| Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ تِيُودُورُس وُلِدَ تِيُودُورُس في القُسْطَنْطِينِيَّةِ عامَ 759، في أُسْرَةٍ شَريفَة. تَلَقَّى نَصِيبًا مُمْتَازًا مِنَ العُلُومِ اللاهُوتيَّةِ والفَلْسَفِيَّةِ المَعْرُوفَةِ في زَمَانِهِ. رَغِبَ في الحَياةِ النُسْكِيَّة، وعَكَفَ عَلَىمُمَارَسَةِ أَسْمَى الفَضَائِل. وأَصْبَحَ كاهِنًا وأُقِيمَ رَئِيسًا عَلَى الدَيْرِ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثِينَ سَنَة، فَأَصْبَحَ بِفَضْلِهِ نَمُوذَجًا لِلعَدِيدِ مِنَ الأَدْيِرَةِ المُجَاوِرَة. فَكَانَ الدَيْرُ شَبِيهًا بِخَلِيَّةِ نَحْلٍ نَشِيطَة، يَعْمَلُ فِيهَا كُلُّ راهِبٍ وَفْقًا لِطَاقَتِهِ ومَوْهِبَتِهِ. مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، ولِفَرْطِ غَيْرَةِ تِيُودُورُسَ عَلَى الكَنِيسَةِ وشَرائِعِهَا، قَامَ يُؤَنِّبُ المَلِكَ قُسْطَنْطِينَ الرابِع (668-685) لأَنَّهُ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ الشَرْعِيَّةَ تِيُودُورَا، لِيتَّخِذَ الأَمِيرَةَ تِيُودُوتي. فَنَفَاهُ المَلِكُ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وبَعْدَ مُدَّةٍ اسْتَدْعَتْهُ المَلِكَةُ إِيرِيني إِلَى دَيْرِهِ. ثُمَّ أُبْعِدَ بِأَمْرِ المَلِكِ نِيكُوفُورُس، لأَنَّهُ كانَ يَلُومُهُ عَلَى جَوْرِهِ وخَرْقِهِ حُرْمَةَ العَدْلِ والإِنْصَاف. ولَمْ يَرْجِعْ مِنْ مَنْفَاهُ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ هَذا المَلِكِ الظَالِم. ولَمَّا قَامَ المَلِكُ لِيُونُ الثَالِثُ الإِيصُورِيُّ الأَرْمِينيُّ (717-741) يُناصِرُ مُحَارِبي الإِيقُونات، وبَدَأَ الحَرْبَ عَلَى الكَنِيسَة، هَبَّ الرَئِيسُ تِيُودُورُسُ مِنْ جَديدٍ لِلدِفاعِ عَنِ الإِيمانِ الكاثوليكِيّ. نَظَّمَ مَسِيرَةً في الشَوارِعِ اشْتَرَكَ فِيهَا أَلْفُ راهِبٍ حَامِلِينَ الإِيقُونات، فَاضْطَهَدَهُ المَلِكُ لِيُونُ ونَفَاهُ أَيْضًا. وبَعْدَ مَوْتِ هَذا المَلِكِ اسْتَدْعَاهُ المَلِكُ مِيخَائِيلُ الأَلْثَغُ إِلَى دَيْرِهِ، فَانْصَرَفَ إِلَى أَعمالِ النُسْكِ والتَآليفِ المُفِيدَة. غَيْرَ أَنَّ المَلِكَ انْقَلَبَ عَلَيهِ أَيْضًا بِسَبَبِ الإِيقُونات، ونَفَاهُ هُوَ ورُهْبانَهُ إِلَى شِبْهِ جَزِيرَةِ القِدِّيسِ تْرِيفُون، حَيْثُ تُوُفِّيَ بِنَسَمَةِ القَداسَةِ سَنَةَ ٨٢٦. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |
