| Name |
Memorial of Saint Sophronius, Patriarch of Jerusalem |
| Arabic name |
تَذكارُ القِدِّيسِ صُفْرُونْيُوسَ بَطْرِيَرْكِ أُورَشَلِيم |
| Day date |
آذار 11 |
| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ صُفْرُونْيُوسَ بَطْرِيَرْكِ أُورَشَلِيم وُلِدَ صُفْرُونْيُوسُ في مَدِينَةِ دِمَشْقَ مِنْ أَبَوَينِ تَقِيَّينِ حَوالَى سَنَةِ 550، وَتَرَبَّى، بِحَسَبِ تَقْلِيدٍ قَدِيم، في مَدِينَةِ بْشَرِّي (لُبنان)، وَتَثَقَّفَ بِالعُلُومِ وَلا سِيَّمَا الكَنَسِيَّة، وَتَمَتَّعَ بِطَاقَاتٍ عَقْلِيَّةٍ كَبِيرَة، وَأَتْقَنَ الفَلْسَفَةَ فَلُقِّبِ بِالحَكِيم، وَبَدَأَ يُعَلِّمُ الفَصَاحَةَ وَيَزْرَعُ في قُلُوبِ تَلامِيذِهِ بُذُورَ الفَضَائِلِ المَسِيحِيَّة. لَكِنَّهُ رَغِبَ في اقْتِنَاءِ الحِكْمَةِ الرُوحِيَّة، فَزَارَ فَلِسْطِين، التي كانَتْ عَامِرَةً بِالدُيُورَة، زاهِرَةً بِالرُهْبَانِ والنُسَّاك، وَهُنَاكَ تَعَرَّفَ إِلَى الراهِبِ يُوحَنَّا مُوسْكُوس، وَهُوَ أَيْضًا دِمَشْقِيّ، كاهِنٌ فاضِلٌ قَدِيرٌ جِدًّا في العِلْمِ وذُو حِكْمَةٍ رُوحِيَّة. بَـــعْــدَ أنْ زارَ صُــفْــرُونْــيُــوسُ الأَمَــاكِــنَ المُقَدَّسَة، دَخَــلَ دَيْـــرَ الــقِــدِّيـسِ تِــيُــودُوسْــيُــوس، بِــالــقُرْبِ مِنْ أُورَشَلِيـم، وَقَـضَـى فِــيـهِ مُـدَّةً طَـوِيــلَـة، مُـتَـمَـرِّسًا بِـالـصَـلاةِ الـعَـقْـلِيَّةِ وَالـحياةِ النُسْكِيَّة، واتَّـخَـذَ مُـوسْـكُـوسَ مُـعَـلِّـمًـا وَمُرْشِدًا. وَبَقِيَ مُلازِمًا لَهُ، وَسَاعَدَهُ في تَأْلِيفِ الكِتَابَ المَعْرُوفِ بـِ "المَرْج" أَوْ "بُسْتانُ الراهِب"، أَوِ "الحَدِيقَةِ الرُوحِيَّة"، الذي حَظِيَ بِبَرَكَةِ المَجْمَعِ المَسْكُونِيِّ السابِعِ (نِيقْيَة الثاني 787). وَقَامَا مَعًا بِزِيَارَةِ دَيْرِ القِدِّيسِ سَابَا الشَهِير، وَسَائِرِ الأَديارِ في البِلادِ الفَلِسْطِينِيَّة. وكانَ يُوحَنَّا مُوسْكُوسُ يُدَوِّنُ كُلَّ ما يَراهُ مِنْ أَعْمَالِ الرُهْبانِ وَفَضَائِلِهِم، وَمَا يَسْمَعُهُ عَنِ الَّذِينَ عاشُوا بِالقَداسَةِ وَالكَمَالِ الرُهْبانِيّ. ثُمَّ سَافَرا مَعًا إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّة، فَرَحَّبَ بِهِمَا بَطْرِيَرْكُهَا القِدِّيسُ يُوحَنَّا الرَحِيم، وَأَبْقَاهُمَا عِنْدَهُ، وَهُنَاكَ نَذَرَ صُفْرُونْيُوسُ نَفْسَهُ لِلرَبِّ في الحَياةِ الرُهْبَانِيَّة، وَعَقَدَ القَلْبَ عَلَى أَنْ يَقِفَ حَيَاتَهُ لِخِدْمَةِ الله. وكانَتْ بِدْعَةُ القاَئِلِينَ بِالطَبِيعَةِ الواحِدَةِ في المَسِيحِ قَدِ انْتَشَرَتْ في البِلاد. وَقَامَ البَطْرِيَرْكُ يُجَاهِدُ في مُكَافَحَتِهَا لِيَصُونَ شَعْبَهُ مِنْ شَرِّهَا، فَدَعَا صُفْرُونْيُوسَ، وكانَ قَدْ أَتْقَنَ عِلْمَ الفَلْسَفَةِ واللاهُوتِ وَنَبَغَ فِيهِمَا، فَسَامَهُ كاهِنًا وَفَوَّضَ إِلَيهِ وَإِلَى صَدِيقِهِ يُوحَنَّا مُوسْكُوسَ الوَعْظَ وَالإِرْشَادَ ضِدَّ بِدْعَةِ المُونُوفِيزِيَّة، أَي هَرْطَقَةِ الطَبِيعَةِ الواحِدَة، فَقَامَا بِمَهَمَّتِهِمَا أَحْسَنَ قِيَام. سُرَّ بِهِمَا البَطْرِيَرْكُ القِدِّيسُ وَشَكَرَ لَهُمَا غَيْرَتَهُمَا، وَأَسْكَنَهُمَا الدارَ البَطْرِيَرْكِيَّة. افْتَقَدَ اللهُ صُفْرُونْيُوسَ بِوَجَعٍ في عَيْنَيه، أَقْعَدَهُ عَنِ العَمَلِ وَلَمْ يُشْفَ مِنْهُ إِلَّا بِأُعْجُوبَة، نَتِيجَةً لِصَلَواتِهِ إِلَى اللهِ وَإِلَى شَفَاعَةِ سَيِّدَتِنَا مَرْيَمَ العَذْراء. ثُمَّ قَصَدَا إِيطاليا، وفي رُومَا أَنْجَزَ مُوسْكُوسُ كِتَابَ "بُسْتانُ الرُهْبان". وَأَهْداهُ إِلَى تِلْمِيذِهِ صُفْرُونْيُوس. وَلَمَّا عَادا، رَقَدَ يُوحَنَّا مُوسْكُوسُ وَقَدْ تَقَدَّمَ في أَيَّامِه، فَنَقَلَ صَدِيقُهُ رُفَاتَهُ إِلَى فَلِسْطِينَ وَفْقًا لِوَصِيَّتِهِ. أَمَّا صُفْرُونْيُوسُ وَكَوْكَبَةٌ مِنْ تَلامِيذِهِ فَأَقَامُوا في أُورَشَلِيم، حَيْثُ انْتُخِبَ صُفْرُونْيُوسُ بَطْرِيَرْكًا عامَ 634، وَعَقَدَ مَجْمَعًا مَحَلِّيًّا حَرَمَ فِيهِ القَائِلِينَ بِالطَبِيعَةِ الواحِدَة. كَتَبَ هَذا القِدِّيسُ مَقَالاتٍ عَدِيدَةً وَكِتاباتٍ تَعْلِيمِيَّةً وَأَناشِيدَ تَدُلُّ عَلَى مَواهِبِهِ الشِعْرِيَّةِ والمُوسِيقِيَّة. وَكَتَبَ صُفْرُونْيُوسُ العَدِيدَ مِنْ أَعْمالِ القِدِّيسِين. وَأَثْقَلَتِ السُنُونُ وَالمِحَنُ كاهِلَ هَذا البَطْرِيَرْكِ القِدِّيسِ والشَيْخِ الوَقُور، فَرَقَدَ بِالرَّبِّ سَنَةَ 638. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
