Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ سْبِيرِيدُونَ العَجَائِبِيّ وُلِدَ القِدِّيسُ سْبِيرِيدُونُ في جَزيرَةِ قُبْرُسَ سَنَةَ 270؛ وكانَ راعِيَ غَنَم، يَخْلُو بِاللهِ والتَأَمُّلِ في المَخْلُوقَاتِ بِمَا فِيهَا مِنْ نِظامٍ وعَظَمَةٍ وجَمال. إِمْتَازَ بِفَضِيلَتَيِ التَوَاضُعِ والإِيمانِ الراسِخ. إِقْتَرَنَ بِامْرَأَةٍ فَاضِلَةٍ رُزِقَ مِنْهَا ابْنَةً سَمَّاها إِيرِيني، فَتَبَتَّلَتْ، وتُوُفِّيَتْ بَاكِرًا، وكَذَلِكَ زَوْجَتُهُ تُوُفِّيَتْ. بَعْدَ وَفَاةِ أُسْقُفِ مَدِينَةِ تْرِيميثُوس، المَدِينَةِ الصَغِيرَةِ القَرِيبَةِ مِنَ السَلامِيَّة، عِنْدَ شَاطِئِ البَحْر، أَجْمَعَ الأَسَاقِفَةُ والشَعْبُ في قُبْرُس عَلَى انْتِخَابِ سْبِيرِيدُونَ خَلَفًا لَهُ. فَقَامَ يُرْشِدُ النُفُوسَ في طَرِيقِ الخَلاص، ويَرُدُّ الضَالِّينَ إِلَى الـحَــظِــيـــرَة، وأَمَّــا طَـــرِيـــقَــةُ عَـــيْــشِــهِ الـزَهِـــيــدَةُ فَـــبَـــقِـــيَـــتْ عَـــلَى حَالِهَا، فَقِيرَ اللِبَاس، لا يَخْشَى مِنَ الغَد، كَريمًا تُجَاهَ المُحْتَاجِين، لأَنَّ اللهَ هُوَ المُعْطِي. جاءَ المَلِكُ مَكْسِيمْيَانُوس (285-310) يَضْطَهِدُ المَسِيحِيِّين، فَقَلَعَ عَينَ الأُسْقُف، وقَطَّعَ أَوْصَالَ يَدِهِ اليُسْرَى، وأَرْسَلَهُ إِلَى المَنْفَى مَعَ غَيرِهِ مِنَ المَسِيحِيِّين، فَارِضًا عَلَيهِمِ الأَشْغَالَ الشَاقَّةَ في مَقَالِعِ الحِجَارَة، سِنِينَ عَدِيدَة. ولَمَّا انْتَصَرَ قُسْطَنْطِينُ الكَبِير (306-337) سَنَةَ 312، أَعادَ سْبِيرِيدُونَ إِلَى كُرْسِيِّهِ يُوَاصِلُ جِهَادَهُ بِغَيْرَةٍ لا تَعْرِفُ المَلَل. ومَنَحَهُ اللهُ صُنْعَ العَجَائِب، فَاشْتَهَرَتْ قَداسَتُهُ في كُلِّ مَكَان. ودُعِيَ إِلَى المَجْمَعِ النِيقَاوِيِّ الأَوَّلِ سَنَةَ 325 الذي تَرَأَّسَهُ قُسْطَنْطِينُ الكَبِير، فَابْتَدَرَهُ المَلِكُ بِالإِكْرامِ وقَبَّلَ عَيْنَهُ المَقْلُوعَة. ومَرِضَ قُسْطَنْدْيُوسُ قَيْصَر، إِبْنُ قُسْطَنْطِينَ الكَبِير، عِنْدَمَا كانَ في أَنْطَاكْيَة، مَرَضًا وعَجِزَ الأَطِبَّاءُ عَنْ شِفَائِهِ. رَأَى في الحُلْمِ أُسْقُفًا يَشْفَعُ بِهِ لَدَى الله، فَشُفِيَ، وقَدِ ارْتَسَمَتْ صُورَتُهُ في مُخَيِّلَتِهِ، ولَمَّا جاءَ الأُسْقُفُ سْبِيرِيدُونُ لِيُهَنِّئَهُ، عَرَفَهُ بِهَيْئَتِهِ، كَما تَمَثَّلَ لَهُ بِالحُلْم، فَكَرَّمَهُ جِدًّا وَوَهَبَهُ مَالًا كَثِيرًا، وَزَّعَهُ القِدِّيسُ عَلَى المُحْتَاجِين، دُونَ أَنْ يُبْقِيَ لَهُ مِنْهُ شَيْئًا. وحَضَرَ أَيْضًا المَجْمَعَ الذي انْعَقَدَ سَنَةَ 347 في سَرْدِيكَا، لِلدِفَاعِ عَنِ القِدِّيسِ أَثَنَاسْيُوسَ الكَبِيرِ ضِدَّ خُصُومِهِ الَّذِينَ أَلْصَقُوا بِهِ تُهَمًا كاذِبَة، فَكانَ الأُسْقُفُ سْبِيرِيدُونُ مِنْ أَشَدِّ أَنْصَارِهِ وتَجَنَّدَ لإِظْهَارِ صَحِيفَتِهِ ناصِعَةً كَالثَلْج. ولِكَثْرَةِ عَجَائِبِهِ، لُقِّبَ بِالعَجَائِبِيّ. ورَقَدَ بِالرَّبِّ في 12 كانُونَ الأَوَّلَ سَنَةَ 348، ولَهُ مِنَ العُمْرِ 78 عامًا. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |