Biography |
تَذكارُ القِدِّيسِ تِيُودُورُسَ الكَبِير وُلِدَ في أَخَائِيَة - اليُونانَ مِنْ أَبَوَيْنِ مَسِيحِيَّينِ نَحْوَ سَنَةِ 270، وتَرَبَّى عَلَى حُبِّ الفَضِيلَةِ والأَخْلاقِ الحَسَنَة. وشَبَّ وظَهَرَ بَطَلًا شُجَاعًا في الدِفَاعِ عَنِ الإِيمانِ بِالمَسِيحِ والتَجَنُّدِ لَهُ. صَارَ قَائِدَ فِرْقَةٍ رُومانِيَّةٍ في مِنْطَقَةِ أَمَاسْيَا، وَهِيَ مِنْ عَسَاكِرِ المَلِكِ لِيشِينْيُوس (308-324)، صِهْرِ قُسْطَنْطِينَ الكَبِير. بَلَغَهُ أَنَّ تِنِّينًا كَـبِــيـرًا، بِــالـقُـرْبِ مِــنْ مَـدِيــنَــةِ هِـرَقْــلِـيَـة، كانَ يَفْتَرِسُ النَاس، فَخَرَجَ تِيُودُورُسُ مُتَسَلِّحًا بِصَلِيبِ المَسِيحِ قَاصِدًا مَغَارَةَ ذَلِكَ التِنِّين، وعَبَثًا حَاوَلَ رِجَالُ المَدِينَةِ العُظَمَاءُ ثَنْيَهُ عَنْ عَزْمِهِ. وما خَرَجَ التِنِّينُ مِنْ مَغَارَتِهِ، حَــتَّـى صَرَخَ بِهِ تِيُودُورُس: "بِاسْمِ يَسُوعَ المَسِيحِ أَنَا أُهَاجِمُكَ". وانْقَضَّ عَلَيْهِ بِطَعْنَةِ رُمْحٍ في رَأْسِهِ في شَكْلِ صَلِيبٍ فَصَرَعَهُ وأَراحَ المَدِينَةَ مِنْ شَرِّهِ. جَاءَ الوَثَنِيُّونَ يَشْكُرُونَ القِدِّيسَ واعْتَنَقَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْهُمُ الإِيمانَ المَسِيحِيّ. عَرَفَ المَلِكُ لِيشِينْيُوسُ وطَلَبَ أَنْ يَرَى تِيُودُورُس، فَاسْتَقْبَلَهُ تِيُودُورُسُ اسْتِقْبَالًا رائِعًا. وأَرادَ المَلِكُ إِقَــامَـةَ حَـفْـلَــةٍ فـي مَـعْــبَدِ الأَوْثَـانِ تَـكْـرِيــمًا لِتِيُودُورُس. أَمَّــا الـقَــائِــدُ الـشُجَاع، المَلِيءُ مِنْ مَـحَبَّةِ يَسُوعَ المَسِيح، فَاحْتَقَرَ الخَطَر، ولَمْ يُخْفِ إِيمَانَهُ، بَلْ بِالعَكْس، كانَتْ لَهُ بِمَثَابَةِ مَجْدٍ أَنْ يَعْتَرِفَ بِهِ عَلَنًا، ويُظْهِرَ نَفْسَهُ لِلحَاكِم أَنَّهُ مَسِيحِيّ. فَعُذِّبَ كَثِيرًا ورُبِطَ في السِجْنِ عَلَى شَكْلِ صَلِيب، وفي اليَوْمِ التَالي، أَرْسَلَ المَلِكُ اثْنَيْنِ لإِحْضَارِ جُثَّةِ القِدِّيسِ فَوَجَداهُ سَالِمًا صَحِيحًا، فَآمَنَا وآمَنَ مَعَهُمَا ثَمَانُونَ جُنْدِيًّا. أَرْسَلَ المَلِكُ قَائِدًا آخَرَ مَعَ ثَلاثِمَائَةِ جُنْدِيٍّ لِيَقْطَعُوا أَعْنَاقَهُم، ولَمَّا تَحَقَّقَ هَؤُلاءِ الآخَرُونَ مِنْ شِفَاءِ تِيُودُورُسَ آمَنُوا هُمْ أَيْضًا بِالمَسِيحِ مَعَ جُمْهُورٍ مِنَ الوَثَنِيِّينَ وصَاحُوا قَائِلِين: "حَيٌّ هُوَ إِلَهُ المَسِيحِيِّين، إِنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الحَقِيقِيُّ ولا إِلَهَ سِوَاه"، وأَرادُوا أَنْ يُثِيرُوا الشَعْبَ عَلَى المَلِك، فَمَنَعَهُمُ القِدِّيسُ وقَالَ لَهُمْ: "إِنَّ السَيِّدَ المَسِيحَ غَفَرَ لِصَالِبِيهِ ولَمْ يَنْتَقِمْ مِنْ أَعْدائِهِ". وأَخِيرًا، أَرْسَلَ المَلِكُ سَيَّافًا قَطَعَ رَأْسَ القِدِّيسِ وَهُوَ في السِجْنِ سَنَةَ 304 ودُفِنَ في أَخَائِيَة وَطَنِهِ، كَمَا أَوْصَى قَبْلَ اسْتِشْهَادِهِ. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين. |