والعَالَمِيَّة. ولَمَّا أَثارَ دْيُوكْلِتْيَانُوسُ (285-305) الاضْطِهادَ عَلَى المَسِيحِيِّين، بِحَسَبِ مَرْسُومٍ وَقَّعَهُ في نِيقُومِيدْيَة، وبَلَغَتْ أَوامِرُهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةِ فَلِسْطِين، كانَ بْرُوكُوبْيُوسُ أَوَّلَ مَنْ نَالَ إِكْلِيلَ الشَهَادَةِ في هَذِهِ المَدِينَة، إِذْ إِنَّ الوالي الرُومانيَّ فْلَافْيَانُوسَ أَرْسَلَ فَقَبَضَ عَلَيهِ مَعَ غَيْرِهِ مِنَ المَسِيحِيِّين، فَأَتَوا بِهِمْ إِلَى قَيْصَرِيَّة، عاصِمَةِ الإِقْليم. ولَمَّا مَثُلَ بْرُوكُوبْيُوسُ أَمامَ الوالي أَمَرَهُ أَنْ يَسْجُدَ لآلِهَةِ المَمْلَكَة. فَأَجابَهُ بِصَوْتٍ عَالٍ: "أَنا لا أَعْرِفُ إِلَّا إِلَهًا واحِدًا فَقَط، هُوَ خَالِقُ السَماواتِ والأَرْضِ ولَهُ وَحْدَهُ يَجِبُ السُجُود". فَأَمَرَهُ بِالخُضُوعِ لأَوامِرِ المُلُوك، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَرْبَعَةً يَتَقَاسَمُونَ تَدْبِيرَ المَمْلَكَة، وهُم دْيُوكْلِتْيَانُوس، ومَكْسِيمْيَانُوس، وغَالِيرْيُوس، وقُسْطَانْس. فَلَمْ يَنْثَنِ القِدِّيسُ عَنْ عَزْمِهِ. وأَجابَ بِبَيْتِ شِعْرٍ مِنْ هُومِيرْيُوسَ مَفَادُهُ: "لا خَيْرَ مِنْ مَمْلَكَةٍ يَضْبِطُ زِمَامَهَا كَثِيرُون". عِنْدَئِذٍ أَمَرَ بِهِ الوالي، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ وتَكَلَّلَ بِالشَهادَةِ سَنَةَ 303. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |